التسامح.. نهج إماراتي راسخ تترجمه إرادة سياسية
في بلد يستظل به أبناء ما يزيد عن 200 جنسية تعد الإمارات حاضنة لقيم التسامح والسلم والأمان والتعددية الثقافية التي رسختها القوانين.
تستقبل الإمارات في فبراير/شباط المقبل البابا فرنسيس في زيارة هي الأولى لبابا الفاتيكان إلى الخليج العربي، زيارة يعدها طيف واسع من المراقبين لحظة أساسية في نهج التسامح والحوار الذي تتبناه الإمارات، وينسجم مع إطلاقها على عام 2019 عام التسامح.
وفي بلد يستظل به أبناء ما يزيد على 200 جنسية تعد الإمارات حاضنة لقيم التسامح والسلم والأمان والتعددية الثقافية التي رسختها قوانين تجرم الكراهية والعصبية وأسباب الفرقة والاختلاف.
وتصون القوانين في الإمارات حق أبناء جميع الجنسيات التي تعيش على أرض الدولة ممارسة شعائرهم الدينية، حيث لدى الدولة مبادرات دولية عدة ترسخ الأمن والسلم العالمي، وتحقق العيش الكريم للجميع.
وتاريخيا انتهجت الإمارات منذ تأسيسها سياسة الانفتاح والتسامح، بوصلتها مبدأ عدم الانحياز لأي تعصبات أو صراعات، لكن الإرادة السياسية كانت حريصة على أن تترجم المبادئ إلى ممارسات، لذلك استحدثت الإمارات منصب وزير دولة للتسامح لأول مرة في فبراير 2016.
وتعد دولة الإمارات شريكا أساسيا في اتفاقيات ومعاهدات دولية عدة ترتبط بنبذ العنف والتطرف والتمييز، وغدت عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب لتعزيز السلام والتقارب بين الشعوب كافة.
وبفضل الإرادة السياسية أيضا كانت الإمارات أرضا خصبة لميلاد مبادرات ومؤسسات تصون المبدأ وتحفظ الفكرة، وعلى ترابها تأسست عدة مراكز لمحاربة التطرف من أبرزها "المعهد الدولي للتسامح"، ومركز "هداية" لمكافحة التطرف العنيف، ومركز "صواب"، و"المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة".
وأطلق قادة الإمارات جوائز عديدة لتعزيز الفكرة وغرسها في الوجدان، منها جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمية، التي تنطلق من التعاليم الإسلامية السمحة، وتتجلى فيها معاني التسامح والاعتدال.
ووضعت الإمارات قانونا بشأن مكافحة التمييز والكراهية والذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة جميع أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية.
وفي لفتة كريمة وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإطلاق اسم مريم أم عيسى "عليهما السلام" على مسجد الشيخ محمد بن زايد في منطقة المشرف، في ترسيخ للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات.
كما أطلقت الإمارات البرنامج الوطني للتسامح؛ لترسيخ قيم التسامح والتعددية الثقافية وقبول الآخر، ونبذ التمييز والكراهية والتعصب فكراً وتعليماً وسلوكاً. ويرتكز البرنامج على 7 أركان رئيسية وهي "الإسلام، الدستور الإماراتي، إرث زايد والأخلاق الإماراتية، المواثيق الدولية، الآثار والتاريخ، الفطرة الإنسانية، القيم المشتركة".