التسامح يجمع السعودية والإمارات على طاولة الإنسانية
التعاون بين البلدين لا يقتصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي فقط بل يشمل مجالات المساعدات الإنسانية والتسامح.
تعمل الإمارات والسعودية على نشر مبادئ التسامح والتقارب وقبول الآخر دون تمييز وإرسال رسالة محبة وسلام إلى شتى أنحاء العالم.
ولا يقتصر التعاون بين البلدين على الصعيدين السياسي والاقتصادي فقط بل يشمل مجالات المساعدات الإنسانية والتسامح، وتعتبر مشاركة السعودية في القمة العالمية للتسامح في دبي التي أقيمت فعاليات دورتها الثانية على مدار يومي 13 و14 نوفمبر /تشرين الثاني أحدث دليل على التعاون بين البلدين في مجال التسامح.
واستقطبت القمة نحو 3000 مشارك من القادة العالميين والخبراء الدوليين ومسؤولين حكوميين ومتخصصين من أكثر من 100 دولة، لبحث سبل نشر قيم التسامح عالمياً ودعم الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات والأديان، والتأكيد على احترام المبادئ الأساسية للعدالة وحقوق الإنسان، وكيفية تدريب وتمكين الشباب من ممارسة وتبني نهـج التسامح.
وأعلن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، خلال مشاركته في القمة، إنجازه أول مؤشر للتسامح من نوعه في المنطقة، يمكن من خلاله التعرف على واقع التسامح في المجتمع.
وأوضح الأمين العام للمركز، الدكتور عبدالله الفوزان، خلال فعالية "مبادرات من المملكة العربية السعودية"، التي خُصصت لمناقشة تجربة المملكة ومؤسساتها في مجالات التسامح، بمشاركة ممثلي عدد من الجهات الوطنية السعودية منها مركز المبادرات في مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز (مسك الخيرية) ممثلاً في مبادرة مسك القيم، ومشروع سلام للتواصل الحضاري، أن المركز وبوصفه إحدى مؤسسات المجتمع الوطنية المعنية بترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام، أصبحت لديه تجربة ثرية في مجال نشر وترسيخ قيم الحوار والتسامح عبر إجراء البحوث العلمية والدراسات الميدانية لبناء المؤشرات المجتمعية.
وقال: "مشروع مؤشر التسامح الذي أعدته إدارة الدراسات والبحوث جاء اعتمادا على البحوث العلمية والدراسات الميدانية التي أجراها المركز، وهو يهدف إلى الوقوف على مستوى التسامح وتعزيز ونشر قيمه بين مواطنيها"، مؤكدًا أن المشروع يعكس بوضوح الاهتمام الذي توليه المملكة للقضايا التي تمس التسامح والإخاء والتعايش واحترام وتقدير التنوع وقبول الآخر، وهو نهج تأسست عليه منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز".
واستعرض الفوزان، تجربة المملكة في التعايش الداخلي والجهود التي تبذلها عبر رؤية 2030 في مجال دعم الحوار وترسيخ قيم التسامح والسلام، مما جعلها أنموذجاً عالمياً في هذا المجال.
وفي سياق متصل، نظمت سفارة الإمارات في المملكة، في إبريل/ نيسان "معرض عام التسامح"، بحضور الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، سفير دولة الإمارات لدى المملكة، ومشاركة نخبة من كبار المسؤولين ورواد الثقافة والمعرفة في المملكة والإمارات، وذلك في فندق قصر الثقافة بالرياض.
وشهدت فعالية عام التسامح، إقامة حلقة نقاشية تناولت قيم التسامح ودورها في تعزيز العلاقات بين المجتمعات الإنسانية كافة، إضافة إلى أهمية تطوير البرامج الهدافة إلى تعزيز الحراك الثقافي، ودور الاقتصاد وقطاعات الأعمال في تشجيع وتمكين ودعم الثقافة، مع التأكيد على الدور الفاعل للابتكار والتقنية في دعم المشهد الثقافي.
من جانبه، أكد الشيخ شخبوط آل نهيان، أن "الحراك الثقافي والمعرفي النوعي، الذي تشهده حالياً المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، هي رسالة تسامح مشتركة، من البلدين الشقيقين، وجهتها المستقبل، وساحتها العالم، وهويتها الإنسان في كل مكان".
وقدم شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، على استضافة مبادرة الشيخة فاطمة الإنسانية، معتبرا الثقافة اليوم أداة لمد جسور التنمية والتواصل.
يذكر أن دولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" أطلقا في 6 نوفمبر/تشرين الثاني برنامج قيادات التسامح العالمية تزامناً مع اليوم العالمي للتسامح.
ويهدف البرنامج إلى مشاركة العالم النموذج الإماراتي في بناء مجتمعات التسامح، من خلال تأهيل كوادر من مختلف الدول تركز على تعزيز ثقافة التسامح في المجتمع، وتشجع الأفراد على تبني القيم الإيجابية المرتبطة بالتعايش والحوار الحضاري.
كما تشكل هذه المبادرة خطوة نوعية ضمن مساعي اليونسكو في بناء مجتمعات عادلة وآمنة من خلال المشاركة الفعالة للشباب والشابات.
ومن المقرر إطلاق البرنامج رسمياً في فبراير/شباط 2020، وسيعرض عدد مختار من المتدربين آخر المستجدات والإنجازات التي حققتها مشاريعهم في معرض إكسبو 2020 في الإمارات بمناسبة اليوم العالمي للتسامح في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.