خبير طاقة لـ«العين الإخبارية»: إنتاج تركيا من النفط والغاز يمثل 10% من احتياجاتها اليومية
حققت تركيا أرقاما قياسية في إنتاج النفط والغاز الطبيعي خلال 2024، بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في قطاعات الطاقة المختلفة.
ويظل إنتاج تركيا القياسي من النفط مرهوناً بالاحتياجات اليومية من الطاقة، التي سجلت هي الأخرى قفزات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية.
في السطور القادمة يجيب خبير الطاقة الأستاذ المساعد الدكتور أنيل تشاغلار أركان لـ"العين الإخبارية" عن العديد من التساؤلات المطروحة حول معدلات الإنتاج والاستهلاك التركي للنفط والغاز، وما يمكن أن تسفر عنه جهود تنشيط هذا القطاع، فضلاً عن المساعي التي تبذلها الجمهورية التركية للاستثمار الخارجي، خاصة الصومال الذي يمتلك احتياطيات هائلة ويعد أرضاً بكراً للبحث والتنقيب.
- حصاد سوقي دبي وأبوظبي منذ بداية 2024.. 11.9 مليار درهم قيمة 506 صفقات
- الهوس بالقطارات.. مأساة عمرها قرنان تكشف مستقبل الذكاء الاصطناعي
وإليكم نص الحوار:
إلى أي مستوى وصلت تركيا في إنتاج النفط والغاز الطبيعي؟
في 15 أغسطس/آب سجلت تركيا إنتاجاً يومياً من الغاز الطبيعي بلغ 7 ملايين و609 آلاف و427 مترا مكعبا، محققة بذلك رقما قياسيا في الإنتاج اليومي، وفي 17 أغسطس/آب وصلت إلى رقم قياسي آخر بإنتاج يومي من النفط بلغ 107 آلاف و621 برميلا، وتستمر تركيا في رفع أهدافها الإنتاجية اليومية يوماً بعد يوم.
في المقابل.. كم يبلغ استهلاك تركيا اليومي من النفط والغاز؟ وما الحجم الذي تمثله تلك الأرقام مقابل احتياج تركيا؟
شهد استهلاك النفط في تركيا زيادة ملحوظة منذ عام 2013، ففي ذلك العام كان استهلاك النفط اليومي نحو 700 ألف برميل، وارتفع إلى 920 ألف برميل في عام 2015، وإلى مليون برميل في عام 2021، وإلى 1.14 مليون برميل في عام 2023.
كل هذه البيانات في غاية الأهمية لأنها تظهر الأهمية الحيوية للرقم القياسي الذي تم كسره مع وصول إنتاج النفط إلى 107 آلاف و621 برميلًا تم الحصول عليها من الحقول التركية، خاصة في حقول "غابار" بالنسبة للبلاد، لأنه في هذه المرحلة وصل إنتاج تركيا من النفط، الذي يتجاوز 100 ألف برميل، إلى مستوى يمكن أن يلبي ما يقرب من أكثر من 10% من احتياجات البلاد اليومية.
على عكس النفط، فإن بيانات الاستهلاك الأكثر موثوقية للغاز الطبيعي هي تلك التي يتم الإعلان عنها على أساس سنوي، وفي هذا الصدد تشير البيانات المتوفرة إلى أن استهلاك تركيا السنوي من الغاز الطبيعي سيبلغ نحو 51 مليار متر مكعب بنهاية عام 2024.
وتشير توقعات استهلاك الغاز الطبيعي لهيئة تنظيم سوق الطاقة (EPDK) لعام 2024 إلى أنها تبلغ 51 مليارا و96 مليون متر مكعب، وعلى الرغم من أن جزءا كبيرا من هذا الاستهلاك يتم تلبيته حاليًا عن طريق الواردات، فإن إنتاج النفط المتزايد باستمرار يشير إلى أن اعتماد تركيا على الخارج سينخفض بسرعة.
اعتباراً من 15 أغسطس/آب 2024 بلغ إنتاج تركيا من الغاز الطبيعي 7 ملايين و609 آلاف و427 مترا مكعبا يوميا، وهذا يعني تلبية احتياجات الغاز الطبيعي لنحو 3.2 مليون أسرة من خلال إنتاج الغاز الطبيعي محليا ووطنيا.
ومن المتوقع أن يتم تشغيل سفينة إنتاج الغاز الطبيعي المشتراة حديثا بعد عام واحد، وبعد ذلك سيتم إجراء استثمارات جديدة، وهناك هدف لإنتاج 20 مليون متر مكعب يوميا من الغاز الطبيعي في البحر الأسود.
متى يمكن لتركيا أن تصل إلى 20 مليون متر مكعب يومياً من الإنتاج المستهدف؟
في نطاق الخطوات الحاسمة التي اتخذتها تركيا فإن الهدف في المرحلة الأولى هو الوصول إلى حجم إنتاج يبلغ 10 ملايين متر مكعب، وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن هذا الهدف سيتحقق قريباً جداً، لأن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار تشير إلى أن إنتاج تركيا من الغاز الطبيعي يستهدف الوصول إلى 10 ملايين متر مكعب في الربع الأول من عام 2025.
في واقع الأمر يمكننا التنبؤ بأن الإنتاج السنوي لتركيا سيتجاوز 20 مليون متر مكعب في العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة، حيث يكتسب العمل على إضافة اكتشافات جديدة إلى البحر الأسود والمبادرات الرامية إلى تشغيل مناطق إنتاج جديدة زخماً.
وبرزت إحدى أهم هذه الدراسات إلى النور مع التصريح الذي أدلى به رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، بأن سفينة جديدة انضمت إلى أسطول الطاقة في 21 يوليو/تموز 2024.
وقد ذكر أردوغان في بيانه الصادر في 21 يوليو/تموز أنه تم شراء سفينة غاز طبيعي جديدة لاستخدامها في إنتاج الغاز الطبيعي في حقل غاز صقاريا، وأن سفينة منصة تشغيل الغاز العائمة المعنية ستنطلق للقدوم إلى تركيا في وقت قصير، وسيتم تشغيل السفينة المعنية خلال العام المقبل.
أهم مساهمة للسفينة التي سيتم تشغيلها العام المقبل في إنتاج الغاز الطبيعي في تركيا ستكون مرتبطة بتحقيق هدف الـ20 مليون متر مكعب يوميا.
ومن المتوقع أن يؤدي تشغيل السفينة الجديدة إلى رفع إنتاج الغاز الطبيعي اليومي في حقل غاز صقاريا في البحر الأسود إلى 20 مليون متر مكعب.
وقد ارتفع إنتاج النفط بفضل الإنتاج بمنطقة "غابارر" وتستمر أيضاً أنشطة الاستكشاف وحفر الآبار الجديدة، كما تم التوقيع على اتفاقية للتنقيب والإنتاج في الصومال.
ما إمكانيات الصومال النفطية؟ وما تحديات إنتاج النفط به؟
مع التطور الذي حدث في شهر يوليو/تموز أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار أن تركيا ستبحث عن الهيدروكربونات في ثلاث كتل في البحار الصومالية في المرحلة الأولى، ومن المعروف في هذا الصدد أن سفينة "أوروتش رئيس" ستتوجه إلى سواحل الصومال وتبدأ نشاطها نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.
وتشمل الأنشطة التي ستبدأها سفينة "أوروتش رئيس" 3 كتل منفصلة، تمثل كل منها مساحة 5 آلاف كيلومتر مربع، هذه الكتل التي ذكرناها عبارة عن 3 حقول، 2 منها تبعد عن البر نحو 50 كيلومتراً والثانية تبعد 100 كيلومتر، ستقوم تركيا في البداية بتنفيذ أنشطة زلزالية ثلاثية الأبعاد في هذه المناطق، لأن الصومال قد يتمتع بإمكانات نفطية رائعة، خاصة بسبب الاحتياطيات الهيدروكربونية المكتشفة في السنوات الأخيرة.
تشير بعض الدراسات الأولية التي أجريت في المياه الإقليمية والمساحات البرية للبلاد إلى احتمال وجود احتياطيات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، ومع ذلك لم يتم استغلال إمكانيات الصومال النفطية بالكامل بسبب سنوات طويلة من الحرب الأهلية وعدم الاستقرار السياسي.
عند النظر إلى الإمكانات النفطية في الصومال يُعتقد أن الصومال يمتلك احتياطيات هيدروكربونية، خاصة على السواحل والمناطق الداخلية المطلة على المحيط الهندي.
وقد أسفرت بعض الدراسات الزلزالية وعمليات الحفر التي أجريت في هذه المناطق عن نتائج واعدة، ومع ذلك فإن البنية الجيولوجية للصومال تعزز الآمال فيما يتعلق بإمكانياتها النفطية، لأن الصومال يقع جيولوجيا بالقرب من نظام الصدع في شرق أفريقيا، ويعتبر هذا النظام منطقة تم فيها اكتشاف احتياطيات نفطية كبيرة في الماضي.
ومع ذلك فمن الصعب إعطاء رقم دقيق لحجم إمكانات الصومال النفطية الكاملة، ويرجع ذلك إلى المشاكل السياسية والأمنية المستمرة في البلاد، وأوجه القصور في البنية التحتية، وحقيقة أن أعمال التنقيب لا تزال في مراحلها الأولى، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث والحفر والاستقرار قبل تأكيد الإمكانات.
ومع تزايد نفوذ تركيا في المنطقة قد يصبح من الممكن التغلب على هذه الصعوبات، لأن تركيا لديها نهج في السياسة الخارجية وهوية الدولة التي تجلب السلام والاستقرار إلى الأماكن التي تذهب إليها، وفي هذا الصدد يمكن القول إن الأخبار الجيدة ستأتي من المنطقة في المدى القريب جدا.
aXA6IDE4LjExOS4xNDMuNDUg جزيرة ام اند امز