رغم مآساة الحرب.. ريم اليمينة تقود ثورة لكن في الذكاء الاصطناعي
فتاة يمنية انتصرت على ولايات حرب مليشيات الحوثي، وتخصصت في مجال الذكاء الاصطناعي وإنتاج الروبوتات.
ورغم أن الذكاء الاصطناعي، واختراع الروبوتات.. مجالات يرى كثيرون صعوبة ازدهارها في اليمن، الذي مزقته حرب المليشيات الحوثية، وجعلت أكبر هموم ساكنيه الاستقرار والأمان.
ومن الطبيعي أن تبدو قطاعات كالذكاء الاصطناعي، واختراع الروبوتات، بل وحتى المنافسة في مسابقاتٍ عربية وإقليمية، بعيدةً عن متناول الشباب اليمني، بفعل ظروف الحرب وتداعياتها القاسية.
غير أن شيئًا من ذلك لم يحدث، حيث ازدهرت بالفعل مجالات علمية وابتكارية حديثة في اليمن مؤخرًا، كأحد النجاحات المحسوبة على قوة إرادة اليمنيين، وتغلبهم على تبعات الحرب.
واللافت في الأمر أن من يقود ريادة هذا المجال، هي فتاة يمنيةٌ شابة، تخصصت في مجال الذكاء الاصطناعي وإنتاج الروبوتات، كأول فتاة تخوض غمار هذا الشأن، على مستوى اليمن.
رئيسة قسم الذكاء الاصطناعي
ريم حميد، الشابة اليمنية، لم تكتفِ باقتحام هذا المجال العصري، بل تميزت على أقرانها وتفردت، واستمرت بتطوير قدراتها، حتى باتت رئيسة قسم الذكاء الاصطناعي بوزارة التربية والتعليم اليمنية.
وقالت حميد في تصريحات لـ "العين الإخبارية"، إنها شاركتُ في العديد من المسابقات العربية والعالمية، وحققتُ مراكز متقدمة من خلال ابتكاراتها في مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي، وشرّفت اليمن في المحافل الخارجية.
مسابقات عربية
وتؤمن ريم بضرورة توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في خدمة المجتمع، وعدم فصله عن بيئته، وهو ما تقوم به من خلال مساعدة طلبة الأقسام العلمية والتكنولوجية في كليات الهندسة بجامعة عدن والجامعات الأهلية الأخرى، في تقديم مشاريع تخرج تخدم المجتمع.
ولم تقف طموحات ريم ومبادراتها عند هذا الحد، بل أصرت على نقل نجاحاتها إلى غيرها، لتوسيع ونشر نطاق هذا المجال التكنولوجي، عبر تدريب العديد من الفرق الطلابية في مجال إنتاج الروبوتات.
وحازت مشاريع الطلبة التي أشرفت عليها ريم على مراكز متقدمة في مسابقات عربية.
واستطاعت المجاميع الطلابية التي أشرفت عليها الشابة ريم حميد، خلال عامي 2013 و 2014 من المشاركة في مسابقات عربية ومحلية، تحصلت على مراكز متقدمة، ومثلت نقلة نوعية وإيجابية لتوسيع هذا المجال الهام.
المناهج التعليمية
وبحكم أنها تشغل رئاسة قسم الذكاء الاصطناعي بوزارة التربية والتعليم في اليمن، تسعى ريم إلى إدخال هذا العلم في المناهج التعليمية، بشكل مدروس ومنظم؛ لاستثمار هذا القطاع وتوجيهه لخدمة المجتمع.
وتضيف حميد: "هناك توجه متنامٍ للاهتمام بالروبوت ومسابقاته ومعارضه، وحاليًا أشرف على مشاريع كثيرة، تستعد للمشاركة في مسابقات عربية ودولية، كما أقوم بتنفيذ ورش وبرامج علمية لدمج التكنولوجيا مع التعليم".
ولفتت ريم إلى إشرافها على مجموعة طلابية شاركت خلال عام 2018 في البطولة العربية للروبوتات والذكاء الاصطناعي، بجمهورية مصر العربية، وحققت المجموعة المركز الثاني، عن تقديمها مشروعًا لنموذج مصغر يحاكي مصنعًا لإعادة تدوير الأوراق التالفة.
نجاحات ريم، أهّلتها لتصبح أول امرأة يمنية يتم اختيارها للمشاركة في لجنة التحكيم الخاصة بمسابقات الروبوتات العربية.
ما حققته ريم، ومثيلاتها من اليمنيات واليمنيين، يؤكد أن الحرب لا يمكن أن تهزم إراداتهم، أو أن تستأصل روح الإبداع والابتكار في نفوسهم، بل يبدو أن الحرب زادت تلك الإرادة اتقادًا واشتعالاً.