أسواق الطاقة تتأهب مع بدء حظر النفط الروسي.. والخام يقفز 2%
بدأ اليوم الإثنين 5 ديسمبر/كانون الأول 2022 سريان الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات النفط الخام الروسي.
كان الاتحاد الأوروبي اتفق على وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي عند 60 دولارا للبرميل، والسعر أعلى مما تبيع روسيا به بالفعل معظم نفطها الخام، وذلك لأن أحد الأهداف الرئيسية لهذا الإجراء هو محاولة الحفاظ على تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية.
والحظر، الذي تم الاتفاق عليه، يأتي ضمن حزمة عقوبات لمعاقبة روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، ويسري اليوم بعد اعتماده، لكنه سمح بفترة انتقالية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للتنفيذ التدريجي للحظر.
كما تنطبق الإعفاءات أيضا على المجر وسلوفاكيا والتشيك، وهي ثلاث دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي تعتمد بشكل خاص على خط أنابيب النفط من روسيا بسبب موقعها الجغرافي وعدم قدرتها على استبدال الواردات بسرعة.
قرر تحالف أوبك بلس الإبقاء على إنتاج النفط دون تغيير، وذلك في الاجتماع الذي عقده افتراضيا أمس، مع تقييم مدى تأثير العقوبات الغربية على الخام الروسي وتخفيف قيود الجائحة في الصين على الأسواق العالمية، وفقا لما ذكرته بلومبرج. وكان التحالف، الذي تقوده السعودية وروسيا، قد أجرى خفضا مفاجئا للإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا في اجتماعه الأخير في أكتوبر/تشرين الأول، في محاولة لدعم أسعار النفط المتراجعة.
السقف السعري من مجموعة السبع + الحظر المفروض من الاتحاد الأوروبي يدخل حيز التنفيذ
يمثل اليوم بداية الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي المحمول بحرا، كما يبدأ اليوم العمل بآلية السقف السعري الذي وضعته مجموعة الدول السبع الكبرى، والتي تحظر على شركات الشحن وشركات التأمين نقل النفط الروسي بسعر يزيد عن 60 دولارا للبرميل.
قد يكون لرد موسكو تداعيات كبيرة على سوق النفط
قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أمس إن بلاده سترفض بيع النفط وفقا للسقف السعري وستختار خفض الإنتاج، مما قد يؤدي إلى وقف تدفق ملايين البراميل من السوق العالمية. ونقلت رويترز عنه قوله: "سنبيع النفط والمنتجات البترولية فقط لتلك الدول التي ستعمل معنا وفقا لأوضاع السوق، حتى لو اضطررنا لخفض الإنتاج قليلا".
أوبك بلس مستعد لإجراءات إضافية
قال التحالف النفطي عقب اجتماعه إنه قد "يجتمع في أي وقت" ويمكنه "اتخاذ إجراءات إضافية فورية" في حال عدم استقرار الأسواق، وفقا لصحيفة فايننشال تايمز.
سقف النفط الروسي
وبذلك، يدخل تحديد سقف أسعار النفط الروسي المنقول بحرا، والمعد من أجل تقليص إيرادات موسكو من صادرات الطاقة، حيز التنفيذ أيضا ويحد من الصادرات إلى دول أخرى عند 60 دولارا للبرميل.
ويرتبط حد السعر بقرار سابق لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى بفرض عقوبات على صادرات النفط الروسية إلى الاقتصاد العالمي الأوسع نطاقا، مثل الصين والهند.
وبموجب هذا السقف، فإن تقديم خدمات غربية معينة للنفط الروسي المنقول عن طريق البحر، بما في ذلك التأمين والتمويل والمساعدة الفنية، أمر محظور حال بيع النفط فوق حاجز 60 دولارا للبرميل.
وقال بيان صادر عن المجلس الأوروبي، إنه سيجري مراجعة الحد الأقصى كل شهرين، باستخدام أسعار النفط الروسي الذي قدمته وكالة الطاقة الدولية كمرجع.
