استثمار عبر الأطلسي.. تركيا تتجه نحو قطاع الطاقة الأمريكي بمفاوضات في واشنطن
كشف وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار أن أنقرة تدرس دخول سوق الطاقة في الولايات المتحدة عبر استثمارات في مجالات الاستكشاف والإنتاج.
وأوضح بيرقدار أن شركة النفط التركية TPAO تجري مباحثات مع شركات كبرى مثل "شيفرون" و"إكسون موبيل"، فيما أعلن أيضاً تمديد عقود توريد الغاز من روسيا لعام إضافي.
قال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار إن تركيا تدرس اتخاذ خطوة استراتيجية جديدة عبر الاستثمار في قطاع الطاقة الأمريكي، وذلك في إطار سعيها لتعزيز أمن الإمدادات وتنويع مصادر الطاقة.
وخلال كلمة ألقاها في قمة الغاز الطبيعي المسال LNG العالمية التي استضافتها إسطنبول، أوضح بيرقدار أن تركيا ستواصل خلال السنوات المقبلة شراء كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، مضيفاً: “نرغب في تطوير هذه العلاقة ليس فقط عبر التجارة، بل من خلال الاستثمارات المباشرة أيضاً”.
وبحسب الوزير، فإن شركة النفط التركية TPAO تجري مباحثات مع شركات أمريكية كبرى، من بينها “شيفرون” و“إكسون موبيل”، من أجل الدخول في شراكات ضمن مشاريع الاستكشاف والإنتاج (Upstream) داخل الولايات المتحدة. ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها توسعاً استراتيجياً مهماً بالنسبة لأنقرة، خصوصاً مع تصدر الولايات المتحدة إنتاج الغاز الصخري والنفط عالمياً. وأشار بيرقدار إلى أن "إعلانات مهمة قد تصدر خلال الفترة المقبلة".
ويرى خبراء الطاقة أن صعود الولايات المتحدة كأكبر مورد للغاز الطبيعي المسال عالمياً، ودخول طاقات جديدة من ساحل خليج المكسيك، يفتح فرصاً لدول تبحث عن تنويع مصادر الغاز مثل تركيا، لاسيما تلك التي تسعى للتحول إلى مركز إقليمي في تجارة الطاقة.
تمديد عقود الغاز مع روسيا لعام إضافي
وأكد بيرقدار أيضاً تمديد عقود توريد الغاز الطبيعي من روسيا لمدة عام واحد، وذلك بعد انتهاء مدة العقود مع نهاية هذا العام. وأوضح أن المباحثات بين “غازبروم” الروسية وشركة “بوتاش” قد اكتملت بنجاح.
وأضاف الوزير: “غازبروم ستواصل تزويد تركيا بالغاز خلال العام المقبل، إلا أننا نركز أكثر على اتفاقيات قصيرة المدى وأكثر مرونة”.
ويرى محللون أن هذا النوع من الاتفاقيات يوفر لأنقرة مساحة أكبر لإدارة المخاطر في ظل تقلبات أسعار الغاز عالمياً.
تركيا توسع أسطولها من سفن الغاز المسال
وأعلن بيرقدار أن تركيا ستضيف سفينتين جديدتين إلى أسطولها الحالي المكوّن من 3 سفن للتخزين وإعادة التغويز (FSRU)، مضيفاً أن إحدى السفينتين ستتمركز في منطقة دورتيول بولاية هاتاي.
وذكّر الوزير بالاتفاق الذي أبرمته تركيا مع مصر لاستئجار سفينة FSRU لصالح القاهرة، مشيراً إلى أن اتفاقاً مشابهاً قد يكون مطروحاً أيضاً مع المغرب خلال الفترة المقبلة، وهو ما يعزز دور تركيا في البنية التحتية الإقليمية للغاز.
استثمارات أمريكا.. خطوة على طريق “مركز الغاز الإقليمي”
ويرى خبراء الطاقة أن رغبة تركيا في الدخول شريكاً في مشاريع الاستكشاف والإنتاج داخل الولايات المتحدة تأتي ضمن مسار طويل تتبناه أنقرة لتصبح مركزاً إقليمياً لتجارة الغاز. فالولايات المتحدة تمتلك قدرة إنتاجية هائلة واستقراراً في الإمدادات، ما يجعلها شريكاً مثالياً للمحافظ الغازية طويلة المدى.
كما يُتوقع أن تمنح الشراكات الجديدة زخماً إضافياً للعلاقات الاقتصادية بين أنقرة وواشنطن في قطاع الطاقة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTAg جزيرة ام اند امز