مشاورات طليطلة.. ما أسباب دخول إسبانيا على خط الأزمة الليبية؟
رغم مرور 11 عاما على أزمة ليبيا إلا أنها لم تضع أوزارها بعد، بل لا تزال تطوف العواصم الغربية والعربية، محاولة الرسو في ميناء الاستقرار.
آخر تلك العواصم، كانت تلك المشاورات التي عقدت الأسبوع الماضي في مدينة طليطلة بإسبانيا، وجمعت فرقاء ليبيين من الشرق ومن الغرب، بالإضافة إلى سفراء ومسؤولين غربيين.
وفي أول تعليق من السفارة الإسبانية في ليبيا على تلك المشاورات، قالت في سلسلة تغريدات عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، اليوم الأحد، إن مدينة طليطلة استضافت اجتماعا رفيع المستوى حول نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج في ليبيا.
مناقشات "مثيرة"
وأوضحت السفارة الإسبانية أن الاجتماعات كانت بمثابة مناقشات "مثيرة للاهتمام" عقدت على مدار يومين، تم التأكيد خلالها على الإرادة المشتركة بين ليبيا والمجتمع الدولي لمواصلة العمل بهذه الأولوية من أجل استقرار ليبيا.
وأشارت إلى أن الاجتماعات حضرها نائب رئيس المجلس الرئاسي عبدالله اللافي ووزيرا الداخلية، وجميع أعضاء اللجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5"، بالإضافة إلى ممثلين ليبيين آخرين، والمبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة سيتفاني ويليامز، والعديد من الممثلين الآخرين من عدة دول ومنظمات ووكالات دولية.
تلك المشاورات، قال عنها مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الليبي اللواء خالد المحجوب، في وقت سابق، إنه تم التأكيد خلالها على ضرورة حل التشكيلات المسلحة بالمنطقة الغربية والتي تعرقل عمل الحكومات بسبب امتلاكها القوة واستخدامها لها بما يمنع الاستقرار وأداء المؤسسات لمهامها.
وأكد المسؤول العسكري الليبي أنه بات من الضروري دمج هؤلاء في مؤسسات عامة وخاصة ونزع السلاح من تكويناتهم ليلتحقوا بأعمال غير عسكرية وأمنية على أن تؤمن لهم الحياة الكريمة، مشيراً إلى أن أعضاء اللجنة العسكرية أكدوا أن استمرار وجود هذه المجموعات يعني عدم إمكانية تحقيق الاستقرار والأمن في البلاد مهما كانت الإجراءات.
رسائل متداخلة
وحول إمكانية أن تكون مشاورات طليطلة خطوة في طريق حلحلة الأزمة الليبية التي توصف بأنها "أمنية"، قال المحلل الليبي كامل المرعاش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن هذه الاجتماعات تهدف إلى تحقيق مصالح الدول التي تستضيفها، وتوجيه رسالة للدول الأخرى المتدخلة في ليبيا بأن "إسبانيا لها مصالح هي الأخرى"، على حد قوله.
وأكد المحلل الليبي أن أعضاء اللجنة العسكرية من الغرب الليبي "مهمشون وليس لهم أي نفوذ على زعماء مليشيات الغرب الليبي الذين يشكلون العصا العسكرية لاستمرار حكومة عبدالحميد الدبيبة التي أعادت الصراع إلى المربع الأول".
وأشار إلى أن إسبانيا تحاول توسيع نفوذها إلا أن فرص نجاحها ضئيلة جدا، مؤكدا أن ما حركها الآن هو "سعيها للحصول على الغاز الليبي بعد أن واجهت إشكاليات كثيرة من الصراع الجزائري-المغربي حول تدفقات الغاز الجزائري إليها، خصوصا بعد التهديد لإيقاف تزويدها باحتياجاتها من الغاز"، على حد قوله.
نزع السلاح
وكانت المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني ويليامز، قالت إن اجتماعات طليطلة اتفقت على أن الشمولية الكاملة لعملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج هي وسيلة مهمة لبناء السلام، إلى جانب إصلاح القطاع الأمني لتحقيق سلام وأمن مستدامين في ليبيا مع إدراك مدى استعداد الأطراف الليبية المعنية وأولوياتها.
وأشارت إلى أن نتائج تلك المباحثات ستعزز المسار الأمني على المدى القصير، بينما ستعزز على المدى البعيد سيادة القانون وتحسن من أوضاع حقوق الإنسان.