"العين الإخبارية" في جولة داخل أقدم ورشة لصناعة الفوانيس في القاهرة
سلامة حنفي يعمل في صناعة الفوانيس منذ 60 عاما مضت، موضحًا أنه يبدأ في تحضير الفوانيس للموسم الجديد عقب انتهاء شهر رمضان مباشرة.
داخل ورشة لصناعة فوانيس رمضان بأحد شوارع حي السيدة زينب، يقطن الحاج سلامة أحد أقدم صناع فوانيس رمضان في العاصمة المصرية.
الحاج سلامة صاحب 75 عامًا يعرف نفسه بأنه من قدماء صانعي الفوانيس، صنع داخل ورشته فانوس الملك فاروق، وفانوس علامة النصر بعد حرب أكتوبر.
يقول الحاج سلامة إن صناعة فانوس رمضان تمر بـ6 مراحل ليخرج بعدها للسوق بالشكل المتعارف عليه.
كاميرا "العين الإخبارية" زارت الورشة وحاورت صانع الفوانيس.
يعيد سلامة حنفي تاريخ عمله في صناعة الفوانيس إلى60 عاما مضت، موضحًا أنه يبدأ في تحضير الفوانيس للموسم الجديد عقب انتهاء شهر رمضان مباشرة، أي أن الورشة تعمل على مدار 11 شهرًا خلال العام، والراحة تكون خلال شهر رمضان فقط.
ويوضح: "هناك أصناف وأنواع للفوانيس يطلبها السوق يتم تجهيزها قبل رمضان بفترة مناسبة، وكل صنف له وقته".
تمر صناعة الفانوس بالكثير من المراحل كما يقول "حنفي"، منها قص الزجاج والصفيح، والطلاء، واللحام، والكبس، وأخيراً "السندقة"، والخامات المستخدمة تكون من الصفيح والزجاج فقط، ويتم توفيرها من الأسواق العادية.
سلامة مقتنع بأن "الصين لا تصنع فوانيس رمضان، لكنها تصنع ألعاب أطفال، ونحن نستوردها ونضيف عليها بعض الأشياء حتى تصبح فانوس رمضان".
الفانوس المصري يصدر للدول العربية
يقول أقدم صانع فوانيس في مصر إن الفانوس المصري يتم تصديره إلى البلدان العربية بشكل كبير، مثل الإمارات والسعودية والأردن وبعض دول الخليج، وبعض الدول الأوروبية.
أصل حكاية الفانوس المصري
يقول سلامة إن الفانوس المصري مقتبس من الفوانيس المضيئة بشوارع المحروسة، وكان في بداية صناعته يضاء بشمعة، وفيما بعد تم إضافة تعديلات عليه حتى تطور للشكل المتعارف عليه بالأسواق.
تاريخ بالفوانيس
يروي صانع الفوانيس تاريخ إطلاق اسم على كل منهم طوال فترة عمله، وكأنه يسترجع ذكريات من خلال فوانيسه.
يقول: "الفوانيس تُسمى مع العصر، هناك فانوس سُمي بفانوس الأمير فاروق نسبة للملك فاروق احتفالاً بيوم ميلاده، وفانوس (البرلمان)، الذي سمى نسبة إلى فانوس مشابه، كان معلقا في قاعة البرلمان المصري في الثلاثينيات من القرن الماضي، أيضاَ، فانوس سُمي بالملك عبد العزيز، نسبة لمؤسس المملكة العربية السعودية، ومواقفه مع مصر".
وعن اسم فانوس هذا العام يقول:"هذا العام عدنا للقديم، وأطلقنا عليه اسم فانوس (النجمة) وهو فانوس عمره أكثر من 100 عام، ولا أحد يستطيع صناعته إلا من كان يعمل في ورشة منطقة (بركة الفيل) بحي السيدة زينب".
حرفة يتوارثها الأبناء
وبسؤاله عن الورش المصنعة للفوانيس في مصر يقول: "لا تتجاوز أعدادها أصابع اليد الواحدة، عددهم قليل جدا، وورش صناعة الفوانيس بـ(بركة الفيل) بحي السيدة زينب، يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد".
"بركة الفيل" أكبر منطقة في مصر تصنع الفوانيس، وهناك 5 ورش فقط مخصصة لصناعته، ولكل ورشة موديل معين وإنتاج معين".