خبراء في منتدى تريندز: تفكيك جذور التطرف يتطلب رؤى تربوية وثقافية شاملة

أكد خبراء وباحثون دوليون أن فهم الجذور الفكرية والتنظيمية للتطرف بات ضرورة ملحة، ليس فقط لتفكيك خطاب العنف بل أيضا لبناء استراتيجيات وقائية تستند إلى الديمقراطية والتربية والتكامل المجتمعي.
جاء ذلك في جلسة تم تنظيمها ضمن أعمال المنتدى السنوي الخامس حول الإسلام السياسي، الذي ينظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات تحت عنوان: "مشتركات العنف: مقاربات حديثة لأنماط التطرّف المؤدلج"، في أبوظبي.
شارك في الجلسة نخبة من الأكاديميين والخبراء، حيث استعرض البروفيسور أليساندرو فيراري، أستاذ قوانين الدولة والأديان والقانون المقارن للأديان بجامعة إنسوبريا في إيطاليا، مفهوم "الديمقراطية المناضلة" كآلية للتصدي لأعداء الديمقراطية دون المساس بحرية الدين، مقدماً التجربة الإيطالية كنموذج للتوازن بين حماية النظام العام وصون التعددية الدينية.
من جانبه، شدد الدكتور رضوان السيد، عميد كلية الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، على أن المتطرفين يوظفون الأيديولوجيا باعتبارها أصلا لتغيير الواقع، داعياً إلى قراءة جديدة للتاريخ وتعزيز الدولة الحديثة كضرورة وطنية.
أما الدكتور وائل صالح، مستشار شؤون الإسلام السياسي والتطرف في مركز تريندز، فقد أكد أن الدراسات التقليدية تركز غالبا على الفروقات بين الجماعات المتطرفة وتغفل المشتركات بينها.
وأشار إلى أن العنف المؤدلج يمثل خيارا بنيويا مشتركا بين الإسلاموية واليمين المتطرف واليسار الراديكالي، في ظل ذهنية مغلقة ورؤية ثنائية للعالم. ودعا إلى تفكيك الأفكار المؤسسة للتطرف وتطوير استراتيجيات تربوية وثقافية تعزز قيم التعدد والنقد والمواطنة.
كما تناول البروفيسور باتريس برودور من جامعة مونتريال أهمية تكامل الجهود السياسية والدينية والتعليمية والمجتمعية في مواجهة التطرف، بينما قدمت الدكتورة أورلا لينش من جامعة كوليدج كورك – عبر الفيديو – تحليلات حول دوافع الانضمام إلى الجماعات المتطرفة وطرق التعامل مع الجمهور المستهدف.
وخلصت الجلسة إلى أن التصدي لظاهرة التطرف يتطلب نهجا متعدد الأبعاد يوازن بين البعد الفكري والتربوي، والسياسي والمجتمعي، لضمان حماية القيم الإنسانية والديمقراطية.
وانطلقت اليوم الثلاثاء أعمال المنتدى السنوي الخامس حول الإسلام السياسي، بمشاركة باحثين وخبراء ومسؤولين من دولة الإمارات، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وكندا، وفرنسا، وإيطاليا، والهند، وإندونيسيا، والبرتغال، وبولندا، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والأردن، مما منح النقاشات طابعاً دولياً متعدد الأبعاد والتخصصات.
وبحث المنتدى في الأنماط المشتركة للعنف بين التيارات المتطرفة بمختلف توجهاتها الدينية والقومية والعنصرية، مع التركيز على تطوير مقاربات علمية وعملية لمواجهة هذه الظاهرة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg
جزيرة ام اند امز