بالصور.. مأساة الـ93 قتيلاً تحول احتفالات العراقيين بعيد النوروز إلى مأتم
مصدر أمني في الموصل يشير إلى أن العبارة كانت تنقل حمولة أكثر من طاقتها، حيث تبلغ طاقتها نحو 100 شخص فيما كانت تقل نحو 200.
أعلنت الداخلية العراقية مقتل 93 شخصاً وإصابة 55، الخميس، إثر غرق عبارة تقل عائلات وسط نهر دجلة في مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق شمال البلاد.
وشاركت فرق الدفاع المدني والقوات الأمنية فضلاً عن متطوعين في انتشال جثث الضحايا الذين كانوا في طريقهم إلى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل للمشاركة في احتفالات عيد النوروز.
وشكلت حصيلة وفيات النساء ثم الأطفال الأعلى بين الضحايا، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة، فيما فُقد آخرون ولا يزال البحث جارياً عنهم إثر عمليات استنفار لجميع السلطات الطبية والأمنية.
وتحدثت بعثة الأمم المتحدة في العراق عن "مأساة رهيبة"، علماً بأن آخر حادث غرق يعود إلى مارس/آذار 2013، حين غرقت عبارة مطعم في نهر دجلة ببغداد ما أسفر عن 5 قتلى.
صور الضحايا
وعند الطبابة العدلية وسط المدينة، تجمع عشرات الأشخاص من نساء ورجال للبحث عن ذويهم، فيما قامت دائرة الصحة بتعليق صور الضحايا على جدران المبنى لإتاحة الفرصة لذوي الضحايا للتعرف عليهم.
وخيم الحزن على الجميع بانتظار معرفة مصير المفقودين من ذويهم.
وقال أحمد، عامل بأجر يومي، وهو يجلس على الأرض مع آخرين: "5 من عائلتي ما زالوا مفقودين، كانوا في العبارة في طريقهم إلى المدينة السياحية".
وحمل هذا الشاب "المسؤولين عن الجزيرة السياحية مسؤولية غرق العبارة".
وقال مصدر أمني في الموصل إن "العبارة كانت تنقل حمولة أكثر من طاقتها"، حيث تبلغ طاقتها نحو 100 شخص فيما كانت تقل نحو 200.
وكان الضحايا في طريقهم لعبور نهر دجلة للتوجه إلى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل، أحد المتنزهات، للمشاركة في احتفالات عيد النوروز، أو رأس السنة الكردية، وهو يوم إجازة رسمية في العراق.
وشملت عمليات البحث عدة كيلومترات في مجرى النهر في محاولة لإنقاذ آخرين جرفتهم المياه، وقامت قوات الأمن بقطع الطرق المؤدية إلى مجرى النهر بهدف السيطرة على الأوضاع هناك.
وقال أحد الناجين مكتفياً بذكر اسمه الأول محمد: "الحادثة كارثة لم نكن نتوقع حدوثها".
وتابع هذا الشاب الذي كانت ملابسه مبتلة تماماً أن "العبارة كانت تحمل عدداً يتجاوز طاقتها، أغلبهم نساء وأطفال".
ويأتي الحادث بعد يوم واحد من تنبيه وزارة الموارد المائية للمواطنين إلى ضرورة الانتباه إثر فتح بوابات سد الموصل (شمال المدينة) بسبب زيادة الخزين.
ونشر ناشطون صوراً ومشاهد للمأساة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الضحايا يدفعهم تيار نهر دجلة بسرعة فائقة، وصوراً أخرى لأطفال انتشلت جثثهم من النهر.
وأظهرت الصور عدداً من المتطوعين وهم يحاولون إنقاذ بعض الضحايا وبينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. ويعتبر هذا الحادث الأكثر مأساوية في العراق منذ سنوات طويلة.
من جانبه، أمر رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بفتح تحقيقٍ فوري وتسليمه النتائج خلال 24 ساعة لإظهار الحقيقة، وكشف هوية المتسببين، فيما طالب سياسيون بينهم رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي بـ"إعلان الحداد" في البلاد.
وأوعز وزير الصحة والبيئة الدكتور علاء الدين العلوان باستنفار وزارة الصحة في إقليم كردستان ودوائر الصحة في محافظتي كركوك وصلاح الدين، فضلاً عن كوادر دائرة صحة نينوى المتواجدة حالياً في مكان الحادث.
ويحتفل بعيد النوروز، ويعني "يوماً جديداً"، في 21 من مارس/آذار من العام الميلادي. ويعد أكبر الأعياد في إيران ولدى الأكراد خصوصاً في شمال العراق وأفغانستان وتركيا.