التجارة والاستثمار بين الإمارات وروسيا.. سنوات القوة
على مدار 5 عقود شكلت العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية نموذجا يحتذى به في التعاون البناء والمثمر.
ويزور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات اليوم الثلاثاء، روسيا، ويلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووفقا لوكالة انباء الإمارات "وام" يبحث رئيس دولة الإمارات خلال الزيارة مع الرئيس بوتين علاقات الصداقة بين بلاده وروسيا، إلى جانب عدد من القضايا والتطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
في ديسمبر/كانون الأول من عام 2021، احتفت دولة الإمارات وروسيا الاتحادية، بمرور 50 عاما على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وسط طموحات نحو آفاق أرحب من أجل مستقبل مستدام ومزدهر.
الأرقام والمشروعات الاستثمارية والتجارية القائمة بين البلدين تؤكد حجم العلاقات والشراكة الاستراتيجية الشاملة في مجالات عدة، ما يضع روسيا ضمن قائمة أبرز الشركاء الاقتصاديين لدولة الإمارات.
خلال السنوات القليلة الماضية، شهدت العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية، قفزات كبير على مستوى الحجم، وأيضا على مستوى التنوع، وزادت مجالات التعاون بين البلدين، لتضم الفضاء والتكنولوجيا الحديثة والطاقة المتجددة والثورة الصناعية الرابعة.
ترتبط دولة الإمارات وروسيا الاتحادية بالعديد من الاستثمارات المميزة في عدة قطاعات، أبرزها البتروكيميائيات والأمن الغذائي والموانئ والطيران والصناعة و العقارات البنية التحتية.
دولة الإمارات العربية المتحدة تأتي كأكبر شريك تجاري في منطقة الخليج لروسيا الاتحادية، حيث استحوذت على 55% من إجمالي تجارة موسكو في المنطقة، وعلى المستوى العربي، تأتي دولة الإمارات في المرتبة الثانية، ضمن أهم الدول العربية في التجارة مع موسكو.
سجل حجم التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية، نحو 2 مليار دولار في الـ6 أشهر الأولى من العام 2021، وبلغت نسبة النمو مقارنة بالنصف الأول من 2020 نحو 80%.
على مستوى التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية، فقد سجل نحو 2.6 مليار دولار في عام 2020.
الأرقام الاقتصادية بين البلدين تزين العلاقات الاستراتيجية القائمة منذ أكثر من 50 عاما، حيث تأتي دولة الإمارات كوجهة أولى عربيا بالنسبة لاستثمارات موسكو.
وسجلت الاستثمارات الروسية في دولة الإمارات نحو 90% من إجمال استثمارات موسكو في الدول العربية، على الجهة الأخرى تأتي دولة الإمارات كأكبر مستثمر عربي في روسيا الاتحادية.
وسجلت الاستثمارات الأجنبية المباشرة بين دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية نحو 1.8 مليار دولار، بينما نمت الاستثمارات الأجنبية المباشرة لموسكو في دولة الإمارات بنسبة 13% في العام 2019 مقارنة بالعام 2018.
في عام 2018، تم الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وجمهورية روسيا، وهو ما يمثل نقلة نوعية وتطورا في مجالات التعاون بين البلدين.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2021 وضعت دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية، إطارا جديدا للتعاون الاقتصادي يشمل 12 مجالا.
وضمت القطاعات والمجالات، الخدمات المالية والمصرفية والجمارك والصناعة والابتكار والتعليم وحماية البيئة وإدارة الموارد الطبيعة والفضاء والتجارة والاستثمارات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام والثقافة والسياحة والرياضة والأمن الغذائي والزراعة، والثورة الصناعية الرابعة والطاقة والنقل والاقتصاد الدائري، وفقا لوكالة أنباء الإمارات.
وتمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية روسيا الاتحادية، قدرات تنموية ضخمة، وهو ما ساعد في تقدم العلاقات بين البلدين وسط تطلعات مستمرة من الجانبين برفع مستويات التعاون والتكامل الاقتصادي.
الأرقام تشير إلى أن حجم العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية تضاعفت 10 مرات مقارنة بعام 1997، عندما عقدت الدورة الأولى من اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية.
التعاون بين البلدين لا يتوقف، وسط رغبة كبيرة من الطرفين في تنمية مجالات التعاون وتنويعها، فهناك استثمارات إماراتية في 60 مشروعاً في روسيا، بينما يعمل في السوق الإماراتية نحو 4 آلاف شركة روسية.
تتسم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية بالمتانة والقوة، وسط حرص من البلدين على تطويرها وتنميتها لمواكبة التغيرات العالمية، وهو ما يزيد جسور التواصل الاقتصادي قوة وصلابة واستدامة، لتخدم في النهاية الرؤية المستقبلية للدولتين.