مقدم برنامج "دروب" يكشف لـ"العين الإخبارية" كواليس الترحال عبر العالم
"العين الإخبارية" تحاور الإعلامي الإماراتي علي آل سلوم حول أسرار وكواليس جولاته الاستكشافية للثقافات والحضارات حول العالم.
لم يكن يدري الإعلامي الإماراتي علي آل سلوم، ابن الصحراء وسليل البحر أن نشأته وسط كثبان الرمال الناعمة التي أضفت ثقافتها الخاصة عليه، وزرقة مياه الخليج وعمقها واحتضانها لأسرار وأساطير العالم، سوف تثقله وتنمي من إدراكه ووعيه، ليصبح ذلك الرحالة الذي يجوب ويصول مختلف بلدان العالم، لينقل ويرصد عبر برنامجه التلفزيوني "دروب" بنسخته الـ6، عادات وتقاليد أغرب شعوب الأرض.
"العين الإخبارية" حاورت خبير التبادل الثقافي والتواصل الحضاري، الإعلامي الإماراتي علي آل سلوم الذي استهل حديثه بالقول: "(دروب) حلمي وهدفي الذي نجح في أن يحتفي بالإنسان أينما كان، ليؤمن بالتواصل البشري والثقافي في مواجهة سيطرة الآلة على حياة البشر".
هكذا يتحدث آل سلوم بشجن وهدوء عن رسالته الإنسانية الثقافية التي يحملها على عاتقيه عبر قالب السياحة والسفر، وفي كل حلقة يزور طاقم العمل المكون من 4 إلى 7 أشخاص، بلداً أو منطقة أو ظاهرة في العالم لتقديم القصص الغريبة وربطها بالإلهام وقدرة الفرد أو المجتمع على التغيير ضمن نطاق من المُثل الأخلاقية والحضارية.
رسالة يصفها آل سلوم: "إنها تمثل التفاعل الإنساني مع الآخرين من الجنسيات كلها، وتقوم بتعزيز الأخلاق الحميدة في النفوس، وتوطيد العلاقة مع الشعوب الأخرى، خاصةً إذا ما تخطينا مرحلة التأثر العاطفي، إلى الإنجاز والفعل والمساعدة الصادقة".
الصحراء هويتنا والبحر ثقافتنا
ويعود آل سلوم بذاكرته للوراء، ليستسلم لرمال معشوقته الصحراء، ويغوص في أعماق الخليج، عندما يستعيد نشأته، فيصف البيئة الصحراوية بالمكون الأساسي للحياة، ورحلات البر بجزء من الهوية الوطنية، وعن رحلاته مع والده التي شكلت وجدانه يقول: "هكذا ترسخ فن الترحال والسفر في ذاكرتي، كان للجميع أدوار يقومون بها، وعلى عاتقي كانت تقع مسؤولية الفحم، وأذكر جيداً أن جدتي رحمها الله كانت تقول لا ترموا بقايا الفحم، وتطلب مني الاحتفاظ بالرماد المتبقي وتعبئته في كيس، حيث يستخدم كسماد لشجر الموز".
ويصمت آل سلوم وربما تستطيع أن تشم رائحة مياه الخليج تحاوط الأجواء، ولا يفاجئك عندما يتحدث عن البحر الذي يعتبره شاهداً على التاريخ، قائلاً: "كثيراً ما ذهبت برفقة والدي رحمه الله لنصطاد ونستخرج بعض المحار، وعندما نأكل (الخرط) الموجود داخل المحار، وننوي رميه، كان والدي يرفض ويطلب منا الاحتفاظ بها لاستخدامها بطريقة معينة كسماد لشجر النخيل، كل تلك الذكريات حاوطتني ولازمتني بل أنها ساهمت في تكوين شخصيتي وذاتي، ودفعتني دفعاً إلى خوض غمار العالم واقتحام أسراره ونقلها إلى الجمهور".
"إسأل علي" محطة لا تنسى في مشوار المغامرات
وينتقل آل سلوم بذاكرته إلى محطة جديدة من مشوار ترحاله ومغامراته ليتحدث عن دراسته في تخصص الفندقة والسياحة في أمريكا، عندما قرر البحث عن الأفكار الإبداعية في مجال السياحة والتعريف بالإمارات، حتى أنشأ موقعه الإلكتروني الخاص.
ويتحدث آل سلوم عن تلك المحطة قائلا: أنشأت العلامة الخاصة بي، وهي "اسأل علي"، وحرصت على تعريف الأجانب ببلدي وهويته وثقافته وحضارته، وطرحت كتباً بيع منها آلاف النسخ على مستوى العالم، ثم جاءت فكرة أن أنقل هذه الخدمات بطريقة مرئية، ومن هنا انطلق برنامج "دروب" الذي يقوم على فكرة السفر والتواصل المباشر مع البشر من كل أنحاء العالم، ولكننا نركز على الثقافات والعادات بين الشعوب، حيث نقوم برصدها وتعريف الآخرين بها.
وجهات لم تصلها الكاميرات من قبل
ولا تزال جعبة مقدم برنامج "دروب" مليئة بالأحداث والمغامرات والذكريات، وعندما سألناه عن أهم الأماكن التي زارها مع فريق عمله التي انطبعت في ذاكرتهم، صمت طويلاً فيبدو أن البقع التي وقعت عليها أقدامهم في مختلف بلدان العالم كثيرة، وعلى حد وصفه لا تحصى-والكلام على لسان آل سلوم- "دروب" استطاع أن يصل إلى وجهات عدة وبعيدة، بعضها لم تصل إليه كاميرات تلفزيون من قبل، ولم تذكر في كل الموسوعات العالمية المعنية، ومن خلاله استطعنا أن نلتقي بقبائل وأعراق بعيدة تماماً عن كل ما يدور في العالم، من بينها منطقة تسمى "عش الغوران"، تسكنها قبيلة كانت لأول مرة ترى عربياً، فاستقبلونا استقبالاً حاراً، بوصفنا القادمين من "أرض العرب".
وأضاف: "أيضاً لا يمكن أن أنسى رحلتنا إلى دول أمريكا الجنوبية باعتبارها واحدة من الدروب الصعبة التي تم التصوير فيها حيث كانت لنا فلسفة خاصة في هذه الرحلة، بالمضي على خطى رحلة كولومبس، لنثبت أننا كعرب كنا قبله هناك، وخلال هذه الرحلة ركبنا 14 طائرة في حدود 20 يوماً بمعدل طائرة كل يوم ونصف اليوم، مع العلم بأن محترفي الطيران، من طيارين ومضيفين لا يسمح لهم بالسفر أكثر من 3 أيام متتالية".
وختم آل سلوم حديثه لـ"العين الإخبارية" بالقول: "(دروب) برنامج اجتماعي يتخذ من التبادل المعرفي والثقافي الحضاري منهجاً، حيث يقدم المحتوى المفيد والمؤثر، الذي يحمل الفوائد الحقيقية والدروس والعبر التي يمكن أن يستسقيها المشاهد، والأهم هو اعتمادنا على التشويق والإثارة والغرابة والإلهام".