التسامح في الإمارات.. نموذج متفرد وقيم عالمية
دولة الإمارات تتطلع إلى إثراء المحتوى المعرفي والثقافي للتسامح ومناقشة دور قيمه في تحقيق التلاحم المجتمعي
باتت دولة الإمارات العربية المتحدة محطة مهمة، إقليميا ودوليا، لتفعيل قيم التسامح وتحقيق التلاحم بين أفراد المجتمع، وترسيخ مفهومه من خلال عقد المنتديات والمبادرات المتخصصة.
وتكمن أهمية مبادرات التسامح التي دشنتها الإمارات منذ مطلع 2019 في كونها تجسد الرؤية المتمثلة في محاربة التطرف والكراهية وتعزيز الانفتاح على الثقافات الأخرى، مما يمنح الإمارات التفرد في هذا المجال.
وبالتوازي مع تلك المبادرات والفعاليات النوعية التي تنظم شهريا في المؤسسات الحكومية والخاصة، يأتي دور سفارات دولة الإمارات في الترويج لتلك المفاهيم خارجيا، وهو ما يعتبر بداية حقيقية لاستدامة وترسيخ مفاهيم التسامح والتعايش مع مختلف الديانات والثقافات لدى شرائح مختلفة في المجتمع الإماراتي الذي بات أكثر وعيا وإدراكا بأهمية هذه القيم الإنسانية.
18 دار عبادة لغير المسلمين
وشهد سبتمبر الماضي تسلّم "دائرة تنمية المجتمع" في أبوظبي 18 دار عبادة لغير المسلمين، لرخص ممارسة أعمالها بعد أن استكملت وضع الأطر القانونية والسياسات والإجراءات التي تضمن لرعايا تلك الديانات ممارسة شعائرهم بكل يسر وسلاسة بما يتوافق مع القوانين والنظم المعمول بها في الإمارات.
وفي السياق نظمت دار زايد للثقافة الإسلامية الدورة الثالثة لـ"منتدى التسامح" تحت شعار "دور التسامح في التلاحم المجتمعي" بهدف بناء جسور التواصل الحضاري، وترسيخ مفهوم التلاحم المجتمعي.
وأعلن خلال المنتدى أن عدد المشاركين في "وثيقة المليون متسامح" وصل إلى 790 ألف مشارك وعدد زوار المنصة 950 ألف زائر ومن المتوقع في نهاية نوفمبر الجاري أن يصل عدد المشاركين بالوثيقة إلى هدف المليون متسامح.
الأخوة الإنسانية
عقد منتدى "الأخوة الإنسانية.. رؤية الإمارات لعالم متسامح" نظمته صحيفة الاتحاد الإماراتية وركز على مبادرات المؤسسات التي دشنتها الإمارات وتحمل رسائل إنسانية عالمية تعزز المشترك الإنساني وتؤكد التسامح ونبذ التطرف والكراهية كتوجه مجتمعي عام تنخرط فيه فئات المجتمع كافة.
وأصدر" المعهد الدولي للتسامح " التابع لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، العدد الأول من النشرة الرقمية "منبر التسامح" التي تركز على تجربة التسامح التي تنتهجها الإمارات متضمنة التنوع الحضاري وثقافة قبول الآخر، وذلك بالتزامن مع استعداد الإمارات لاستضافة الدورة الثانية من القمة العالمية للتسامح 2019 التي تقام تحت شعار "التسامح في ظل الثقافات المتعددة" بمشاركة عربية وأجنبية واسعة.
نشاط دبلوماسي إماراتي
وعلى المستوى الخارجي، شهدت سفارات دولة الإمارات في أنحاء العالم نشاطا دبلوماسيا مكثفا لتحقيق رسالة الدولة الإنسانية وشاركت في العديد من اللقاءات والمنتديات الدولية التي تتمحور حول محاربة خطاب الكراهية ونشر التسامح في المنطقة والعالم.
فشاركت سفارة الإمارات في النمسا في اللقاء الدولي الذي نظمه مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بالعاصمة فيينا تحت عنوان "دور الدين والإعلام والسياسات في مناهضة خطاب الكراهية".
وناقش اللقاء سبل تفعيل التعاون والعمل المشترك لمناهضة خطاب الكراهية، الذي أصبح يشكل تهديدا حقيقيا للنسيج والتماسك الاجتماعي في مناطق متعددة من العالم فيما تبادل المشاركون الآراء وتجارب المؤسسات والقيادات الدينية والإعلامية والمنظمات الدولية.
ونظمت السفارة الإماراتية في اليونان أسبوعا للتسامح للتعريف بدور الإمارات في إرساء التسامح كنموذج للدول الأخرى بحضور نخبة من رجال الدين والأكاديميين والمسؤولين في الحكومة اليونانية، وسلط المؤتمر الضوء على المبادئ الواردة في وثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك"، التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي.
وعقدت السفارة الإماراتية في نيجيريا "منتدى الحوار والتسامح بين الأديان" في العاصمة أبوجا ضمن الاحتفاء بعام التسامح، وتطرق المنتدى إلى قيم الوسطية و التسامح في الإسلام والمسيحية والأديان الأخرى وأهمية التعايش بسلام وإخاء ومحبة واحترام في المجتمعات المتعددة.