كواليس استقالة ماي.. أخبرت الملكة ثم خرجت لتلقي خطاب الرحيل
رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي قالت في كلمة الرحيل: "لقد كان شرف حياتي" خدمة بلادي.
قبل إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للأمة أنه حان الوقت لمغادرة منصبها، كانت قد أخطرت مسبقًا الإثنين الأكثر أهمية في حياتها المهنية؛ فقد أرسلت أولًا رسالة إلى ملكة بريطانيا التي من دواعي سرورها خدمتها كرئيسة للوزراء، ثم اتصال هاتفي بريتشارد كيلاواي رئيس جمعية حزب المحافظين عن دائرة مايدنهيد.
حينها فقط، عندما تأكدت أن "مديريها" السياسيين الاثنين لديهم كل الحقائق، وطأت قدمها شارع داونينج ستريت لتلقى مصيرها، بحسب صحيفة "تلجراف" البريطانية.
- رئيسة وزراء بريطانيا بعيون الصحافة.. "محطمة بسبب بريكست"
- لجنة 1922.. سر استقالة تيريزا ماي من رئاسة وزراء بريطانيا
وقالت رئيسة الوزراء في كلمة الرحيل: "لقد كان شرف حياتي" خدمة بريطانيا، وأن تكون ثاني امرأة في المنصب، لكن بعد المحاولة والفشل 3 مرات لإتمام اتفاق البريكست، أصبح من الواضح لي الآن أن مصلحة البلاد تقتضي وجود رئيس وزراء جديد ليقود هذه الجهود".
لقد تم الأمر أسرع مما كانت تتمنى؛ ففي وقت سابق من الأسبوع تحدثت ماي عن التخلي عن "الوظيفة التي أحبها" قبل إنجاز عملها، لكن لم يبق لها خيار آخر بعدما أكد وزراء حكومتها ونواب المقاعد الخلفية أن وقتها انتهى.
كتبت ماي خطاب استقالتها، الخميس، بعدما قررت في اليوم السابق أن عليها القيام بخطوتها قبل إعلان نتائج الانتخابات الأوروبية، الإثنين. وباستدعائها أقرب مستشاريها لعقد اجتماع في داونينج ستريت، تحدثت عن المواضيع التي تريد تغطيتها، ما يمكنهم من تحضير مسودة للخطاب من أجلها للعمل على النص النهائي.
وقال أحد المصادر إنها أخبرت طاقم عملها بما تود قوله في الخطاب، فحضروه استنادًا على ذلك، موضحًا "كان الأمر شخصيًا للغاية، كما يمكن لأي شخص شاهد خطابها أن يرى".
أمضت رئيسة الوزراء البريطانية ليل الخميس في منزلها في باركشير، ثم أقلتها سيارتها الرسمية بعد الإفطار إلى داونينج ستريت الساعة الثامنة صباحًا؛ حتى تتمكن من إجراء الاتصالات الهاتفية الضرورية بالسيد كيلاواي وآخرين قبل لقاء مع مساعدين في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحًا، من بينهم جافن بارويل رئيس الموظفين، وروبي جيب سكرتير الاتصالات.
وتسلل السير جراهام برادي رئيس لجنة 1922 لنواب المقاعد الخلفية المحافظين، وبراندون لويس رئيس حزب المحافظين إلى مكتب رئاسة الوزراء عبر أحد المداخل للابتعاد عن عدسات التلفزيون؛ من أجل لقاء رئيسة الوزراء في تمام الساعة التاسعة والربع لمناقشة مستقبلها.
وحذر جراهام ماي من أنه حال عدم تحديد توقيت زمني لمغادرتها ستواجه تصويت ثقة محتمل من نواب المقاعد الخلفية، لكنها أخبرته أنه لا حاجة لذلك، وأنها ستعلن خلال ساعة استقالتها من منصبها زعيمة للمحافظين في 7 يونيو/حزيران، ما يتيح بدء المنافسة في 10 يونيو/حزيران لاختيار خليفتها.
وبعدما غادروا بنصف ساعة، كان أمام ماي 15 دقيقة لمراجعة خطابها فيما كانت الاستعدادات النهائية تجهز بالخارج.
الساعة 9:50 دقيقة، كان قد تم تجهيز المنبر، وبعد بضع دقائق، خرج 6 من مقربيها الموثوقين لينضموا للحدث؛ لتقديم الدعم للسيدة ماي بينما تواجه عشرات المنتظرين من المصورين والصحفيين وعدسات التلفزيون.
إلى جانب زوجها فيليب، كان هناك السيد جيب، والسيد بارويل، والنائب أندرو باوي، ومستشارتها الخاصة ناتاشا آدكينز، وفيكتوريا بوسبي موظفتها التي رافقتها طوال فترة توليها المنصب.
بعد الساعة العاشرة صباحًا مباشرة، ظهرت السيدة ماي، محاولة التحدث بلهجة قوية عما اعتبرته نجاحاتها، لكن كانت هناك صيحات مسموعة في داونينج ستريت بينما انتهت من خطابها وهي توشك على البكاء، لتفقد رباطة جأشها وهي تتحدث عن خدمة "البلد الذي أحب".
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA= جزيرة ام اند امز