"خارطة نفوذ المليشيات".. اشتباكات طرابلس تغير موازين القوى
اشتباكات "عنيفة" أدمت جراح العاصمة طرابلس، ودقت جرس الإنذار من احتمالية عودة ليبيا لمربع العنف، إلا أنها كشفت عن تغييرات بخارطة النفوذ.
تلك الاشتباكات أسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة 159 آخرين، أغلبهم من المدنيين، إلى جانب تدمير عدد من المنازل والممتلكات والمباني السكنية والحكومية.
إلا أن طرفيها من المليشيات المتناحرة، توقفت فجأة عن القتال، مما أثار تساؤلات حول سبب الهدوء الحذر، ومدى احتمالية عودته مجددًا وخاصة وأن تلك العناصر المسلحة لم تتوصل لاتفاق لوقف النار بينها.
وإلى ذلك، قالت مصادر أمنية ليبية في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن تدخل الطيران المسير أجبر المليشيات المتناحرة على التراجع عن النقاط التي تقدمت إليها بل ومغادرة بعض مواقعها السابقة.
اشتباكات "مصطنعة"
وأوضحت المصادر، أن الاشتباكات الأخيرة كانت "مصطنعة" بهدف إخراج المليشيات المسلحة غير الموالية لرئيس الحكومة منتهة الولاية من مناطقها، مشيرة إلى أن تلك العناصر استغلت الفرصة وحاولت زيادة نفوذها ومناطقها إلا أنها كانت غير مستعدة، فطردت من المناطق التي كانت تسيطر عليها.
وكشفت المصادر خارطة النفوذ وسيطرة المليشيات في المنطقة الغربية بعد الاشتباكات الأخيرة، قائلة إن العناصر المسلحة الموالية للحكومة منتهية الولاية تسيطر على معظم أنحاء العاصمة باستثناء منطقتي العزيزية وجنزور التي تتواجد بها مجموعات موالية للحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا.
وأشارت إلى أن منطقة تاجوراء شرقي العاصمة تتمركز بها مليشيا "رحبة الدروع" بإمرة المليشياوي بشير البقرة، فيما تتمركز مليشيات الردع بإمرة عبدالرؤوف كاره في قاعدة معيتيقة، وتسيطر على مناطق واسعة امتدادا من سوق الجمعة إلى طريق الشط، والتي تتبع الحكومة منتهية الولاية.
خارطة النفوذ
وبحسب المصادر، فإن مليشيات أيوب بوراس والتي كانت تدعم حكومة باشاغا في وقت سابق إلا أنها اختلفت مع مليشيات موالية للأخير فانصرفت إلى الدبيبة، تتمركز في منطقة عين زارة جنوب شرق العاصمة، فيما تسيطر مليشيات عماد الطرابلسي "الأمن العام" على مناطق مصنع التبغ والدريبي غربي العاصمة.
وأكدت مصادر "العين الإخبارية"، أن مليشيات "اغنيوة" المعروفة بـ"قوة دعم الاستقرار" الموالية للدبيبة بإمرة عبد الغني الككلي تتمركز بحي أبو سليم جنوب العاصمة، مشيرة إلى أنها تعد "الرابح الأكبر" من هذه الاشتباكات، بعد أن طردت مليشيات كانت تنافسها على النفوذ أبرزها مليشيا "777" بإمرة هيثم التاجوري الموالية للدبيبة والتي انحاز بعضها لمليشيات أخرى حليفة إما في الزاوية أو الزنتان أو جنزور.
وقالت مصادر "العين الإخبارية"، إن هناك عدة مليشيات موالية للدبيبة لم تشارك في الاشتباكات الأخيرة وظلت في مواقعها السابقة؛ مثل مليشيات الـ444 والتي تنتشر في عدة مناطق بمحيط العاصمة وبني وليد والشويرف.
وكان عبدالحميد الدبيبة أعلن استعادة عدد من مقار مليشيات موالية لباشاغا على طريق الشط ومن مصيف طرابلس، بالإضافة إلى مبنى الإذاعة الذي كانت تتخذه بعض تلك العناصر مقرا لها، إلى قطاع الإعلام، مما أدى إلى تغييرات في خارطة النفوذ بالعاصمة.
مناطق التمركز
وحول مناطق تمركز العناصر التابعة لباشاغا، قالت مصادر "العين الإخبارية"، إن المليشيات الموالية للأخير؛ أبرزها قوات أسامة الجويلي تتمركز في منطقة العزيزية جنوب غربي العاصمة، بينما تتمركز القوة الأكبر له في مدينة الزنتاهن بالجبل الغربي وما يحيطها، إلى جانب عناصر مسلحة من مدينة الزاوية موالية لمليشيات بوزريبة تتخذ من منطقة جنزور غربي العاصمة مرتكزا لها.
وبحسب المصادر، فإن مليشيا النواصي الموالية لباشاغا كانت خسرت في اشتباكات سابقة معسكراتها التي كانت تسيطر عليها في مناطق واسعة بسوق الجمعة وقرب الشط، واضطرت إلى التوزع على المليشيات الموالية لها.
ولم تستطع إحدى أكبر المجموعات المسلحة الموالية لباشاغا "لواء 217 لحماية الشرعية" المشاركة في الاشتباكات؛ فرغم تحركها بتجاه العاصمة إلا أنها عادت إلى مصراتة بعد أن اكتشفت سوء الوضع في العاصمة، بالإضافة إلى أن عددًا من أبناء المدينة كان وراء عدولها عن المشاركة.
وتنتشر عدة مجموعات مسلحة موالية لباشاغا في عدة مدن أخرى في الغرب الليبي، أبرزها في مصراتة التي تعيش انقساماً عسكرياً بالإضافة إلى الزاوية والزنتان.
aXA6IDMuMTMzLjEzOC4xMjkg جزيرة ام اند امز