علاج للاكتئاب من لحاء شجرة أفريقية.. ما مدى كفاءته؟ (خاص)
أظهرت الأدوية المخدرة مثل عقار " إم دي إم إيه" و"السيلوسيبين" نتائج واعدة في إحداث ثورة في العلاجات النفسية.
وفي تجربة صغيرة شارك فيها قدامى المحاربين العسكريين بأمريكا، أظهر عقار "الإيبوجين" الأقل شهرة، قدرة لا تقل عنهما في علاج اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب، حيث أبلغ المحاربون القدامى عن انخفاض بنسبة تزيد على 80% في أعراض هذه الأمراض بعد نحو شهر واحد من العلاج به.
وافتقرت التجربة التي تم إعلان تفاصيلها في دورية "نيتشر ميدسين" إلى مجموعة مراقبة، ولكن تم وصف التأثيرات الملحوظة للإيبوجين، المشتق من لحاء شجرة أفريقية، بأنها واسعة النطاق ومثيرة ومتسقة من قبل الباحثين.
وتُعرف الشجرة الأفريقية التي يُستخرج منها عقار الإيبوجين باسم "تابيرنانثي إيبوغا"، وموطنها الأصلي أفريقيا الوسطى.
وعلى الرغم من النتائج الواعدة لهذا العقار يشير بعض الخبراء إلى أن عقار "إم دي إم إيه" و"السيلوسيبين"، الموجودين بالفعل في المرحلة الأخيرة من التجارب، قد يكونان خيارين أكثر قابلية للتطبيق لتلبية احتياجات المجتمع بسبب اختباراتهما المتقدمة وخصائص السلامة الخاصة بهما، ولكن الفعالية المحدودة للعلاجات الحالية لحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب، تترك حاجة ملحة لتدخلات جديدة، مما دفع الباحثين لاستكشاف إمكانات "الإيبوجين".
وتابع الباحثون، بقيادة نولان ويليامز من جامعة ستانفورد الأمريكية، 30 من قدامى المحاربين الأمريكيين المصابين بإصابات الدماغ الرضية الذين سعوا طوعا للحصول على علاج بالإيبوجين، وبعد العلاج لوحظ انخفاض كبير في أعراض اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق، إلى جانب تحسن في الأداء اليومي.
وتهدف الدراسة إلى استكشاف الفوائد طويلة المدى للعلاج بالإيبوجين وتستخدم التصوير العصبي والمؤشرات الحيوية لفهم آلياته.
وتشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن الإيبوجين قد يحفز إعادة فتح مؤقت لفترة حرجة في نمو الدماغ، مما يجعل الجهاز العصبي أكثر قدرة على التكيف، مما قد يسهم في آثاره العلاجية.
وفي حين تعرض الدراسة نتائج واعدة، إلا أن خالد خيري، أستاذ علوم الأدوية بجامعة طنطا المصرية، يؤكد أنه من الضروري إجراء المزيد من التجارب الصارمة لتحديد سلامة وفعالية الإيبوجين في علاج إصابات الدماغ المؤلمة والحالات ذات الصلة.
ويقول خيري لـ"العين الإخبارية": "يجب إجراء تجربة أكبر وأكثر تحكما، للتأكد من أن الفوائد المرصودة في الدراسة قابلة للتكرار عبر التركيبة السكانية المختلفة، كذلك يجب مقارنة فعالية الدواء بالعلاجات المثبتة للأعراض المرتبطة بإصابات الدماغ المؤلمة، وهل يمكن أن يتجاوز أو يكمل العلاجات الحالية لحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب".
ويوضح أنه يجب أيضا معرفة "آلية العمل"، لتحديد كيف يعمل الدواء في تخفيف أعراض إصابات الدماغ الرضية، وما هي الآليات العصبية الحيوية المحددة التي تسهم في آثاره الملحوظة.
ويضيف "كذلك يجب وصف بروتوكولات العلاج المناسبة، من حيث الجرعات المثالية وفترات العلاج والعلاجات المساعدة لتعظيم الإمكانات العلاجية للدواء مع تقليل المخاطر المحتملة".
aXA6IDMuMTM1LjIwMi4zOCA= جزيرة ام اند امز