تجلى مؤتمر الحوار والتسامح والسلام بين الأديان الذي نظمته سفارة دولة الإمارات الأسبوع الماضي في العاصمة النيجيرية أبوجا في إطار الاحتفاء بعام التسامح بأهميته الإنسانية والعالمية
تجلى مؤتمر الحوار والتسامح والسلام بين الأديان الذي نظمته سفارة دولة الإمارات الأسبوع الماضي في العاصمة النيجيرية أبوجا في إطار الاحتفاء بعام التسامح بأهميته الإنسانية والعالمية، وذلك انسجاماً مع رؤية الدولة الإماراتية ودورها في تجسيد قيم ومعاني المسامحة وترسيخ أسس السلام العالمي، بحضور وفد إماراتي وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية وفكرية.
وتركزت محاور المؤتمر على جوانب مهمة في توطيد وخلق دعائم داعمة لنهضات الأمم في سبيل خلق مجتمعات آمنة منتجة وخلاقة ومتحدة، وتجربة الإمارات رائدة في هذا المجال ومساعيها واضحة في غرس مفاهيم التسامح مع الآخر حفاظاً على مبدأ عدم الانحياز إلى أية صراعات مدمرة أو نزاعات شديدة وغايتها بناء الإنسان، كما ركزت المحاور على دور الصحافة ورجال الإعلام ورواد التواصل الاجتماعي في تعزيز التسامح ونقل المعلومات دون تحريف أو تزييف ونبذ الطائفية والكراهية والضغائن بتعميق أواصر المحبة والتعاون ونشر قيم الوسطية والتسامح في الإسلام والمسيحية والتعايش بسلام وإخاء في المجتمعات البشرية.
استراتيجية دولة الإمارات واضحة تبعث على الاطمئنان لصالح الإنسان ولإنقاذ البشرية بشكل عام من أضاليل الفتن وإخراجها من دوامة الصراعات الهدامة، وترى قيادتها أن البشرية بأسرها لن تصل إلى مبتغاها ما لم تتخل عن نوازع الشرور
وبشكل دائم تعمل الإمارات على إقامة علاقات وطيدة مع جميع دول العالم على أساس الاحترام المتبادل وإعلاء القيم الإنسانية المشتركة بوقوفها إلى جانب قضايا الحق، والإسهام الإيجابي والفاعل بدبلوماسيتها الناجحة والمتميزة مع مختلف دول العالم، بفتح مزيد من قنوات التواصل والحوار والتعاون المشترك، فضلاً عن المساعي المكثفة لاحتواء وحل العديد من حالات التوتر والخلافات والأزمات التي تنشب في دول عديدة، إيماناً منها بضرورة حفظ السلام وحماية السكان المدنيين وإعادة الإعمار وبناء المجتمعات ورخائها، ونهجها الثابت والمعتدل مشهود له تجاه مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية.
واستراتيجية دولة الإمارات واضحة تبعث على الاطمئنان لصالح الإنسان ولإنقاذ البشرية بشكل عام من أضاليل الفتن وإخراجها من دوامة الصراعات الهدامة، وترى قيادتها أن البشرية بأسرها لن تصل إلى مبتغاها ما لم تتخل عن نوازع الشرور، ولو كانت الإمارات في بداية تأسيسها وانطلاقتها كدولة متساهلة في نهضتها وغير مكترثة في بناء مؤسساتها لما كانت اليوم قوية الأركان متينة البنيان ولها مفاهيمها العالمية التي جعلتها مؤهلة في كل الميادين الإنسانية والتكنولوجية وسائر المجالات العلمية.
وعلى الصعيد الدولي، شاركت دولة الإمارات بأنشطة عديدة وفعاليات عالمية، ومنها دورها في مهمة حفظ السلام في كوسوفو بقيادة حلف الناتو عام 1998، ومن أبرز الأمثلة التي توضح إيمان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله بالتضامن العالمي من خلال دوره الإنساني بدعم السلام في كوسوفو، فكانت الإمارات أول دولة إسلامية تنضم إلى هذه العملية، وعملت على تنظيم برنامج هائل للإغاثة الإنسانية عن طريق الهلال الأحمر الإماراتي، وهي الحملة التي لم تساعد فقط على حفظ السلام، بل قامت أيضاً بإعادة بناء البنية التحتية في كوسوفو.
فكانت دعوة الشيخ زايد، رحمه الله، المتكررة إلى نبذ الحروب والصراعات المسلحة والحرص على حل أي خلاف مهما كانت درجة تعقيده بالطرق السلمية حتى وصفه وزير الثقافة الفرنسي الأسبق فريديريك بقوله: "إن الشيخ زايد كان مثالاً عالمياً لرجل السلام الذي يمتلك رؤية واقعية قائمة على أساس تعزيز روح التعايش السلمي من خلال ترقية المصالحة ونبذ الخلاف والنزاع، وكذلك بتعزيز موقف دولة الإمارات العربية المتحدة في العالم ما جعل بلاده تحقق نجاحاً باهراً على صعيد الدبلوماسية الدولية".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة