"توني بلير".. أصغر رئيس لوزراء بريطانيا يعود إلى السياسة
تاريخ سياسي طويل يعيشه توني بلير الذي أعلن عودته مجددا لإنقاذ بلاده.
10 سنوات هي الفترة الزمنية التي تقلد فيها المحامي البريطاني توني بلير منصب رئيس الوزراء لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية لثلاث فترات متتالية من 1997 إلى 2007، قبل أن يعلن اعتزاله العمل السياسي، وهو القرار الذي أعلن مؤخرًا قراره التراجع عنه للتصدي لعملية الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.
ولد "أنتوني تشارلز لنتون بلير" في 6 مايو/أيار عام 1953م، في العاصمة الإسكتلندية إدنبرة، وفي عام 1994 أصبح أصغر قائد لحزب العمال ليترك منصبه كرئيس للوزراء وقائدًا للحزب في 2007.
على الرغم من ولادته في إسكتلندا قضى بلير أفضل جزء من طفولته في مدينة دورهام في إنجلترا، حيث التحق بمدرسة شوريستر، وعندما كان طالبًا في كلية القديس يوحنا بجامعة أكسفورد البريطانية كان المغني الرئيسي في فرقة روك تُسمى "شائعات قبيحة".
جدد بلير التزامه باتباع المسار الوظيفي لوالده المحامي البارز ليو تشارلز بلير، من ثم التحق بكلية الحقوق في جامعة أكسفورد، ليحصل على درجة المحاماة في 1975، وهو العام الذي توفيت فيه والدته بسبب سرطان الغدة الدرقية.
بعد التخرج، بدأ بلير فترة تدريب لدى مستشار الملكة ألكسندر إيرفين، وأثبت بلير سرعته في التعلم وساعدته مهارات التواصل لديه في اكتساب معرفة علمية في السياسة المحلية، وأثناء فترة تدريبه التقى بزميلته المتدربة شيري بوث خريجة كلية لندن للاقتصاد، وتزوجا في مارس/آذار 1980، وأنجبا 4 أطفال هم إيوان، ونيكولاس، وكاثرين، وليو.
أثناء نشأته في دورهام، لاحظ توني التأثير القوي لعمال المناجم المحليين الذين كانوا محور قوة حزب العمال البريطاني، وفي أواخر سبعينيات القرن الماضي، وحينما كان بلير يمارس مهنة المحاماة، انضم إلى الحزب.
في 1982 حاول توني الحصول على مقعد في البرلمان ولكنه فشل، ومع ذلك استمر في إثارة إعجاب حزب العمال بالعمل الجاد وإثبات امتلاكه للكاريزما والإمكانية، وفي 1983 حصل على مقعد في البرلمان عن سدجفيلد.
عندما توفى رئيس حزب العمال جون سميث بأزمة قلبية في 1994، انتخب توني ليصبح أصغر رئيسًا للحزب حتى عام 2007، وبعد استقالته ظل بلير نشطًا في الشئون العامة، فخدم بوصفه ممثل اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط وممثل الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا لإعداد فلسطين لتكون دولة.
أنشأ "مؤسسة توني بلير للرياضة" في عام 2007، ومهمتها "زيادة مشاركة الأطفال في الأنشطة الرياضية وخاصة في شمال شرق إنجلترا، حيث أن نسبة أكبر من الأطفال مستبعدين اجتماعياً، وتروج للصحة العامة، ومنع سمنة الأطفال".
في عام 2008، أنشأ "مؤسسة توني بلير للإيمان"، وهي مجموعة غير ربحية "تروج للاحترام والتفاهم حول أديان العالم من خلال التعليم والعمل متعدد الإيمان"، وفي عام 2009، أنشأ "توني بلير أسوشيتس"، وهي منظمة تقدم استشارات مجانية حول "الاتجاهات السياسية والاقتصادية والإصلاح الحكومي".
أصدر بلير كتاب "رحلة" في 2010، وهي مذكراته عن فترة توليه منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة، وأحداث حياته بدءًا من توليه زعامة حزب العمال ودوره في تحويله إلى حزب "العمال جديد"، حتى استقالته ليحل محله جوردون براون.
وفي مقابلة أجرتها صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، قال بلير، إنه قرر العودة إلى السياسية من أجل التصدي لعملية الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، لكنه أوضح أنه لا ينوي الترشح لمنصب نيابي في الانتخابات التشريعية المقبلة في 8 يونيو/حزيران المقبل، ولا السعي لاستعادة زعامة العماليين.