نائب رئيس شعبة الذهب في مصر: حروب التجارة أشعلت الأسعار عالميا والمستقبل رهن الهدنة

وسط تقلبات حادة بفعل الحروب والتوترات التجارية، يكشف المهندس لطفي منيب، نائب رئيس شعبة الذهب، لـ"العين الإخبارية" أسرار صعود الأسعار وتوقعاته للفترة المقبلة.
يشهد سوق الذهب العالمي حالة من التقلب المستمر بفعل التوترات السياسية والصراعات الاقتصادية والعسكرية بين القوى الكبرى، وتتأثر الأسعار بشكل مباشر بالأحداث العالمية.
في هذا الإطار، يوضح المهندس لطفي منيب، نائب رئيس الشعبة العامة للذهب والمصوغات بالاتحاد العام للغرف التجارية في مصر، لـ"العين الإخبارية" أبرز أسباب تذبذب أسعار الذهب خلال الفترة الأخيرة، ومدى تأثر السوق بالحروب التجارية والعسكرية، كما يتحدث عن جودة الذهب المصري وموقعه من المنافسة الدولية، ويقدم رؤيته لتوقعات الأسعار خلال المرحلة المقبلة.
- بديل الإيجار القديم مصر.. منصة إلكترونية لتلقي طلبات الحصول على شقة
- خطابات ترامب الجمركية.. قائمة 23 دولة تواجه رسوماً تصل إلى 50%
وإلى نص الحوار:
-ما أسباب تذبذب أسعار الذهب في الآونة الأخيرة؟
الذهب يمر حالياً بحالة من الترقب والهدوء النسبي، حيث يراقب العالم نتائج الهدنة التفاوضية بين الولايات المتحدة من جهة، والصين والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، حول التعريفات الجمركية والضريبية.
فمنذ بداية العام، لعبت الأحداث السياسية والاقتصادية دورًا حاسمًا في حركة الذهب، بداية من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم، وإشعال فتيل الحرب التجارية العالمية.
حيث فرضت واشنطن تعريفات جمركية وصلت إلى 145%، وردّت عليها الصين بضرائب بنسبة تصل إلى 125% ودول أخرى بالمثل، مما دفع أسعار الذهب للارتفاع من نحو 2600 دولار إلى أكثر من 3500 دولار للأوقية في الأسواق العالمية.
وعندما أعلنت الصين والولايات المتحدة تعليق الرسوم مؤقتاً لمدة ثلاثة أشهر، انخفضت الأسعار إلى نحو 3200 دولار.
لكن التطورات العسكرية مثل التصعيد بين إسرائيل وإيران أعادت الأسعار للارتفاع من جديد، لتستقر حالياً حول 3300 إلى 3350 دولاراً للأوقية.
-كيف أثرت الحروب سواء العسكرية أو التجارية على أسعار الذهب خلال السنوات الأخيرة؟
الحروب لعبت دوراً بالغ التأثير. لم تقتصر التأثيرات على الحروب العسكرية فقط، بل كانت الحرب التجارية أشد وقعًا على أسعار الذهب.
على سبيل المثال، الحرب الاقتصادية التي قادتها أمريكا ضد الصين والاتحاد الأوروبي، رفعت سعر الأوقية من 2600 إلى 3500 دولار، أي بنسبة زيادة تقارب 35%.
أما الحروب العسكرية، مثل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فقد أدت إلى ارتفاعات مؤقتة، لا سيما حينما شنت أوكرانيا ضربات في العمق الروسي.
كذلك، فإن الهجوم الإسرائيلي على إيران، وردّ طهران، كان لهما تأثير مباشر في رفع الأسعار مجددًا.
بالتالي، يمكن القول إن أي تصعيد سياسي أو عسكري يعيد الذهب إلى حالة الصعود، في حين أن أي هدنة أو تهدئة تؤدي إلى تراجعه.
-لماذا تختلف جودة الذهب المصري عن نظيره في بعض الدول الأخرى؟
في الحقيقة، الاختلاف لا يرتبط بالجودة الفنية بقدر ما يرتبط بالذوق العام، فكل منطقة في العالم لديها تفضيلات خاصة فيما يخص شكل ولون الذهب.
في مصر، خصوصًا في الأقاليم، يفضل الناس الذهب عيار 21 بلونه المعروف، ولا يحبذون الذهب عيار 18 أو الذهب الإيطالي اللامع.
أما في دول مثل الهند، فيُقبل الناس بشدة على الذهب المُصنَّع هناك، رغم أن بعض أشكاله قد لا تلقى رواجاً في السوق المصري.
نفس الأمر ينطبق على دول البحر المتوسط التي لها ذوق خاص في التصميمات.
بالتالي، لا يمكننا اعتبار اختلاف الذوق دليلاً على تدني الجودة.
على العكس، الذهب المصري يتمتع بجودة عالية، والدليل على ذلك أننا أصبحنا دولة مُصدِّرة للمشغولات الذهبية إلى دول الخليج، والبحر المتوسط، والأردن.
طالما أن منتجاتنا تلقى رواجًا خارجيًا، فهذا أكبر دليل على جودتها وتوافقها مع المعايير الدولية.
-في ظل هذا التصدير، هل أصبح الذهب المصري قادراً على منافسة الأسواق العالمية؟
نعم، بلا شك. جودة الصناعة المصرية شهدت تطوراً ملحوظاً، والدليل الواضح كان في المعارض الكبرى التي كشفت أن مصر أصبحت لاعباً حقيقياً في تصدير المشغولات.
اليوم، لدينا منتجات تُنافس بقوة، ويطلبها التجار في الخليج والأردن ودول المتوسط. وهذا لم يكن ليتحقق لولا مواكبة الصناع المصريين للذوق العالمي واهتمامهم بالجودة والتشطيب والتصميم.
-ما توقعاتك لأسعار الذهب في الفترة المقبلة؟
السوق حالياً في وضع ترقب، والأسعار مرهونة بتطورات الهدنة التجارية بين أمريكا وبقية القوى العالمية.
إذا انتهت الهدنة بإيجابية، فقد نشهد بعض الانخفاضات، أما إذا عادت التوترات، فسنرى ارتفاعات جديدة في الأسعار.
المؤشرات الحالية توحي بأن الأسواق متأهبة لأي مستجد، وأن الذهب سيظل أداة للتحوط ومخزنًا آمنًا للقيمة في ظل استمرار التوترات العالمية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTE1IA==
جزيرة ام اند امز