قطار انقلابات 2021.. زيارة خاطفة لآسيا ورحلة تقليدية بأفريقيا
انطلق قطار الانقلابات مبكرا في 2021 فغادر أولى محطاته أوائل العام من أفريقيا قبل أن يعرج إلى آسيا في زيارة خاطفة محطما رقمه في عقد.
ومنذ تأسس الجمهوريات الأفريقية، واستقلالها عن المستعمرات الأوروبية، في خمسينيات القرن الماضي، شهدت هذه البلدان، أكثر من 200 انقلاب؛ كتب لنصفها النجاح.
ومع تغير طفيف واصل قطار الانقلابات رحلته التقليدية في أفريقيا، إلا أنه استهل رحلته نجاحه من آسيا هذه المرة وبالتحديد من ميانمار ليقطع هناك عقدا من التجربة الديمقراطية قبل أن يعود للقارة السمراء التي طالما سلك دروبها؛ متوقفا في غينيا بعد أن مر عبر أفريقيا الوسطى، والنيجر، ومالي.
وفيما يلي تعرض "العين الإخبارية" أبرز الانقلابات عام 2021:
ميانمار:
في الأول من فبراير/شباط، أوقفت زعيمة ميانمار أونج سان سوكي في انقلاب أنهى التجربة الديمقراطية التي استمرت عقدا في البلاد.
وقتل أكثر من 1200 شخص وتم توقيف الآلاف أثناء قمع الاحتجاجات الحاشدة ضد المجموعة العسكرية الحاكمة، وقضت محكمة بسجن سوكي 4 سنوات في اتهامات بالتحريض وانتهاكات لقانون الكوارث الطبيعية.
المحاكمة التي ندد بها كثيرون باعتبارها "مسيّسة"، قضت بنفس العقوبة على الرئيس المخلوع وين مينت، وذلك في أول حكم يصدر بحق الزعيمين السابقين اللذين قدما للمحاكمة بعد استيلاء الجيش على السلطة.
أفريقيا الوسطى:
في مطلع العام الجاري أعلنت حكومة أفريقيا الوسطى، أن جماعات مسلحة حاولت الإطاحة بالرئيس، المعاد انتخابه حديثا حينها؛ فوستين أرشانج تواديرا، وفرضت حالة طوارئ لمدة 15 يوما، بدءا من 21 يناير/كانون الثاني، وحتى 4 فبراير/ شباط.
غير أن السلطات في أفريقيا الوسطى أحبطت محاولة الانقلاب.
النيجر:
لم يرق التغيير السلس الذي حدث في رأس السلطة بالنيجر في مارس/آذار الماضي، فيما يبدو لبعض المجموعات، داخل الجيش؛ فحاول بعض عناصر المؤسسة العسكرية فرض التغيير بالقوة.
لكن الجيش النيجيري أحبط المحاولة، بعد وقوع إطلاق نار غير بعيد عن القصر الرئاسي؛ الذي انتقل إليه الرئيس الجديد محمد بازوم؛ خلفا لسلفه المنتهية ولايته محمد يوسوفو.
مالي:
لم يرق للعميد أسيمي جويتا الذي قاد العام الماضي انقلابا على الرئيس إبراهيم أمادو كيتا، أسلوب الرئيس الانتقالي باه نداو ورئيس وزرائه مختار وان، فجرد الاثنين من كل صلاحياتهما، في مايو/ أيار الماضي، وأعلن نفسه رئيسا جديدا للبلاد.
غينيا:
في 5 سبتمبر/ أيلول أطاح انقلاب عسكري بالرئيس ألفا كوندي بعدما تمت إعادة انتخابه في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 لولاية ثالثة مثيرة للجدل.
ووعد الانقلابيون بقيادة الكولونيل مامادي دومبويا بإجراء "مشاورات" وطنية بهدف تحقيق انتقال سياسي يوكل إلى "حكومة وحدة وطنية".
بانقلاب غينيا يكون العام الجاري شهد 5 محاولات انقلابية تراوحت بين الفشل والنجاح، إلا أن اللافت للنظر هذا العام، أن قطار الانقلابات لم يتوقف في أفريقيا فقط، بل وصل إلى آسيا.
ومع تزايد محاولات الانقلاب في الكثير من الدول العالم، سلط "المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية" الضوء على الظاهرة حيث حذر في تقرير أصدره في 2021 من أن عدد الدول التي تنزلق نحو الاستبداد يتنامى.
وعزا المعهد، وهو منظمة دولية على مستوى الحكومات في تقريره ذلك الاتجاه إلى السياسات الشعبوية، واستخدام قيود جائحة كوفيد-19 لإسكات المنتقدين، ونزوع دول لتقليد السلوك المناهض للديمقراطية الذي تنتهجه دول أخرى، واستخدام التضليل الإعلامي لتقسيم المجتمعات.
وقال المعهد في دراسته لعام 2021 عن حالة الديمقراطية اعتمادا على بيانات تم جمعها منذ 1975 "تعاني دول أكثر من ذي قبل من تآكل الديمقراطية".
وأضاف أن "عدد الدول التي تعاني من "تراجع ديمقراطي" لم يكن بهذا الارتفاع قط"، في إشارة إلى الانحدار في مجالات من بينها الضوابط المفروضة على الحكومة واستقلال القضاء بالإضافة إلى حرية الإعلام وحقوق الإنسان.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMTg3IA== جزيرة ام اند امز