حتى الأن، لم نر في كرة القدم، لاعب أو حتى أثنين قادران على سد الفراغ الذي سيتركه كلا من ميسي ورونالدو، وهو ما يعني أن الساحرة المستديرة ستواجه أزمة كبيرة في وقت قريب.
سؤال ربما لم يتطرق له كثيرون من محبي الساحرة المستديرة، لكنه دار في مخيلتي، فكيف سيكون شكل كرة القدم العالمية في أعقاب اعتزال كلا من الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد.
كما نعلم فأن ميسي يبلغ حاليا 29 عاما، ويكبره رونالدو بعامين، ما يعني تزايد احتمالات ألا نشاهد اللاعبين في القريب، وفي أبعد الأحوال بعد مونديال 2022 الذي سينظم في قطر، حيث سيكون "الدون" قد بلغ وقتها 37 عاما، بينما سيصل ميسي لعامه الـ 35.
حتى الأن، لم نر في كرة القدم، لاعب أو حتى أثنين قادران على سد الفراغ الذي سيتركه كلا من ميسي ورونالدو، وهو ما يعني أن الساحرة المستديرة ستواجه أزمة كبيرة في وقت قريب.
فمثلا لاعبين على غرار البرازيلي نيمار، والبلجيكي أدين هازارد، وحتى أغلى لاعب في العالم حاليا الفرنسي بول بوجبا، لا تنبئ مستوياتهم المتراوحة بين الصعود والهبوط، بقدرتهم على ملء هذا الفراغ.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أن جمهور كرة القدم سيفتقد الحالة التنافسية التي خلقها صراع ميسي ورونالدو على الجوائز الفردية، على غرار "الكرة الذهبية" وجائزة أفضل لاعب في العالم التابعة للاتحاد الدولي.
الأكيد أن كرة القدم، لن تعقم أن تلد لاعبا تكون لديه القدرة على أن يكون هو صاحب الريادة، فمن كان يعتقد أن أخر عنقود الموهوبين هو بيليه، رأى ظهور الأسطورة مارادونا، ومن تخيل أن الأمر سيقف عند مارادونا ظهر زين الدين زيدان، ومن بعده ميسي ورونالدو.
ولكن السؤال هنا، ما هو الوقت الذي سينتظره عشاق كرة القدم، لكي يخرج لنا لاعب يملك الإمكانيات ليكون أسطورة زمانه، بعد ترك ميسي ورونالدو لعالم الساحرة المستديرة، هل سننتظر كثيرا مثلما حدث حينما تابعنا اعتزال مارادونا وظهور زيدان ومن بعده ميسي ورونالدو، أم ربما ننتظر أطول خاصة إذا استمرت ندرة المواهب التي بدت واضحة في السنوات الأخيرة، على الرغم من الارتفاع الجنوني لسوق انتقالات اللاعبين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة