طرابلس على صفيح ساخن.. أزمات متلاحقة وسرقة إخوانية مستمرة
الاحتجاجات في أحياء طرابلس يمكن أن تتحول إلى انتفاضة شعبية ضد الأوضاع المعيشية الصعبة، ورفض وجود المليشيات المسلحة وتنظيم الإخوان.
طرابلس على صفيح ساخن، مظاهرات ودعوات رافضة للظروف المعيشية والمليشيات المسلحة والداعم الأكبر للفوضى تنظيم الإخوان الإرهابي.
أزمات متعاقبة دفعت سكان العاصمة الليبية إلى الانتفاض ضد انقطاع الكهرباء وبطش تنظيم الإخوان الإرهابي وإرهاب المليشيات المسلحة، حيث خرجت مظاهرات حاشدة من منطقة حي الأندلس وميدان الجزائر وميدان الشهداء، منددة بالأوضاع العامة في العاصمة.
- ليبيا.. انقطاع الكهرباء في طرابلس يدفع نحو انتفاضة شعبية
- ليبيا.. تظاهرات في طرابلس رفضا لحكم المليشيات المسلحة
أزمات مستمرة
شهدت أحياء ومدن العاصمة الليبية طرابلس خلال الأيام الماضية، موجة غضب واحتجاجات عارمة، حيث تعاني مدن المنطقة الغربية في ليبيا بشكل عام، ومدينة طرابلس بشكل خاص، من أزمة الكهرباء والسيولة خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك بعد أن رفضت بعض المناطق فرض فترات طرح الأحمال التي اقترحتها شركة الكهرباء، حيث يستمر انقطاع الكهرباء المتكرر الذي وصل في بعض الأحيان إلى 20 ساعة.
وأكد مراقبون أن الاحتجاجات التي خرجت في أحياء طرابلس، يمكن أن تتحول إلى انتفاضة شعبية ضد الأوضاع المعيشية الصعبة، ورفض وجود المليشيات المسلحة التي تسيطر على مفاصل الدولة في العاصمة، وتمارس جرائم بحق أبناء الشعب الليبي الذي يعيش أحلك الظروف المعيشية منذ أحداث 2011.
كما يعاني الليبيون من نقص حاد في السيولة النقدية التي يسيطر عليها تنظيم الإخوان الإرهابي.
سرقة أموال الشعب
إرهاب وسرقة وتبديد أموال الشعب، لسان حال جماعة الإخوان الإرهابية التي هيمنت على المؤسسات المهمة وفي مقدمتها المؤسسة الوطنية للنفط ومصرف ليبيا المركزي بمدينة طرابلس، وذلك لدعم الكتائب والمليشيات المسلحة.
حيث كشف المؤتمر الصحفي لمصرف ليبيا المركزي في طرابلس، والذي عقد منذ أيام، هيمنة عناصر جماعة الإخوان الإرهابية على المصرف، وهو ما يفسر سبب الأزمات التي تعاني منها المنطقة الشرقية، وأزمات السيولة النقدية التي تعصف بالبلاد.
الإخواني فتحي يعقوب، شغل منصب أمين سر مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي طرابلس، خرج في مؤتمر صحفي للرد على تقرير ديوان المحاسبة الذي اتهم مصرف ليبيا المركزي طرابلس بتبديد أموال ضخمة من خزينة الشعب الليبي لدعم جماعات مسلحة ومليشيات يرتبط جزء كبير منها بجماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا.
عضو التنظيم الإرهابي فتحي يعقوب كان يمثل حلقة الوصل بين التنظيم الإرهابي في مصر والجماعة في ليبيا قبيل اندلاع أحداث 17 فبراير 2011.
المليشيات المسلحة
نشطت تلك المليشيات عن طريق الدعم الإخواني لها، واستخدامها ترهيب الشعب الليبي، حيث نظمت تلك المليشيات عمليات قتل واختطاف حتى وصلت إلى خطف مدير الإدارة العامة للأمن المركزي في طرابلس، العميد محمد الدامجة.
الإرهابي الإخواني وصل إلى الملاعب أيضاً، حيث قامت المليشيات المسلحة، الشهر الماضي، بموجة اعتقالات واسعة على جماهير نادي أهلي طرابلس، عقب احتجاجاتها على قرار الاتحاد الليبي لكرة القدم إعادة مباراة نصف نهائي كأس ليبيا بين فريقها وفريق الاتحاد.
كما قامت تلك المليشيات بقطع الكهرباء عن سكان طرابلس لمنعهم من استكمال التظاهرات، كما قامت بغلق الشوارع أمام المتظاهرين وإطلاق الرصاص الحي عليهم.
سيطرة المليشيات المسلحة المدعومة من تنظيم الإخوان الإرهابي، دفعت فتحي المجبري، عضو المجلس الرئاسي الليبي، الخميس الماضي، إلى الانسحاب من حكومة الوفاق والمجلس الرئاسي الليبي، بقيادة فايز السراج. داعياً الوزراء الممثلين عن المنطقة الشرقية إلى الانسحاب دون تردد من هذه الحكومة ومغادرة العاصمة طرابلس.
حيث دعا المجبري كل نواب البرلمان الليبي الداعمين للمجلس الرئاسي إلى سحب دعمهم فوراً، مؤكداً أن ما يحدث في طرابلس مسرحية يقوم بها السراج، على حد قوله.
وأضاف أن المسؤولين أصبحوا في خطر دائم بوجود المليشيات في طرابلس بعد أن فرضت قراراتها بقوة السلاح.
وقال المجبري إن طرابلس لم تعد ساحة للعمل السياسي، وإن ثمن الكلمة فيها هو الموت، مؤكداً أنه تعرض لهجوم مسلح في طرابلس على يد قوة مكونة من 50 فرداً بمنزله في طرابلس، لكن حراسه تصدوا للجماعة المهاجمة حتى أصيب أحدهم.
وأكد أن مليشيات محددة ومعدودة هي من باتت تسيطر على المشهد الأمني والعسكري في طرابلس، وقد قضت هذه المجموعات على أي أمل لحماية حكومة الوفاق.
وأشار إلى أن الحرس الرئاسي تم القضاء عليه من هذه المليشيات في ليلة واحدة دون إطلاق أي رصاصة.