مثقفون لـ"العين الإخبارية": التسامح في الإمارات نهج يتوارثه الأجيال
أدباء ومثقفون يتحدثون لـ"العين الإخبارية" عن دلالات وأهمية "عام التسامح" في دولة الإمارات.
لم يكن إعلان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عام 2019 عاماً للتسامح مفاجئاً أو مستغرباً، لا سيما أنه يلي عام زايد، الذي امتدت خلاله أيادي الإمارات البيضاء إلى كثير من دول العالم، إذ لطالما كانت الإمارات ولا تزال شجرة وارفة الظلال تفيء بقيم الخير والتسامح على كل من يعيش على أرضها، بل على امتداد العالم أجمع، وهو ما يؤكده أدباء ومثقفون تحدثوا لـ"العين الإخبارية" عن دلالات هذا العام، وارتباطه بنهج متوارث في دولة الإمارات.
الإمارات محطة عالمية للسلام وملتقى القلوب الساعية إلى الخير
الأديبة الإماراتية باسمة يونس المستشارة في وزارة الثقافة وتنمية المجتمع الإماراتية ترى أنّ جميع الأعوام التي يتم الاحتفاء بها في دولة الإمارات العربية المتحدة تشكل منظومة القيم التي غرسها الأجداد، ولا تزال الأجيال الحاضرة تتمسك بها، وتتطلع لأن يلتزم بها أجيال المستقبل.
وتابعت: "لا شك بأن عام زايد رمز لهذه القيم والتعبير الأشمل عنها، وعما يجب أن يتحلى به القائد الحقيقي والنبيل ليبقى شعبه ممتناً له ومحتفياً به في حضوره وبغيابه، فهو بكل ما يعبر عنه من رجولة ومسؤولية ونبل وتسامح وعدالة وخير، رمز لهذه القيم، والمرتكز الذي تقوم عليه دولة الإمارات العربية المتحدة".
وعن "عام التسامح" قالت باسمة يونس إن دولة الإمارات نموذج غير مسبوق في مجال الوحدة والتآخي، فهذه العلاقة الفريدة بين الإمارات السبع، وهذا الولاء والشعور بالإخلاص والانتماء إلى أرض واحدة، يجعل منها نموذجاً فطرياً لمعنى التسامح، ويجعلها قادرة على أن تصنع من مبدأ التسامح جزءاً لا يتجزأ من حياة كل فرد يعيش على أرضها، لأنها بالأصل دولة قائمة على العدالة والمحبة والإخاء والتسامح.
وأكدت: "نهضة الإمارات سارت بالتوازي، فهي لا تقتصر على البناء والنهضة العمرانية أو الاقتصادية أو السياحية فحسب، بل أيضاً نهضت إنسانياً من خلال القيم التي لا تزال تغذي بها أوردة الحياة على أرضها"، بحسب تعبيرها.
وأضافت: "كل من يحظى بفرصة العيش في الإمارات سيجد نفسه جزءاً لا يتجزأ من هذه الدولة المتميزة، وابناً باراً بما تقدمه له وللجميع دون تمييز".
تسامح الإمارات ينسجم مع قيم القائد المؤسس
واعتبر الكاتب السعودي الدكتور علي القحيص مدير مكتب جريدة الرياض في دولة الإمارات أن اختيار الإمارات عام التسامح لعام 2019 هو قرار موفق ومستحق لهذا الحدث، لما لهذه المناسبة من دلالات إنسانية تميز الإمارات الدولة المتسامحة والمتصالحة.
وتابع "القحيص": "هذا ينسجم مع سيرة ومسيرة وفكر ونهج مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها، فاليوم تحتضن الإمارات نحو 200 جنسية من جميع القوميات والأطياف والمذاهب، حيث أصبحت الإمارات محط جذب وبيئة صالحة للتعايش والانفتاح، وهذا نهجها ودينها المستقيم".
ويرى "القحيص" أن زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الإمارات هي رسالة واضحة للعالم بأن الإمارات تسير نحو التعايش والتفاهم مع العالم وتقف على مسافة واحدة مع كل دولة وكل قومية وأي معتقد ديني، وهذا ما جعل من الإمارات نموذجا يحتذى ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع.
الإمارات تأسست على التعايش منذ تأسيسها
"من الجميل أن يكون عام التسامح عقب عام زايد"، كما تقول الكاتبة والمهندسة الإماراتية صالحة عبيد، لأنه يتضمن تكريساً لإحدى القيم الرئيسية التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فإلى جانب قيم الاتحاد الرئيسية، كان هناك التسامح والتعايش وما ارتبط بهما.
وتابعت: "دولة الإمارات منذ نشأتها تأسست على هذا التعايش والتسامح، ومنذ ذلك الوقت بدأت تأتي الجنسيات والأعراق المختلفة إلى الخليج عامة، مع الازدهار الذي شهدته المنطقة، فكانت الإمارات ولا تزال نموذجا لتكريس فكر القائد المؤسس في التسامح واحتضان الجميع دوت تفرقة أو تمييز".
"عام التسامح"
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية"، قال عبدالرحمن البستكي الأمين العام لجمعية الصحفيين الإماراتية إن النهج الحكيم لقادة دولة الإمارات العربية المتحدة الذي تم تتويجه هذا العام بإعلان "عام التسامح" تأكيد على تسامح أبناء المنطقة وأبناء الإمارات مع مختلف أبناء الديانات والجاليات الأخرى.
وأضاف البستكي: "منذ صغرنا ونحن نرى أبناء جميع الديانات ونتعايش معها في مجتمع واحد دون أي تفرقة ودون أي تمييز. اليوم دولة الإمارات باحتضانها لهذا العدد الكبير من الكنائس ودور العبادة تحظى باحترام وتقدير جميع البلدان والأمم، وهذا ما نشأنا عليه منذ نعومة أظافرنا، فلا نفرق بين دين وآخر، وهو ما علمنا إياه الدين الإسلامي، فالاكتشافات الأخيرة للعديد من دور العبادة المسيحية، وغيرها في منطقة ليوا، تعد شواهد تاريخية حية على تسامح أهل المنطقة مع الديانات كافة".
aXA6IDMuMTI5LjI0Ny4yNTAg جزيرة ام اند امز