أمل جديد لعلاج الربو والانسداد الرئوي.. نتائج واعدة
ابتكر فريق من العلماء مركباً يمنع إنتاج مكونات البلغم الرئيسية في رئتي الإنسان والممرات التنفسية العليا.
ويسمح ذلك باستخدامه كدواء لعلاج مرضى الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
وقال البروفيسور بارتون ديكي من جامعة تكساس في هيوستن "إن تراكم البلغم في الممرات الهوائية، يشكل خطورة على حياة المصابين بمختلف أمراض الرئة، لأن المخاط يمنع حركة الهواء، علاوة على أنه يسبب السعال واضطراب في عمل الجهاز التنفسي، والأدوية المستخدمة تكبح فقط الالتهاب أو تخفف كثافة البلغم، ولكنها لا تمنع نشوءه".
وتمكن البروفيسور ديكي وفريقه العلمي من ابتكار مادة تسمح بتخفيف حالة المرضى، لأن رئاتهم ستنتج كمية أقل من "الموسين" المادة العضوية، إحدى المكونات الأساسية للبلغم.
واستخدم الفريق العلمي سلسلة طويلة من الجينات للحصول على هذه المادة، وبعض هذه الجينات مسؤولة عن إنتاج المكونات السكرية والبروتين للبلغم، والبعض الآخر مسؤول عن دمجها مع بعضها البعض وإطلاق الموسين النهائي في الممرات الهوائية، وفقاً لشبكة "روسيا اليوم" الإخبارية.
وقبل سنوات، اكتشف العلماء أن بروتين "SNARE" المركب، المسؤول عن التقاط وطرد الفقاعات المحتوية على جزيئات الموسين إلى خارج خلايا الرئة، يلعب دوراً رئيسياً في عملية تجميع الموسين.
وحفزهم هذا الاكتشاف على التفكير في كيفية كبح نشاط "SNARE"، بحيث لن تنتج خلايا الرئتين الموسين.
ومن أجل ذلك، درسوا نموذجاً مجسماً لبنية "SNARE" وتابعوا كيفية تغير شكله، ومع أي جزيئات يتفاعل خلال إنتاج البلغم.
ووجد الباحثون أن الجزيء "Syt2" البروتيني هو المسؤول عن ربط الفقاعات مع جزيئات الموسين.
وأعد الفريق العلمي مجموعة جزيئات قصيرة قادرة على الترابط بجزيء "Syt2" وحجب نشاطه.
وأظهرت نتائج التجارب أن سلسلة أطلق عليها "SP9" كبحت تقريباً بصورة كاملة إنتاج البلغم في خلايا الرئة المزروعة.
وأكدت نتائج اختبار هذا المركب على الفئران المخبرية، فعاليته العالية، لذلك يخطط الفريق العلمي لاختباره على نطاق أوسع على الحيوانات قبل مرحلة الاختبارات السريرية.
ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي 260 مليون شخص في العالم من الربو، بمن فيهم الأطفال وكبار السن.
كما أن 15% من سكان الأرض يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن، وضيق الممرات التنفسية الناجم عن تلف أنسجة الرئة بسبب تلوث الهواء والتدخين.