ألف طفل في ليبيريا يحملون اسم القابلة "أليس"
هناك مجتمع كامل من الناس يُسمى أليس – أو أليكس أو إليس عندما يكونون صبيانا – بدأ حياته في مركز وايت بلينز الصحي.. لماذا؟
كانت أليس سومو تحت تهديد السلاح في المرة الأولى التي ساعدت في ولادة طفل، فعندما كانت حينها في العشرين من العمر ولا تزال تتدرب على أن تكون قابلة في ليبيريا، التي مزقتها الحرب الأهلية، صادفت امرأة شابة في مخاضها على جانب الطريق.
المليشيا المسلحة بالجوار كانوا يهددون باستخدام بنادقهم لإسكات أنين ألم المراة، فتقول أليس: "كانت تصرخ وتصرخ.. وكان هناك رجل مسلح يصيح (هل هناك أحد للمساعدة؟ سنقتل المرأة لأننا لا نريدها أن تصرخ"، وفقًا لصحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وفي عصيان لاحتجاجات والدها القلق، تقدمت أليس إلى الأمام، وبالرغم من تهديدها بالقتل إذا حدث خطأ أثناء الولادة تمكنت من ولادة الطفل بأمان، ومع عدم وجود معدات طبية اضطرت أليس لتحطيم زجاجة بيديها العاريتين واستخدام حافتها المسننة لقطع الحبل السري.
وفي الـ28 عاما التالية جاء آلاف الأطفال إلى هذا العالم عبر يدي أليس، والعديد منهم يحملون نفس اسمها الآن، فهناك أكثر من ألف طفل ولدوا في عيادتها قرب عاصمة ليبيريا، مونروفيا، يحملون اسمها أو اسما مشابها.
فهناك مجتمع كامل من الناس يُسمى أليس – أو أليكس أو إليس عندما يكونوا صبيان – بدأوا حياتهم في مركز وايت بلينز الصحي، وتتراوح أعمارهم الآن بين أيام قليلة ونحو 30 عاما، فقد ولد أحدث طفل يُسمى أليكس الأسبوع الماضي.
والأطفال خير شاهد على تأثير أليس في دولة تلد فيها ثلث النساء بدون قابلات، وأثناء تاريخ أليس المهني الممتد لثلاثة عقود شهدت حربين أهليتين وأسوأ تفش لمرض الإيبولا في التاريخ، ولكنها لم تتوقف عن العمل خلال الوباء الذي أودى بحياة نحو 5 آلاف شخص في بلادها في 2004 و2005.
وقالت أليس (48 سنة الآن) إنه عندما جاءت أزمة الإيبولا إلى ليبيريا كان الأمر رهيبًا، موضحة أنها كانت تعمل لساعات وكان الآخرون خائفين وبدأت بعض الممرضات في رفض المرضى ولكنها استمرت في العمل.
وبالرغم من ارتدائها بذلة وقائية مُنحت للعاملين في مجال الصحة لمنع انتشار المرض، ذلك لم يمنع نبذ المجتمع لها، فأشارت أليس إلى أن جيرانها كانوا خائفين منها ولم يسمحوا لأطفالهم بالمجيء إليها.
وفي بداية مسيرة أليس المهنية كانت تضطر الحوامل للسير ثماني ساعات من قراهن إلى عيادة للولادة، وكانت أليس تتنقل بين القرى بحثًا عن النساء اللاتي يعانين من المخاض لأن السير من حيث يعيشون لم يكن أمرًا سهلًا.
والآن، تدير أليس مركزًا لصحة الأم افتتحته مؤسسة "انقذوا الأطفال" في مجتمعها الريفي، وهو واحد من خمسة مرافق من هذا القبيل بنتها المؤسسة الخيرية في 2013، وتشمل ثلاجة تبريد تعمل بالطاقة الشمسية، ومضخة يدوية للمياه النظيفة بجوار العيادة - تخدم أيضًا السكان المحللين -، ودراجة نارية تسمح للمتطوعين وطاقم العمل بالوصول إلى المناطق النائية ونقل المرضى.
وأشارت أليس إلى أنه منذ بناء العيادة لم يعد هناك خطر ولا عدوى، فالمكان معقم وكل شيء سليم، بينما قالت المنظمة إنه في ليبيريا في 2016 توفى طفل من بين كل 15 طفلًا قبل بلوغ الخامسة من عمره.
ويرى مدير التنمية الدولية بالمؤسسة سايمون رايت، إن هذه إحصائية مفجعة عندما نفكر في أنه يمكن خفض وفيات الأطفال هناك وحول العالم انخفاضًا كبيرًا بمجرد تحسين الوصول المجاني للرعاية الصحية.
aXA6IDUyLjE1LjE3MC4xOTYg جزيرة ام اند امز