سياسيون: لا نستبعد نقل ترامب السفارة للقدس.. وهذا مقترحه لعاصمة فلسطين
قياديان من حركة فتح لم يستبعدا نقل السفارة الأمريكية للقدس، داعيان للتكاتف ضد الأفكار الأمريكية التي تقترح عاصمة لفلسطين
لطالما كانت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول عزمه نقل سفارة بلاده إلى القدس مصدر قلق وإزعاج لدى المسؤولين الفلسطينيين والعرب، لما يترتب على تلك الخطوة من احتمالية نسف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية.
ترامب منذ أن كان مرشحًا لرئاسة البيت الأبيض لم يتورع عن إعلان تصريحاته تلك على الملأ، مشيرا إلى أن عملية نقل السفارة للقدس ستكون من أولوياته، لكنه ومع مرور قرابة عام على توليه منصبه لم يأخذ خطوة مباشرة على ذلك الصعيد.
وبين الحين والآخر، تخفت التصريحات الأمريكية حول نقل السفارة ثم تعود لتُثار مرة أخرى، الأمر الذي يفسره مراقبون بأنه جس نبض أمريكي للفلسطينيين والإسرائيليين أو ربما عزم أمريكي جاد تمهد له واشنطن حتى لا يكون مفاجئا.
وقال جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي وصهره، أمس، إن ترامب ما زال يدرس قضية نقل سفارة بلاده إلى القدس، وإنه "لم يتخذ بعد قراره".
وتأتي تصريحات كوشنر بعد أيام قليلة من إفادة وكالة "رويترز" للأنباء بأن مسؤولا كبيرا في الإدارة الأمريكية قال إنه يتوقع أن يقوم ترامب خلال كلمته الأربعاء بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وكذلك بعد حديث مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي عن أن ترامب "يفكر فعلا" في نقل السفارة.
عدم استبعاد نقل السفارة
وفي هذا السياق، يقول أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، إنه لا يستبعد أن يقدم ترامب على خطوة نقل سفارة بلاده إلى القدس، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي مختلفا عن سابقيه، ويحاول أن يبدو وكأنه ينفذ كل وعوده الانتخابية.
الرقب أوضح أنه يستند في استنتاجه هذا إلى عدة معطيات، أولها رؤية ترامب نفسها للقضية الفلسطينية التي يصيغها له مستشاره وصهره اليهودي جاريد كوشنر وسفيره بتل أبيب ديفيد فريدمان المؤيد لإسرائيل.
وعن ثاني المعطيات، أشار الرقب إلى الوضع العربي المتأزم والفوضوي عقب أحداث الربيع العربي، ومن ثم فاحتمال نقل السفارة هو أكبر من احتمال التراجع عنه، بحسب الرقب.
وأوضح القيادي بحركة فتح، في تصريحاته لبوابة "العين" الإخبارية أن الصحف العبرية تحدثت عن المقترح الذي تطرحه أمريكا على المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين والذي يقوم على تقسيم مدينة القدس إلى ثلاث مدن.
المدينة الأولى هي "القدس الغربية مع بعض التعديلات مثل إضافة حائط البراق" بحيث تكون عاصمة لإسرائيل، والثانية هي "جزء من القدس الشرقية مع إضافة بعض المخيمات والبلدات" وتكون عاصمة فلسطين.
في حين تشمل المدينة الثالثة "الحرم القدسي وبعض المناطق المجاورة" وتكون تحت وصاية فلسطينية وإسرائيلية وأردنية، بحسب الرقب الذي شدد على رفض رام الله لذلك، داعيا لعدم التنازل عن أي جزء من الضفة الشرقية.
بدوره، يقول السفير حازم أبو شنب، القيادي بحركة فتح، إنه ينبغي التعامل مع تصريحات ترامب حول نقل السفارة للقدس بجدية حتى وإن كانت بغرض التلميح.
ودعا القيادي بحركة فتح، في حديثه لبوابة "العين"، الدول العربية والإسلامية وأيضا التجمعات المسيحية للضغط للحيلولة دون تلك الخطوة الأمريكية التي تتجاهل الحقوق الدينية والتاريخية للمسلمين والمسيحيين في مدينة القدس المقدسة.
وأوضح أبو شنب أن الفلسطينيين لن يقفوا صامتين إزاء تلك الخطوة الأمريكية، مذكرا برد الفعل الشعبي الفلسطيني حينما "حاولت سلطات الاحتلال تغيير الوضعية القانونية للمسجد الأقصى عبر وضع بوابات إلكترونية لإظهار سلطة احتلالية على هذه الأرض، وهو ما رفضه الفلسطينيون بشدة".
وتساءل أبو شنب "ماذا سيقدم العرب والمسلمون لثني ترامب عن نقل السفارة؟"
قرار مُجمد
ويستند الرئيس الأمريكي في قراره بنقل السفارة على قانون "سفارة القدس" الذي أقره الكونجرس الأمريكي عام 1995، ويقضي بذلك.
وخوفا من استفزاز العرب والمسلمين، يوقع الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون مذكرة تنازل عن تنفيذ ذلك القانون، ووقع ترامب بالفعل هذا التنازل مرة واحدة: حيث يتم التوقيع عليه كل ستة أشهر.
ويتوقع ان يعلن ترامب خلال خطاب الأربعاء المقبل موقفه: هل يوقع مذكرة التنازل بما يعني السير على خطى سابقيه، أم يعلن القدس عاصمة لإسرائيل، وهو ما يعني تفعيل قانون 1995؟
واستولت تل أبيب على القدس الغربية عام 1948، ومددت سيطرتها لتشمل مدينة القدس بشرقها وغربها عقب نكسة يونيو/حزيران 1967. وترغب إسرائيل في أن تكون مدينة القدس بأكملها عاصمة لها مخالفة بذلك القوانين الدولية التي لا تعترف بسيطرتها على المدينة المقدسة.
محاولة درء الخطر
إزاء تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن عزم ترامب حول نقل السفار، تحاول الأطراف الفلسطينية تدارك الأمر، سواء من خلال محاولة مناشدة المنظمات الإقليمية والدولية، أو بالتسريع من حلحلة ملف التصالح بينهما.
وأعلنت حركة "حماس"، أمس أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تهاتف مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، واتفقا على اتخاذ قرارات مهمة في حال نقلت واشنطن سفارتها إلى القدس.
وأجرى كل من عباس وهنية سلسلة من الاتصالات مع القادة والزعماء الإقليمين والدوليين لبحث تداعيات تلك الخطوة الأمريكية حال تم الإقدام عليها.
ودعت الخارجية الفلسطينية لعقد اجتماع طارئ لمندوبي الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لبحث القضية ذاتها.
وتلقى خطوة ترامب بنقل السفارة رفضا عربيا وإسلاميا وأوروبيا، حسب التصريحات الرسمية للمنظمات الممثلة لهذه الدول، وذلك لما في الخطوة الأمريكية من تعارض مع القوانين الدولية وقرارات منظمة الأمم المتحدة التي تعتبر القدس تحت الوصاية الدولية.