مصراتة "تتبرأ" من حشد مليشيات الدبيبة بطرابلس.. سر التوقيت
تحشيدات مسلحة ألهبت ليل العاصمة طرابلس، وجعلت من ساعاته أيامًا، وسط تخوفات من اندلاع حرب مليشيات تعيد ليبيا إلى المربع الأول.
فتحت شعار "يوم الحسم اقترب"، تحركت أكثر من 3 أرتال مسلحة قادمة من مدن الزاوية والزنتان ومصراتة، لتتجمع في بعض المعسكرات وفي سوق الثلاثاء في العاصمة طرابلس.
تلك المليشيات رددت في مقاطع متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن أعدادها بالآلاف و"اللي (من) عنده حاجة يجينا (يأتي إلينا) في الميدان"، في إعلان واضح لاستعدادهم مجابهة أية محاولة من رئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاغا دخول العاصمة طرابلس.
إغلاق طرق
وفور دخول المليشيات المسلحة إلى العاصمة طرابلس، عمدت إلى إغلاق عدد من الطرق بالسواتر الترابية، منعًا لتقدم أية قوى تابعة لباشاغا، بحسب مصادر ليبية، تحدثت لـ"العين الإخبارية".
تلك التطورات الميدانية، جعلت الأنظار تتجه إلى مدينة مصراتة حيث مسقط رأس رئيسي الحكومة السابقة عبدالحميد الدبيبة والحالية فتحي باشاغا، إلا أن تشكيلات بالمدينة، أعلنت موقفها من الأحداث بالعاصمة.
فدعا عدد من القادة وأمراء الكتائب المسلحة، في بيان مصور، رئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا، وسلفه عبدالحميد الدبيبة، إلى الإبقاء على الصراع سياسياً، وتجنيب العاصمة والمنطقة الغربية أي نزاع عسكري.
موقف خطير
وقال قادة التشكيلات المسلحة بمصراتة، في البيان: "انطلاقًا من مبدأنا الثابت حيال الوضع الحالي على الساحة السياسية في البلاد، وتقديراً منا لخطورة الموقف، سعينا مع بعض القادة لفتح قنوات اتصال بين الأطراف، لتجنيب المنطقة الغربية والعاصمة شبح الصدام ومحاولة الوصول لحل يبدد مخاطر زعزعة الأمن والاستقرار وقطع الطرق أمام المتربصين بالوطن من الداخل والخارج".
بـ"الأسلحة الثقيلة".. الدبيبة يحشد مليشياته في طرابلس
وفيما حمل البيان بعثة الأمم المتحدة مسؤولية ما قد يحدث من صدام، طالب فتحي باشاغا وعبدالحميد الدبيبة بإبقاء الصراع سياسيًا -كما تعهدا أمامنا- و"نحملهما مسؤولية أي قطرة دم تسال".
سر التوقيت
وحول سر توقيت خروج المليشيات المسلحة إلى العاصمة طرابلس، قال المحلل الليبي كامل المرعاش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الدبيبة أصيب بالتوجس من اللقاءات الأخيرة التي عقدها باشاغا مع بعض قادة مليشيات مصراتة، مشيرًا إلى أنه يخشي من اتفاق سري بالانقلاب عليه لصالح باشاغا.
وأوضح المحلل الليبي، أن باشاغا سبق وأن صرح علنًا بأنه سيدخل طرابلس قبل عيد الفطر المبارك، وهي مدة لم يتبق على انتهائها إلا أسبوعين.
وأشار إلى أن التحشيدات العسكرية في بعض ميادين طرابلس هي من إيعاز عبد الحميد الدبيبة لزعماء المليشيات الموالية له، والتي قال إنها "تلقت مئات الملايين منه للدفاع عنه"، في حال قرر فتحي باشاغا الدخول إلى طرابلس.
مشاورات القاهرة
وحول تأثير تلك الحشود على مشاورات القاهرة التي بدأت قبل أيام، قال المحلل الليبي، إنها لقاءات "لن ينتج عنها أي شيء يذكر"، وخاصة أن مجلس الدولة يعد العائق الأساسي الذي يعطل أي تسوية حيال تشريعات القوانين الانتخابية.
وأكد أنه إذا دخلت حكومة باشاغا إلى طرابلس واستلمت السلطة ستتغير الكثير من المعادلات الأمنية والسياسية، بما فيها مواقف ما يعرف بـ"الأعلى للدولة".
aXA6IDE4LjIyNi4xMDQuMzAg جزيرة ام اند امز