توتنهام سيشكل رقما صعبا في نسخة 2016-2017 من البريميرليج، ومن يدري فقد يحقق المعجزة ويفوز بلقب الدوري
جاء الفوز الرائع الذي حققه توتنهام هوتسبر على مانشستر سيتي في مباراة الأسبوع السابع من البريميرليج، ليؤكد أن الفريق اللندني يملك كل مقومات الفريق البطل والتي تتجلي أساسا في تماسكه الدفاعي الرهيب، فضلا عن قدرته على الضغط في جميع أنحاء الملعب.
هذه المؤشرات الواعدة بدت للعيان منذ الموسم الماضي حيث كاد الفريق يخطف لقب الدوري الممتاز من ليستر سيتي، لولا تراجعه المفاجئ في الأربع جولات الأخيرة التي لم يجن منها سوى نقطتين من 12 نقطة ممكنة.
بفوزه على "سيتي جوارديولا" أكد توتنهام أنه عازم على المنافسة على لقب الدوري ووضع حد لإخفاقه المتواصل منذ أكثر من نصف قرن.
ولعل أبرز ما ميزه إلى حد الآن صلابته الدفاعية حيث لم يقبل في شباكه سوى 3 أهداف (كلهم من كرات ثابتة) منذ انطلاق الموسم، ويعود الفضل في ذلك إلى الخاصيات البدنية الرائعة (قوة وسرعة انقضاض) التي يتمتع بها الرباعي كايل والكار، توبى ألدرفايريلد، يان فيرتونجن وداني روز.
وتبدو مساهمة المنتدبين الجدد كبيرة في المسيرة الموفقة للموسم الحالي، فالثلاثي المكون من فيكتور وانياما، موسى سيسوكو وفانسان يانسن مكن المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو من توسيع هامش الاختيار، وبالتالي لم يعد مستوى الفريق مرتبطا بحالة هدافه هاري كين.
وتظهر الإحصائيات الخاصة بالمواجهة الأخير بين السبيرز والسيتيزينز أن أبناء ماوريسيو بوكيتينو نجحوا في تحقيق عدد خرافي من الانطلاقات السريعة (647) ومن الواضح أن المدرب الأرجنتيني درس جيدا بيب جوارديولا وقرر اعتماد الضغط العالي بأكثر عدد من اللاعبين بهدف حرمان اللاعب المنافس الذي بحوزته الكرة، بما في ذلك الحارس كلاوديو برافو، من المساحات اللازمة لرؤية الملعب كما يجب وبناء الهجمة عن طريق التمريرات الأمامية.
ومن الجلي أيضا أن ماوريسيو بوكيتينو درب لاعبيه على هذه الخطة التكتيكية في مواجهة الجولة الفارطة أمام ميدلسبره، عندما تخلى عن خطته التكتيكية المعتادة 4-2-3-1، ليعتمد خطة جديدة 4-1-4-1، قوامها تواجد النجم الكيني الرائع فيكتور وانياما في خطة لاعب وسط متمركز أمام خط الدفاع.
ولم يخيب هذا الأخير الآمال المعقودة عليه في المباراة أمام "السكاي بلوز" حيث شكل الصخرة التي تحطمت عليها جميع الهجمات (21 عملية انزلاقية ناجحة)، ليلعب دورا تكتيكيا كبيرا على غرار ما كان يقوم بها الفرنسي نجولو كانتي مع ليستر سيتي خلال الموسم الفارط.
ويمكن الجزم من الان أن توتنهام سيشكل رقما صعبا في نسخة 2016-2017 من البريميرليج، ومن يدري فقد يحقق المعجزة ويفوز بلقب الدوري على حساب "البيج فايف" التقليدي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة