واقعة "خشيم" تسلط الضوء على فظائع مليشيات غرب ليبيا
أعادت واقعة مقتل الليبي ضياء الدين الصديق خشيم تسليط الضوء على "جرائم" مليشيات غرب ليبيا.
وقال أقارب خشيم ومنظمات حقوقية ليبية إنه قتل تحت التعذيب في مراكز احتجاز المليشيات التي تسيطر على العاصمة طرابلس، وتعيق التوصل لحل سياسي ينتشل البلد الغارق في الفوضى منذ أكثر من عقد.
ونعى رضاء خشيم وهو مواطن ليبي من مدينة مصراتة، عبر حسابه على "فيسبوك" مقتل شقيقه ضياء الدين الصديق خشيم في أحد سجون المليشيات، تحت التعذيب، مشيرا إلى أن نتائج التحقيقات التي أفضت إلى وفاته لم تظهر بعد.
وأدان عدد من السياسيين والحقوقيين الليبيين جريمة المليشيات بالاحتجاز خارج إطار القانون والتغييب والتعذيب الذي أفضى لمقتل خشيم، من بينهم السياسي والمرشح البرلماني من مدينة مصراتة عبدالرحمن فاضل الذي أكد أنه قتل في السجن تحت التعذيب أثناء التحقيق معه.
وفي بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية" أدانت قبيلة الجهانات بمدينة مصراتة التي ينتمي لها القتيل مقتله بمقر مليشيات "مكافحة المخدرات في مدينة الخمس" نتيجة التعذيب الشديد، الذي وصفته بأنه"يذكر بممارسات سجن أبوغريب (سجن في العراق شهد وقائع تعذيب مشينة ارتكبتها القوات الأمريكية)".
وأكد البيان أن المسؤول عن تعذيب نجلهم رئيس مكتب المليشيات في مدينة الخمس والذي نقل خشيم لمقرين بعد أن تمكنوا من معرفة مكان احتجازه.
وطالب البيان النائب العام والمدعي العسكري ووزارة الداخلية بالتحقيق مع المتهمين بقتل خشيم الذي يحمل رتبة عسكرية (مقدم)، بعد أن جرى اختطافه واحتجازه في موقع مدني وتعذيبه.
وتسلط الحادثة الضوء على جرائم المليشيات في الغرب الليبي وسجونها السرية الخاصة ومراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين، والتي ترتكب فيها العديد من الجرائم دون ضوابط قانونية وفقا لمسؤولين وحقوقيين ليبيين في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية".
وتعاني ليبيا من أزمة فوضى السلاح الذي تزداد أعداده سنويا بملايين القطع حيث ازداد خلال 4 سنوات من 23 إلى 29 مليون قطعة، حيث كان المبعوث الأممي الأسبق غسان سلامة قدر في ديسمبر/كانون الأول عام 2017 بأن السلاح خارج سيطرة الدولة 23 مليون قطعة سلاح.
ولا تزال معضلة المليشيات تواجه الدولة الليبية خاصة مع تلقيها دعما من بعض الدول الإقليمية والدولية، رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق السياسي القاضي بحل المليشيات ونزع سلاحها.
aXA6IDMuMTM4LjE4MS45MCA= جزيرة ام اند امز