قطر تغرد خارج السرب.. نشاز يحتم ردعا أمريكيا
رغم المتغيرات الإقليمية والدولية، فإن قطر لا تزال متشبثة بدعم الإرهاب، مغردة بذلك خارج السرب العربي، ما يفرض ردعا أمريكيا.
سام فاديس، المحلل الأمريكي البارز بشركة "رافينا أسوسيتس"، قال في مقال منشور بصحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، إن التحديات التي واجهها العالم قبل ذهاب الأمريكيين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة ما زالت موجودة.
وأضاف: "أيًا من سيشغل البيت البيضاوي بصفته رئيسًا في يناير (كانون الثاني المقبل)، فإنه سيتعامل مع تلك التحديات".
وأشار فاديس، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية "سي أي إيه"، إلى أن حالة الشرق الأوسط ستكون مسألة محورية بالنسبة لمن سيشغل البيت البيضاوي بعد أربعة أعوام من إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
خارج السرب
المحلل الأمريكي أوضح في مقاله أن الوضع في الشرق الأوسط تغير كثيرًا للأفضل منذ عام 2016، مشيرًا إلى مسار السلام بين الإمارات والبحرين والسودان وإسرائيل.
غير أن فاديس يرى أن الدوحة لا تزال العنصر الذي يغرد خارج السرب؛ مع تمكينها وتقديمها الدعم المالي لجماعة الإخوان الإرهابية، ورعايتها للجماعات المتطرفة في شتى أنحاء أوروبا، فضلًا عن مواصلتها دعم حماس والإرهابيين في القرن الأفريقي.
وأشار الخبير إلى دعوة الدوحة للقوات التركية لبناء قواعد على أراضيها، إلى جانب تحالفها مع إيران، مؤكدًا أن تلك الأفعال أسفرت عن مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية إقليمية للدوحة من جانب 4 دول عربية.
بوليصة تأمين
وتعجب المحلل الأمريكي من مواصلة واشنطن الحفاظ على تواجدها العسكري الكبير في قطر، والتصرف كما لو أنها حليف موثوق ويمكن الاعتماد عليه في دعم القوات الأمريكية حال حدوث أزمات بالمستقبل.
وقال إن أكثر من 11 ألف جندي أمريكي يتمركزون في قطر، إذ تأوي قاعدة العديد الجوية معظمهم، بالإضافة إلى معسكر السيلية الذي تحتفظ فيه واشنطن بكميات هائلة من المعدات والعتاد العسكري، إلى جانب احتفاظ البحرية الأمريكية بوجود لها بالبلاد.
وأضاف المحلل أن الولايات المتحدة تحتفظ حاليًا بوجود عسكري هائل داخل دولة تعارض واشنطن على نحو متزايد، "وقد تسمح أو لا تسمح لنا في المستقبل باستخدام قواعدنا الثمينة في قطر خلال أي أزمة بالمستقبل."
وقارن فاديس وضع القوات الأمريكية في قطر بوجودهم بقاعدة إنجرليك في تركيا، قائلًا إن الأتراك منعوهم من العمل هناك في الماضي، ومؤخرًا، تحدثوا كثيرًا عن إغلاق القاعدة كليًا.
وأوضح أنه كما هو وضع قاعدة إنجرليك بالنسبة لأنقرة، فإن قاعدة العديد أيضًا تمثل للعائلة المالكة القطرية "بوليصة تأمين" ضد ضغوط أولئك من لا يوافقون على سياساتها وأفعالها.
بدائل
وفق الخبير، توجد بدائل قوية لنقل القواعد الأمريكية من قطر، مستشهدًا ببحث الكونجرس عام 2018 خيارات نقلها إلى مناطق، مثل الإمارات أو الأردن أو العراق أو البحرين.
وأكد أن الإمارات والبحرين ستكونان خيارين رائعين باعتبار الوجود الأمريكي بالبلدين.
وقال إنه بعدما بدا مستقبل الشرق الأوسط وكأنه مزيج من العنف والإرهاب، تغيرت الأمور فجأة للأفضل وباتت هناك إمكانية فعلية للأمل، غير أن قطر قررت اتخاذ منحى آخر، بتعاوها مع إيران والمتطرفين وقوى الفوضى.
واختتم المحلل الأمريكي مقاله بالتأكيد على أنه حان الوقت لاتخاذ موقف، والاعتراف بأن سياسات الدوحة تتعارض مع السياسات الأمريكية، مشيرًا إلى أنه أيا من سيشغل البيت الأبيض، فقد حان وقت محاسبة قطر.