خبراء: انتعاشة سياحية لافتة في مصر تعكس استقرارا أمنيا وثقة دولية
قطاع السياحة شهد تناميا ملحوظا خلال الفترة الماضية بعد ركود سنوات.
تشهد مصر انتعاشة سياحية لافتة، خلال الأشهر الأخيرة، توجت، الإثنين، بأول رحلة طيران ألمانية مباشرة من فرانكفورت للأقصر.
وقال مسؤولون مصريون وخبراء معنيون بالسياحة لـ"العين الإخبارية"، إن التزايد اللافت في حركة السياحة، وعدول العديد من الدول مؤخراً عن قراراتها السابقة بإيقاف الطيران المباشر للمقاصد السياحية المصرية، يعكسان الاستقرار الأمني الذي باتت تشهده مصر مؤخرا، وثقتها تلك الدول في الإجراءات التي تتخذها السلطات لحماية مواطنيها.
ويمثل قطاع السياحة ركيزة أساسية لاقتصاد مصر، وموردا رئيسيا للعملة الصعبة.
وتأتي تلك الانتعاشة بعد فترة ركود شهدتها السياحة المصرية، إثر قرار روسيا ودول أخرى بينها ألمانيا تعليق حركة النقل الجوي مع مصر لدواعٍ أمنية، بعد تحطم طائرة ركاب روسية في سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015، ومقتل جميع ركابها.
واستقبل مطار الأقصر الدولي بمصر، الإثنين، أول رحلة طيران شارتر لإحدى الشركات الألمانية قادمة من فرانكفورت، على متنها مجموعات سياحية.
وقال بدر عبدالعاطي، سفير مصر لدى ألمانيا، إن ذلك "يعكس اهتمام السائح الألماني ليس فقط بسياحة الشواطئ والترفيه، ولكن أيضاً السياحة الثقافية، فضلاً عن تنافسية المقصد السياحي المصري وارتفاع مستوى الخدمات السياحية، خاصة في ظل الدور المحوري لقطاع السياحة في دعم التشغيل وخلق فرص العمل وتحقيق التنمية في مصر".
وأضاف عبدالعاطي: "تسيير هذا الخط المباشر من فرانكفورت إلى الأقصر من شأنه أن يسهم في دعم السياحة الثقافية المتميزة في الأقصر، التي تضم أكثر من ثلث آثار العالم، ويعكس ثقة شركات السياحة الألمانية في المقاصد السياحية الثقافية في مصر، جنباً إلى جنب المقاصد الترفيهية، فضلاً عما تتمتع به البلاد من أمن واستقرار".
وقررت شركة TUI الألمانية، التي تعد إحدى أكبر شركات السياحة على مستوى العالم، زيادة عدد رحلاتها إلى المناطق السياحية المصرية بـ6 أضعاف مقارنة بالعام الماضي، وتخصيص 27 طائرة من أسطولها إلى تلك المقاصد السياحية، بالإضافة إلى بدء تسيير رحلات طيران إلى الأقصر مباشرة من عدة مدن ألمانية. ووفقا للمخطط تنظم الشركة الألمانية رحلة أسبوعية، كل إثنين، من فرانكفورت إلى الأقصر.
الزيادة اللافتة في معدلات السياحة الألمانية إلى مصر، عبّر عنها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي خلال لقائه المستشارة أنجيلا ميركل، نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قائلا: "سعيد باستعادة السياحة الألمانية لمصر، ونأمل في استمرار توجه السياح الألمان للمقاصد المصرية".
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تحسن كبير تشهده حركة السياحة في مصر في الآونة الأخيرة، ففي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عادت الرحلات الجوية بشكل رسمي بين بولندا ومدينة طابا المصرية بعد توقف دام 3 سنوات.
كما استقبل مطار شرم الشيخ بمصر، نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أول طائرة قادمة من مدينة "تاراز" بكازاخستان، وعلى متنها 221 سائحاً روسياً، في خطوة تمهد لعودة حركة الطيران الروسي مباشرة للمنتجعات المصرية بالبحر الأحمر "الشارتر". كما تقرر أن تصل إلى مطار شرم الشيخ (جنوب سيناء) رحلة أسبوعية من مدينة "تاراز".
وانتعشت آمال مصر مجدداً بعودة حركة الطيران الروسي إلى المنتجعات السياحية بالبحر الأحمر، بعد الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى موسكو، الشهر الماضي، ومباحثاته في هذا الشأن.
وتوقع مسؤولون مصريون قراراً قريباً بعودة رحلات "الشارتر" الروسية، مؤكدين جاهزية المطارات والمنتجعات المصرية لاستقبالهم وفق معايير تأمين عالمية.
النائب محمد عبدالمقصود، وكيل لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب المصري (البرلمان)، قال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن مصر عاشت أزمة كبيرة جدا في قطاع السياحة، منذ سقوط الطائرة الروسية، وقرار عدة دول تعليق طيرانها إلى المنتجعات السياحية، ومنها روسيا وبريطانيا، مشيرا إلى أنه على مدار السنوات الثلاث الأخيرة بذلت الدولة جهودا حثيثة لاستعادة مصر مكانتها السياحية حتى تم تجاوز جزء كبير منها، وتعافيت السياحة بما يقرب من 70% من حجم الطاقة التي كانت عليها.
وأشار النائب المصري إلى أن الإدارة المصرية تعاملت مع الأزمة بصبر رغم المعاناة، وبدأت منذ اليوم الأول في البحث عن استعاضة السوق الروسي بأسواق أخرى، منها السوق الألمانية، االتي شهدت زيادة في معدل قدوم السائحين بنسبة تقدر بـ40%، وهو إنجاز بكل المقاييس، كما تم التوجه إلى دول أخرى في شرق أوروبا بوجه عام.
غير أن النائب استدرك قائلا: "رغم ذلك التحسن لكن مصر ما زالت في حاجة إلى السائح الروسي، الذي يمثل النسبة الأكبر في معدلات السائحين، حيث قدر عدد السائحين الروس في مصر قبل أزمة 2015 نحو 3 ملايين سائح روسي، وهو رقم مهم".
ونوه عبدالمقصود بأن هناك مؤشرات قوية وتفاؤلا بعودة السياحة الروسية المباشرة (الشارتر) إلى المنتجعات السياحية المصرية، في ظل التحسن الأمني الواضح الذي تشهده مصر حاليا، والموارد الطبيعية المميزة التي تمنح مصر مكانة سياحية أعلى من غيرها.
وكان عدد من شركات السياحة العالمية أكدت زيادة الطلب على الرحلات النيلية في الأقصر وأسوان جنوب مصر، ودراسة زيادة عدد الفنادق العائمة بمصر، خلال لقاء الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة المصرية مع منظمي الرحلات، الثلاثاء، على هامش مشاركتها في بورصة لندن الدولية للسياحة.
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg
جزيرة ام اند امز