ترامب بين أزمة العمر وخلافات جونسون وماكونيل
لم يعد التقدم في العمر أزمة للرئيس الأمريكي جو بايدن فقط فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث بدأ يؤثر أيضا على الرئيس السابق دونالد ترامب حسبما تكشف استطلاعات الرأي.
ونقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية استطلاعا للرأي أجرته رويترز/إبسوس وشمل 1250 شخصا، وأظهر أن 48% من الأمريكيين يعتقدون أن ترامب (77 عامًا) والذي يقترب بشدة من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات 2024 أكبر من أن يعمل في الإدارة، في حين يرى 56% أنه لا ينبغي له أن يترشح للرئاسة مرة أخرى.
ومع ذلك يبقى وضع بايدن أسوأ حيث يشير استطلاع آخر إلى أن 74% من الناخبين يعتقدون أن الرئيس الحالي (81 عاما) أكبر من أن يعمل في الإدارة، في حين يرى 70% أنه لا يجب أن يترشح للمنصب مرة أخرى.
ويقول أكثر من ثلثي الناخبين المحتملين (67%) إنهم سئموا من رؤية نفس المرشحين في الانتخابات الرئاسية، وأشار 18% إلى أنه من غير المرجح أن يصوتوا في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إذا كان المرشحان الرئيسيان هما بايدن وترامب.
وخلال الحملة الانتخابية لبايدن وترامب، ثارت المخاوف بشأن عمرهما وقدراتهما المعرفية فيما يتعلق بسعيهما للفوز بولاية رئاسية ثانية.
وتظهر استطلاعات إبسوس/رويترز أن ترامب يتفوق على بايدن بعد حصول كل منهما على 40% و34% على التوالي.
وكثيرًا ما نفى ترامب المخاوف بشأن قدرته العقلية، وذكر أنه اجتاز الاختبارات المعرفية، مشيرا إلى أن بايدن يفتقر إلى الحدة العقلية بسبب كثرة وقوعه في الزلات علنا.
لكن ترامب واجه مؤخرًا أسئلة حول قدراته المعرفية بعدما خلط بين منافسته الجمهورية نيكي هيلي وبين رئيسة مجلس النواب السابقة الديمقراطية نانسي بيلوسي، خلال حملته الانتخابية، فضلاً عن الإشارة إلى أن الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما لا يزال في المنصب.
وفي الوقت نفسه، يأتي ترامب ليمثل مشكلة خلافية بين رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون وبين زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، حسبما ذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
وبينما تعمل مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على التوصل إلى اتفاق لربط سياسات حدودية أكثر صرامة بمساعدة أوكرانيا، يواجه ماكونيل وجونسون اختبارا لوحدة حزبهما لمعرفة ما إذا كان بإمكانهما سد الفجوة المتزايدة بين الأجيال وانتزاع امتيازات من بايدن أم أن ترامب وحلفاءه سيفرقون بينهما.
وإذا تمكن ماكونيل من الحصول على أغلبية من أعضائه البالغ عددهم 49، مع منع تيار الجمهوريين المحافظين من عرقلة الاتفاق، يمكن للحزب الجمهوري أن يتباهى بأنه أجبر الديمقراطيين على تقديم تنازلات في ملف الهجرة والحدود أما إذا انهار الاتفاق فسيعزز ترامب عودته للسيطرة على الحزب.
ويحذر بعض الجمهوريين ماكونيل من الفشل في قراءة الجمهوريين في مجلس النواب الذين ليس لديهم مصلحة في تحقيق إنجازات سياسية مع وجود بايدن في البيت الأبيض.
وقال السيناتور الجمهوري عن ولاية أوهايو، جيه دي فانس، وهو أحد المشككين في المساعدات الأوكرانية إن "أسوأ ما في العالم هو أن تقوم بالتصويت، وتمارس الكثير من الضغوط السياسية على مجلس النواب ولا تتمكن من إنجاز أي سياسة".
وأضاف فانس "سنجري تصويتًا لا يضرنا إلا سياسيًا.. كما أنه يضع زملاءنا في مجلس النواب في وضع سيئ."
ورغم الفارق العمري الكبير بين ماكونيل وجونسون فقد يجمعهما تحد مشترك يتمثل في ترويض التيار المحافظ المتحالف مع ترامب والذي غالبًا ما يسعى إلى تقويضهما.
ومع توجه الكونغرس نحو اتخاذ قرار بشأن الحدود وأوكرانيا، أصبح المحافظون في كلا المجلسين أكثر جرأة في انتقاداتهم العلنية ومقاومتهم لزعماء الحزب في تمرد يقوده ترامب الذي يؤثر على مقاومة جونسون لمفاوضات مجلس الشيوخ ويفسد خطط ماكونيل.
واعترف ماكونيل لزملائه بأن ترامب يهدد الاتفاق وبعدها انتقد جونسون مفاوضات مجلس الشيوخ واعتبرها خطوة جيدة لكنها ليست متشددة بما يكفي ليقبلها.