مأساة روسلانا.. الحرب تخطف من الأوكرانيات أعز ما يملكن (صور)
للحرب لغة لا ترحم ولا تترك أمرًا على حاله.. هكذا خطفت المعارك من المقاتلة الأوكرانية روسلانا أعز ما تملك.
حين انضمت روسلانا إلى القوات الأوكرانية لم يكن عمرها قد تجاوز الثمانية عشر عاما، لكنها تركت كل شيء وانضمت إلى الجيش في مواجهة العملية العسكرية الروسية التي انطلقت في 24 فبراير/شباط 2022.
بين آلاف الجنود الأوكرانيين وقفت روسلانا حسناء المظهر كعنصر جديد في سلاح الإشارة لتشهد على مدار أشهر ويلات الحرب والقتل الشرس.
فمع اليوم الأول من بدء المعارك، تطوعت روسلانا دانيلكينا في القوات المسلحة الأوكرانية حتى حصلت على موقع مجند اتصالات، وعملت في اتجاه زاباروجيا، قبل الانتقال لمنطقة خيرسون.
قصة روسلانا أصبحت مثالا يحتذى به لكل من فقد أطرافه في حرب دموية، وتناقلتها وزارة الدفاع الأوكرانية ووسائل إعلام بشكل موسع.
المصوران كونستانتين وفلادا ليبروف تحدثا عن قصة المجندة الأوكرانية الشابة بقولهما إنه في 10 فبراير/شباط الجاري، وأثناء قيامها بمهمة قتالية، تعرضت سيارة روسلانا لقصف بقذائف الهاون.
غابت الشابة الأوكرانية عن الوعي بعد تعرضها للإصابة بجروح خطيرة ولم تفق إلا وهي مستلقاة على سرير بأحد المستشفيات لكن الصدمة الأكبر بالنسبة لها كان فقدانها إحدى ساقيها.
روسلانا كتبت على حساباتها بالشبكات الاجتماعية كلمات مختصرة لكنها مؤلمة قائلة: "بعد أن نقلوني إلى المستشفى، قال الجراح: 10 ثوانٍ أخرى ولن ننقذها".
ثم مضت في تعليقها: "في الأيام الأولى، عندما عدت إلى وعيي بشكل كامل، لم أكن أريد أن أعيش.. كنت أخشى ألا يقبلني العالم وأن ينظر إلي كشخص معاق، ولن يحتاجني أحد.. لم أكن أعرف ماذا أفعل؟ وكيف يمكنني التغلب على هذا؟".
حاليا تخضع روسلانا للعلاج في أوديسا، بينما تتوالى عليها المساعدات المالية من أجل جمع مليوني هريفنيا أي ما يقارب (55 ألف دولار أمريكي) من أجل الحصول على طرف صناعي يمكنها من الجري والسباحة والتحرك.
أما المصوران كونستانتين وفلادا ليبروف فقد اختتما حديثهما عن الجندية الأوكرانية بقولهما: "قررت الفتاة القتال لتصبح مثالاً يحتذى به لكل من دخل هذه الحرب.. هناك الكثير من العمل في المستقبل.. إعادة التأهيل الثقيلة بالأطراف الصناعية.. لكن ليس لدينا شك في أنها لن تعجز.. ويمكن أن تصبح رمزا للصمود.. روسيا لم تكسرنا لعام كامل.. ولن تنكسر روسلانا أبدًا".
وبحلول عام 2023 وعد الرئيس الأوكراني شعبه بالنصر، في وقت تحولت فيه لهجة الكرملين إلى الحديث عن "الحرب" بدلا من "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
وبعد نحو 11 شهرا من المعارك بين روسيا وأوكرانيا، تراجع عدد الدبابات التي يستخدمها الجيش الأوكراني بسبب خسارة عدد منها، وخروج الكثير منها من الخدمة بسبب عدم توافر قطع الغيار الضرورية، لأن كل الأسلحة التي يستخدمها الجنود الأوكران هي من مخلفات المرحلة السوفياتية، وروسيا هي المصدر الوحيد لقطع الغيار.
وفي فبراير/شباط 2023 بدأت روسيا، وفقا لحلف الناتو، هجومها الكبير، حيث استولت على ضواحي مدينة باخموت، وبدأ الناتو يتعرض أيضا لضغوط متزايدة لتسريع تسليم الأسلحة لأوكرانيا، التي بدأت مخزوناتها من الذخيرة في النفاد.
وفي أواخر يناير/كانون الأول 2023 شهدت الحرب منعطفا جديدا عندما أعلنت دول غربية عن إرسال دبابات إلى أوكرانيا، وفي مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة التي أعلنت اعتزامها إرسال عشرات دبابات أبرامز الشهيرة، إضافة لموافقة ألمانيا على إرسال دبابات ليوبارد، وكذلك بريطانيا التي أعلنت اعتزامها إرسال دباباتها الحديثة من طراز تشالنجر2 إلى أوكرانيا.
aXA6IDE4LjExNy43MS4yMTMg جزيرة ام اند امز