خلال عام مقاطعة قطر.. انتصارات باليمن وتراجع الإرهاب بليبيا والعراق
خلال عام واحد من محاربة إرهاب قطر ظهر جليا تراجع التنظيمات الإرهابية في عدة دول، لاسيما العراق واليمن وليبيا.
بمرور عام على قرارات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بمقاطعة قطر، بسبب سياستها المخالفة للمسار العربي وتورطها في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية، كشفت الأحداث والتطورات على الأرض تراجع التنظيمات الإرهابية بعد تضييق الخناق على مصادر تمويلها وإدراجها وداعميها على القوائم السوداء.
فظهر جليا في الفترة الماضية تقدم قوات بعض الدول العربية التي عانت من إرهاب قطر على كافة محاور القتال مع التنظيمات الإرهابية.
فانحسار الإرهاب في اليمن والعراق وليبيا، لم يظهر بشكل واضح وملحوظ إلا بعد إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة قطر ما يؤكد تورط نظام الحمدين في دعم حركات التمرد والتنظيمات الإرهابية في هذه البلدان بالمال والسلاح.
طرد قطر من التحالف العربي
وبمجرد أن تم الإعلان عن المقاطعة، أعلنت دول التحالف العربي طرد قطر من اليمن بعد أن ثبتت خيانتها بتقديم إحداثيات مواقع القوات لمليشيا الحوثي الإيرانية.
وخلال هذا العام، التي تمت فيه مقطاعة قطر، أعلن الجيش اليمني أن مئات الحوثيين سقطوا في المعارك بين القوات الشرعية من جهة وميليشيات الحوثي الإيرانية من جهة أخرى.
وقال الجيش إن أكثر من 100 قيادي حوثي من الصف الأول قتلوا خلال العام الماضي من بينهم الرجل الثاني في التنظيم صالح الصماد، فضلا عن سقوط أكثر من 5000 حوثي.
وتلقى الحوثيون خلال الأشهر الأخيرة ضربات قوية، على يد القوات الشرعية المدعومة من التحالف حيث تمت السيطرة على مواقع استراتيجية عدة لاسيما في الساحل الغربي.
واقتربت قوات المقاومة اليمنية بإسناد من التحالف العربي من تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، بعد التقدم السريع الذي حققته على طول المدن والمناطق الواقعة على الشريط الساحلي الممتد من باب المندب، وصولاً إلى مشارف مدينة وميناء ومطار الحديدة
تطهير العراق من داعش
قرارات المقاطعة مع قطر انعكست على الفور على الوضع في العراق؛ إذ انتصرت القوات الحكومية على تنظيم "داعش" الإرهابي واستطاعت لأول مرة منذ فترة كبيرة الوصول للحدود السورية والعراقية، وشهدت البلاد انتخابات برلمانية جرت بشكل آمن وبمشاركة واسعة.
وخلال عام المقاطعة، طوي العراق صفحة هي الأكثر دموية في تاريخه استمرت ثلاث سنوات، بعد أن تم إعلان النصر على تنظيم "داعش" واستعادة كافة أراضيه من تحت سيطرته،
وفي هذا العام أيضا استطاع الرأي العام العالمي كشف أدلة موثقة بتمويل قطر جماعات إرهابية بمئات الملايين من الدولارات نقديا بحجة إطلاق سراح قطريين اختطفوا هناك.
وتحدثت تقارير أجنبية عن الصفقة التي عقدتها قطر مع مليشيات ومجموعات إرهابية، والتي وُصفت بأنها أكبر اتفاقيات الفدية في العالم، حيث بلغت حوالي مليار دولار مقابل إطلاق سراح أفراد العائلة المالكة القطرية من تنظيم الحمدين، بعد اختطافهم في جنوب العراق.
وعكفت قطر طوال تلك المدة على نفي وإدانة التقارير التي تحدثت عن قيامها بعمل مماثل، غير أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية كشفت في تقرير حديث مراسلات سرية أجرتها الدوحة مع تلك الجماعات الإرهابية لتحرير رهائنها، فضلاً عن استغلال هذه المجموعات للحصول على مزيد من الأموال من قطر.
تزامن كشف الصحيفة مع استماع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي لشهادة أدلى بها أحد خبراء مكافحة الإرهاب شكك خلالها في مدى جدية قطر في التصدي للإرهاب، متطرقًا في حديثه إلى استفادة الإرهابيين في اليمن وسوريا من ملايين الدولارات التي قدمتها الدوحة إليهم في شكل فدية.
وفيما يخص المبالغ المالية لاتفاق إطلاق سراح الرهائن، كشفت السجلات السرية التي نقلتها "واشنطن بوست" أن خطة دفع أموال الفدية رصدت جزءًا قيمته 150 مليون دولار إضافية نقدًا لأفراد وجماعات تعمل بصفة وسيط، تعتبرهم الولايات المتحدة رعاة الإرهاب الدولي، وهذا يتضمن مليشيات الحرس الثوري الإيراني وكتائب حزب الله.
وكان من ضمن الأموال المتعلقة بالصفقة جزء مخصص للقيادي بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بقيمة 50 مليون دولار، وما يتراوح بين 5 ملايين دولار لـ50 مليون دولار مخصصة لمسؤولين إيرانيين وعراقيين.
ليبيا.. التحرير والانتخابات
وفي ليبيا وبعد معاناة استمرت 7 سنوات استطاعت القوات الليبية تحرير عدة مناطق من المليشيات المسلحة وقضت عليها تماما وأصبح الشرق الليبي بالكامل تحت سيطرة الجيش النظامي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأكدت مصادر أمنية للعين الإخبارية أن قطر كانت تمول مليشيات الإرهاب في طرابلس وبنغازي بطائرة محملة بالأموال والعتاد تهبط أسبوعيا في مطار تسيطر عليه المليشيات الإرهابية.
وأضافت المصادر أن تقارير أمنية أكدت أن هذه الطائرة توقف إرسالها من بدء الأزمة مع نظام الحمدين الأمر الذي ساهم بسيطرة الجيش الليبي على أصعب المواقع التي كانت خاضعة للتنظيمات الإرهابية.
كما استطاعت جهود الإمارات ومصر وفرنسا في احتواء جميع أطراف الأزمة الليبية وتوصلت هذه الأطراف لاتفاق يقضي بعقد انتخابات رئاسية لأول مرة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي وذلك خلال عام واحد من مقاطعة نظام الحمدين الإرهابي.