رغم تطور حضارة القرن العشرين ودخول البشرية الألفية الثالثة باكتشافات علمية وتطورات مذهلة، إلا أن الصراعات بين الدول زادت خطورة.
رغم تطور حضارة القرن العشرين ودخول البشرية الألفية الثالثة باكتشافات علمية وتطورات مذهلة، إلا أن الصراعات بين الدول زادت خطورة وتنافست الدول العظمى بين بعضها، بل تبارت في امتلاك أسلحة التدمير للعالم ووقف الأخ يناصب أخاه العداوة وكان له بالمرصاد، حتى شعوب الأديان السماوية تفرقت وتقاتلت وتناحرت، فالإنسان في أشد الاحتياج لأخيه الإنسان يعاونه ويؤازره ويناصره، والناس بخير ما تعاونوا والأمم بيسر ورخاء ما تساعدوا.
زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات بلد التسامح في عام التسامح الذي يمثل الآصرة الإنسانية، لا شك أنها زيارة جديرة بالاهتمام والمتابعة وتشكل تطوراً كبيراً ومتقدماً ومثمراً على صعيد الحوار الإسلامي المسيحي في سبيل إرساء مفاهيم جديدة وبغية احترام التعددية في الإيمان والتفكير
والإمارات العربية المتحدة اتخذت التسامح سبيلاً لها باعتباره فضيلة كريمة تدل على نبل صاحبها وعلى أصالة معدنه وطيب سجاياه، والصفح عن عثرات الإنسان في مواضع معينة يتطلب السماحة، وتلك تعد سجية خالصة تعكس الخلق الكريم الذي لا ينبع من فراغ وإنما ينبع من القلوب الطاهرة النقية التي جبلت على الكرم والإحسان، وقد رسختها تعاليم الأديان السماوية، وقال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع الدرجات"، قالوا: نعم يا رسول الله. قال: "تحلم على من جهل عليك، وتعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك".
وتـأتي زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى دولة الإمارات بلد التسامح في عام التسامح الذي يمثل الآصرة الإنسانية، ولا شك أنها زيارة جديرة بالاهتمام والمتابعة وتشكل تطوراً كبيراً ومتقدماً ومثمراً على صعيد الحوار الإسلامي المسيحي في سبيل إرساء مفاهيم جديدة وبغية احترام التعددية في الإيمان والتفكير، واستمرار التلاحم الوطني وتعميقه في سائر البقاع لنكون جميعاً، مسيحيين ومسلمين، أكثر انفتاحاً ونقرأ الآخر قراءة دقيقة، ونفهم بالتالي أنفسنا أكثر ونسعى لتوصيل أصواتنا عبر خطاب منفتح يمكن أن يخدم قضايانا، ذلك يتطلب من العالم بأجمعه العمل بكل جدية لوقاية مجتمعاتنا البشرية من سيئاتٍ واقعة وصراعاتٍ مدمرة.
إن آداب الإسلام عالية ربطت بين القلوب بالمحبة ووصلت بين النفوس بالمؤاخاة وعدلت بين الناس بالمساواة، وترينا بوضوح أن الإسلام نظام عادل وأحكامه ذات قانون أسس لسعادة الفرد والمجتمع، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، هناك مسألة أساسية أن المصادر المسيحية لم تفض عن السيدة مريم عليها السلام كما أفاضت المصادر الإسلامية قرآناً وسنةً، وقصة حملها وولادتها التي وردت في القرآن تضم تفصيلاً لجميع المراحل الزمنية والواقعية التي استغرقها هذا الحدث العظيم فقال تعالى: "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين".
أما عيسى عليه السلام فهو نبي الله ورسوله، وقد أشاد الإسلام بذكره وسيرته، والآيات القرآنية التي تحدثت عنه كثيرة قال تعالى: "وقفينا بعيسى بن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ".
أما محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال معظماً شأن عيسى عليه السلام: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل". وكان يعطي عيسى عليه السلام من بين الأنبياء مكانة خاصة فيقول في موضع آخر: "أنا أولى بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعَلَّات أمهاتهم شتى ودينهم واحد". ويُسأل عن أفضل الأعمال فيجيب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "أفضل الأعمال بذل السلام للعالم"، وقال السيد المسيح عليه السلام: "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟".
فالإسلام إصلاح عام ودعوة إلى تآلف الشعوب وتقارب الأمم وتوحيد العالم، ودعوة الناس ليعيشوا في سلام ومحبة وتكامل ليصل الجميع إلى المستوى الإنساني الرفيع سلوكاً وسماحة وإنسانية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة