توتال تترقب خسارة بالمليارات.. ما علاقة الملياردير الهندي "أداني"؟
بسبب الكارثة التي هوت بثروة الملياردير الهندي غوتام أداني تتخوف "توتال إنرجيز" التي تمتلك 20% من "أداني جرين" من تضرر قيمتها السوقية.
في الأسابيع الأخيرة كان الملياردير الهندي غوتام أداني ضمن أغنى 5 أشخاص في العالم، لكن هوت ثروته التي كانت تزيد على 130 مليار دولار، حيث حمل هذا الأسبوع مجموعة من تهم الاحتيال الموجهة لأداني من شركة البيع على المكشوف Hindenburg Research.
احتوى تقرير الشركة المكون من 100 صفحة على قصة مفصلة تستند إلى الوثائق العامة بشكل كبير، وتناول كيف بُنيت التقييمات الضخمة لأسهم إمبراطورية أداني الخاصة بواردات الفحم ومحطات الطاقة والغاز ومشاريع الطاقة الشمسية على الاحتيال في الأوراق المالية، وفقًا لما أوردت "فوربس".
بيع على المكشوف
وأوضح التقرير أن أداني، البالغ من العمر 60 عاما، وشركاءه المقربين استخدموا شبكة من الحسابات الخارجية في شراء أسهم شركاته القليلة المتاحة للتداول والتلاعب فيها، ثم باعوها بأسعار باهظة للمتداولين الأفراد الغافلين.
وأعرب المدير المالي في شركة أداني في وقت سابق عن رفضه للتقرير، ووصفه بأنه خبيث ولا أساس له من الصحة، إلا أنه لم يقدم أي تفنيد مفصل للادعاءات، كذلك هدد أداني باتخاذ إجراء قانوني ضد شركة Hindenburg ومؤسسها ناثان أندرسون، الذي يبيع أسهم وسندات شركات أداني على المكشوف.
يبدو أن سفينة أداني الضخمة قد خُرقت، ففي غضون يومين فقط، تراجعت أسهم شركاته بنسبة 20%، ما أدى إلى خسارة قيمتها السوقية قرابة 50 مليار دولار، وهبوط ثروة أداني إلى أقل من 100 مليار دولار.
ويعد هذا من جانب آخر نذير شؤم لمحاولات شركة Adani Enterprises الرائدة لبيع أسهم جديدة بقيمة 2.5 مليار دولار، بأسعار أعلى بكثير مما هي عليه حاليا.
أضرار جانبية لـ"توتال إنرجيز"
لا يوجد الكثير من المستثمرين المتصلين بإمبراطورية أداني، لأن الشخصيات الداخلية المطلعة هي من تسيطر على الكثير من الأسهم المتداولة. بيد أن شركة النفط الفرنسية الكبيرة TotalEnergies قد تعاني حصريًا من أضرار جانبية، نتيجة استثماراتها في شركات أداني في السنوات الأخيرة التي تجاوزت 3 مليارات دولار.
في سبتمبر/أيلول الماضي، أشار الرئيس التنفيذي لشركة توتال باتريك بويان، إلى احتمالية خفض الشركة لحصتها البالغة 20% في شركة Adani Green، التي ارتفعت قيمتها إلى 10 مليارات دولار. لم تكن هناك كلمات محبطة من بويان، الذي ورد أنه قال: "نحن ملتزمون بتعاملاتنا مع Adani Green، ونجد أن ركيزة الميزانية العمومية للشركة آمنة".
وتعود شراكة توتال مع أداني إلى عام 2018، عندما قامت توتال باستثمار أولي في موزع الغاز للمنازل والشركات، الذي يسمى الآن Adani Total Gas.
خطط الاثنان لتطوير مرافق استيراد الغاز الطبيعي المسال، وفي أكتوبر/تشرين الأول 2019 وافقت توتال على دفع 600 مليون دولار مقابل حصة قدرها 50% في Adani Gas، التي كانت تكلفة أسهمها في ذلك الوقت تبلغ 150 روبية.
ارتفعت قيمة الأسهم في أوائل يناير/كانون الثاني لتصل إلى 3900 روبية، لكنها تراجعت منذ ذلك الحين بنسبة 25%.
ثم اشترت توتال في عام 2020 حصة قدرها 20% في Adani Green Energy مقابل ملياري دولار، ودفعت 510 ملايين دولار أخرى مقابل 50% من محفظة أصول الطاقة الشمسية العاملة البالغة 2.35 غيغاواط.
في الوقت الذي اشترت فيه توتال، بلغت قيمة الأسهم في Adani Green Energy نحو 200 روبية. وفي بداية الأسبوع الماضي، بلغ سعر الأسهم 1900 روبية، لكنه انخفض منذ ذلك الحين بنسبة 20%.
في يونيو/حزيران 2022، اشترت توتال 25% من شركة Adani New Industries، أحد فروع شركة Adani Enterprises. لم يتم الكشف عن سعر الصفقة، لكن الشريكين أعلنا عن خططهم لبناء أكبر شركة هيدروجين "خضراء" في العالم، بمحلل كهربائي بقيمة 5 مليارات دولار.
بعد شراء توتال، تضاعفت أسعار الأسهم في Adani Enterprises بنهاية عام 2022 إلى 4100 روبية، ولكنها خسرت منذ ذلك الحين 32% من قيمتها.
لا يتضح كم باعت توتال من حصتها في Adani Green Energy الخريف الماضي، ولكنها قيمة أكثر من كافية على الأغلب لدفع تكاليف مشروع آخر للطاقة الخضراء، فقد أبرمت توتال صفقة مشتركة بقيمة 500 مليون دولار (تعود حصة 34% منها لتوتال)، مع مطور طاقة الرياح Casa dos Ventos ومؤسسها، ماريو أرايب، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في البرازيل.
وفي مايو/ أيار 2022، وافقت توتال على شراء مطور الطاقة المتجددة الأمريكي Clearway Energy مقابل 2.3 مليار دولار.
من الواضح أن شركة توتال تأمل في أن تساعدها شركة أداني في مساعيها للنمو في الهند. ولا يبدو أن فضيحة أداني ستؤثر كثيرًا في توتال ذات القيمة السوقية البالغة 150 مليار دولار، في الوقت الحالي.
ويشير المحلل أوزوالد كلينت من شركة Bernstein Research إلى أن التدفق النقدي السنوي الذي تسهم فيه أعمال أداني في توتال، الذي يبلغ 30 مليون دولار "غير ذي قيمة حقيقية" حتى مع الاستثمارات التي تبلغ المليارات. يؤمن كلينت بأن هذه الأعمال حقيقية، ويشير إلى ثقته في العناية الواجبة لشركة توتال.