ودعت أوكرانيا إلى وضع حد أقصى قدره 30 دولارا للبرميل، لكن الغرب يخشى أن يؤدي تحديد السعر عند مستوى منخفض للغاية إلى قيام روسيا بسحب النفط الخام من السوق، مما يؤدي إلى ارتفاعات حادة في الأسعار.
وجاء في البيان أنه سيجري تطبيق سقف آخر لأسعار المنتجات النفطية المكررة اعتبارا من فبراير/شباط 2023 عندما يدخل حظر الاتحاد الأوروبي على واردات المنتجات النفطية المكررة حيز التنفيذ.
اليابان تبدأ تطبيق سقف النفط الروسي
أعلنت الحكومة اليابانية، اليوم الإثنين، أنها بدأت في تطبيق الحد الأقصى لسعر النفط الخام الروسي، لكنها أوضحت أنه سيتم استثناء النفط الخام المستورد من مصنع سخالين-2 في روسيا، وفقا لرويترز.
ويأتي القرار الياباني في أعقاب اتفاق بين مجموعة الدول السبع وأستراليا يوم الجمعة لوضع حد لسعر النفط الخام الروسي عند 60 دولارا للبرميل، في أحدث تحرك لفرض عقوبات على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا.
وقالت الحكومة اليابانية، في بيان، إن استبعاد النفط الخام من مشروع سخالين -2 في أقصى شرق روسيا، والذي تمتلك فيه شركات الطاقة اليابانية حصصا بعد خروج شركة شل، تقرر "في ضوء أمن الطاقة في اليابان".
وأشارت إلى أنه سيتم الإعلان في وقت لاحق عن مزيد من الإجراءات بشأن المنتجات البترولية الروسية، والتي من المقرر أن يبدأ تطبيقها في الخامس من فبراير/شباط 2023.
أسعار النفط ترتفع
قفزت أسعار النفط 2 بالمئة اليوم الإثنين بعد أن أبقت دول أوبك+ على أهدافها المتعلقة بالإنتاج قبل حظر الاتحاد الأوروبي للخام الروسي ووضع سقف له والذي يسري اعتبارا من اليوم.
في الوقت نفسه وفي إشارة إيجابية للطلب على الوقود خففت المزيد من المدن الصينية قيود مكافحة كوفيد-19 خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.84 دولار أو 2.2 بالمئة إلى 41.87 دولار للبرميل عند الساعة 01:42 بتوقيت غرينتش بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.64 دولار أو 2 بالمئة إلى 62.81 دولار للبرميل.
اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، الذين يُطلق عليهم مجموعة أوبك+ يوم الأحد على التمسك بالاتفاق الذي توصلت إليه في أكتوبر/تشرين الأول والمتمثل في خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميا بداية من نوفمبر/تشرين الثاني وحتى نهاية عام 2023.
وقال المحللون إن قرار أوبك+ كان متوقعا مع انتظار كبار المنتجين لمعرفة تأثير حظر الاتحاد الأوروبي على الواردات وقرار مجموعة الدول السبع الصناعية وضع سقف لسعر النفط الروسي المنقول بحرا عند 60 دولارا للبرميل، مع تهديد روسيا بقطع الإمدادات عن أي دولة تلتزم بهذا الحد الأقصى.
وقال محللون من إيه.إن.زد ريسيرش في مذكرة للعملاء "القرار يشير إلى عدم القدرة على التنبؤ بحالة العرض والطلب في الأشهر المقبلة".
وقالت آن لويز هيتل نائبة رئيس شركة وود ماكينزي في مذكرة إنه سيتعين على الاتحاد الأوروبي أن يستعيض عن الخام الروسي بشراء نفط من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا والولايات المتحدة، الأمر الذي يجب أن يضع حدا أدنى لأسعار النفط على المدى القريب على الأقل.