مركبات سامة في خزانات "مايا القديمة".. مياه ملوثة بالزئبق والطحالب
تحليل جيوكيميائي وجد أن خزانين بالمدينة كانا يحتويان على مستويات سامة من الزئبق، وتم التوصل إلى أن مصدره صبغة كانت تستخدمها المدينة
وجد باحثون من جامعة سينسيناتي الأمريكية أن خزانات المياه في قلب مدينة مايا القديمة، كانت ملوثة بالزئبق والطحالب لدرجة أن المياه كانت غير صالحة للشرب.
ورصد الباحثون مستويات سامة من التلوث في خزانين مركزيين في تيكال بمدينة مايا القديمة، التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد، في شمال جواتيمالا.
وتشير نتائج الدراسة التي نشرت في 25 يونيو/ حزيران الجاري بدورية "ساينتفيك ريبورتيز" إلى أن موجات الجفاف ساهمت على الأرجح في تهجير السكان والتخلي عن المدينة في نهاية المطاف.
وخلصت إلى أن "تحول الخزانات المركزية في تيكال، من الأماكن التي تحافظ على الحياة إلى الأماكن المسببة للأمراض ساعد عمليًا ورمزيًا في التخلي عن هذه المدينة الرائعة".
ووجد تحليل جيوكيميائي أن خزانين بالقرب من قصر المدينة والمعبد يحتويان على مستويات سامة من الزئبق التي تم التوصل إلى أنها صبغة كانت تستخدمها مدينة المايا لتزيين المباني والأواني الفخارية والسلع الأخرى، وأثناء العواصف المطيرة، يتسرب الزئبق في الصبغة إلى الخزانات حيث يستقر في طبقات من الرواسب على مر السنين.
وتألف فريق الدراسة من علماء الأنثروبولوجيا والجغرافيا وعلماء النبات وعلماء الأحياء والكيميائيين، ودرسوا طبقات الرواسب التي يعود تاريخها إلى القرن التاسع عندما كانت تيكال مدينة مزدهرة.
وأخذ الباحثون عينات من الرواسب في 10 خزانات داخل المدينة وأجروا تحليلاً على الحمض النووي القديم الموجود في الطين الطبقي لـ4 منها.
وأظهرت الرواسب من الخزانات الأقرب لمعبد تيكال المركزي وقصره، أدلة على وجود طحالب سامة تسمى البكتيريا الزرقاء.
ويقول ديفيد لينتز، أستاذ العلوم البيولوجية بجامعة سينسيناتي، والمؤلف الرئيسي للدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة، إن استهلاك هذه المياه، خاصة خلال فترات الجفاف، كان سيجعل الناس يمرضون حتى لو تم غلي الماء.
ويضيف: "وجدنا نوعين من الطحالب الخضراء التي تنتج مواد كيميائية سامة، والشيء السيئ في هذه المواد هو أنها مقاومة للغليان، لقد جعلت الماء في هذه الخزانات سامة للشرب".
ويشير الحديث عن "مايا القديمة" إلى تاريخ أحد أهم ثقافات أمريكا الوسطى في زمن ما قبل كريستوفر كولومبوس، لأن لها إرثا علميا وفلكيا مشهودا ومهما على مستوى العالم، حيث أسهمت حضارتهم بالكثير من الميزات للحضارات الأخرى في وسط أمريكا بسبب التفاعل الكبير ونشر الثقافة التي اتسمت بها المنطقة.