قمة الحكومات تستعرض دور التسامح الديني في بناء المجتمعات
انطلاق منتدى التسامح الديني في بناء المدن والمجتمعات ضمن فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات.
شهد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح الإماراتي، انطلاق منتدى التسامح الديني في بناء المدن والمجتمعات ضمن فعاليات اليوم الثاني من القمة العالمية للحكومات في دورتها السابعة بدبي.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إن القمة العالمية للحكومات تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تعزز استخدام أفضل الممارسات في الحكومات.
وأكد أن هذا المنتدى يسعى إلى تحسين أداء الحكومات من منطلق التسامح الديني، قائلا إن التسامح بشكل عام يدعم جودة الحياة في المدن.
وأوضح أن تطور المدن يأتي انطلاقا من القوى المتنوعة للسكان، مضيفا أن التنوع السكاني في الإمارات يعد أساس ازدهارها وقوة نجاحها.
وأشاد وزير التسامح الإماراتي بالزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، التي جمعتهما أرض الإمارات ونتج عنها وثيقة رائدة لقيم الأخوة الإنسانية.
ورفع وزير التسامح الإماراتي آيات الشكر والعرفان إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على تنظيم هذه الزيارة التاريخية التي أكدت للعالم ريادة الإمارات في مجال التسامح ونشر السلام.
وطالب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الحكومات بفرض القوانين لمواجهة عدم التسامح لضمان أمن المدن واستقراره ورخائه، وقال إن الاعتراف بالقوة الأخلاقية للتسامح في المجتمعات يعزز السلام والتآخي، مؤكدا أن دولة الإمارات ملتزمة بتفسير الاختلاف والتنوع، ورؤيتها هي رؤية عالمية لأنها دولة عالمية.
ونوه وزير التسامح الإماراتي بجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي أرسى دعائم الازدهار والتطور الذي تنعم به الإمارات اليوم، مشيدا بالقيادة الحكيمة لدولة الإمارات اليوم تعمل على تعزيز ما بدأه المغفور له الشيخ زايد.
واعتبر أن التسامح يتطلب التنوع والاختلاف ويشجع التعاطف مع الآخرين والسعي لتخفيف الأعباء عليهم ويؤدي لمناعة المجتمعات ويمكنهم من التغلب على الظروف الصعبة، إضافة إلى كونه يعزز من التنمية الاقتصادية ودور المجتمع المدني، مضيفا أن المدينة المتسامحة لا بد أن تتخذ تشريعات تحمي التنوع والاختلاف داخلها.
من جهته، أشاد الملك محمد سعد أبوبكر سلطان سكوتو، جمهورية نيجيريا الاتحادية بالقمة العالمية للحكومات التي تسعى لتعزيز التعاون وتؤكد أهمية السلام في العالم.
وأكد أن السلام أهم كنز للبشرية، وأن هناك أكثر من 90 مليون مسلم في نيجيريا، ويجب علينا التعايش مع المجتمعات المتعددة والانفتاح على الثقافات المختلفة.
ودعا سكوتو إلى تعزيز الاحترام المتبادل والتكيف مع تنوع الآخرين وقبول الاختلاف معهم، مضيفا أن الدين الإسلامي يشجع على نشر قيم التسامح واحترام الآخرين.
وقال إن الحوار من شأنه تعزيز احترام الآخرين والتقريب بين الديانات والثقافات المختلفة، وأن الجهل سبب رئيسي في انتشار خطاب الكراهية اليوم، ودعا إلى ضرورة الابتعاد عن إهانة الديانات والثقافات وإيجاد نقاط مشتركة للتعاون والعيش بسلام.
في السياق نفسه، أكد الدكتور جوزيف بول المدير العام لمكتب وثيقة التسامح والإصلاح في المملكة المتحدة أن التسامح الديني جزء لا يتجزأ مع المجتمعات الإسلامية، داعيا إلى ضرورة احترام اختلاف المجتمعات المتنوعة الثقافات والديانات.
وقال: "يجب أن ندرك أننا عائلة بشرية واحدة محورها التسامح والاحترام والصداقة والمحبة"، مثمنا اجتماع قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف على أرض التسامح، أرض دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح قائلا: "نحن هنا لنكون أدوات للسلام وسفراء لتعزيز التسامح ونشر قيم الأخوة المشتركة، وأن السلام المستدام لا يزال في طور البناء جراء عدم قبول البعض للمختلفين عنهم".
ودعا إلى ضرورة العمل ضمن مجتمع متنوع ومختلف الديانات لدعم وإرساء السلام، وأن هدف الحكومات اليوم التعلم من الماضي والمضي قدما نحو مستقبل آمن ومتسامح ينعم به الأجيال الجديدة.
وأضاف "يجب أن نزرع لدى الأطفال التفكير المتسامح والمحب للسلام بغض النظر عن اختلاف الدين أو العرق، كما يجب أن نضمن العدالة للجميع ونحترم الآخرين".
وأشاد المدير العام لمكتب وثيقة التسامح والإصلاح في المملكة المتحدة بمكانة الإمارات التي أخذت منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مسألة التسامح ضمن أولوياتها وأصبحت منارة عالمية للتسامح ونموذجا رائدا.
بدورها، قالت ماريا ارينيو أجويرو الأمين العام نادي مدريد في إسبانيا إن الإمارات أعلنت ٢٠١٩ عاما للتسامح لإيمانها الراسخ بهذه القيم النبيلة في نشر السلام، مشيدة بالزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس وشيخ الأزهر لدولة الإمارات وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التي تعد مرجعا لنشر ثقافة الاحترام المتبادل.
ودعت إلى ضرورة مواجهة التحديات المتعلقة بالفوارق الدينية والثقافية، والعمل على نشر التسامح والسلام والأمان التي تعد أولوية لعديد من المدن العالمية اليوم.