حكم الـ3 ساعات.. إلزام ترامب بدفع 83.3 مليون دولار في قضية تشهير
أمرت هيئة محلفين اتحادية، الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الجمعة، بدفع تعويضات قيمتها 83.3 مليون دولار، في قضية تشهير.
الحكم الذي صدر لصالح إي. جين كارول التي اتهمت ترامب بتشويه سمعتها كصحفية محل ثقة من خلال إنكاره اغتصابها منذ قرابة ثلاثة عقود، لم يتطلب إلا أقل من ثلاث ساعات لتتوصل هيئة المحلفين المؤلفة من سبعة رجال وامرأتين إليه.
وتتجاوز التعويضات بكثير الحد الأدنى الذي كانت تسعى إليه كارول بقيمة عشرة ملايين دولار. وحكمت لها هيئة المحلفين بتعويضات مكافئة قيمتها 18.3 مليون دولار وتعويضات تأديبية بقيمة 65 مليون دولار.
وقاضت كارول (80 عاما) ترامب في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 بسبب إنكاره قبل خمسة أشهر من ذلك التاريخ اغتصابها في منتصف تسعينيات القرن الماضي في غرفة تبديل ملابس بمتجر تابع لشركة بيرجدورف جودمان في مانهاتن بولاية نيويورك.
ويقول ترامب (77 عاما) إنه لم يسمع قط عن كارول وإنها اختلقت القصة لتعزيز مبيعات مذكراتها.
وكان ترامب قد حضر إلى المحكمة في وقت سابق وخرج غاضبا ليعود لاحقا للمرافعات الختاميّة. ولم يكن حاضرا عندما قرأ كاتب المحكمة قرار لجنة المحلفين.
وبعد صدور الحكم، تحدّثت محامية ترامب ألينا هابا فقط لتشكر موظّفي المحكمة. وتبادل أحد المحلّفين ابتسامة مع كارول بينما غادر أعضاء هيئة المحلّفين التسعة قاعة المحكمة.
وقال القاضي لويس كابلان لهيئة المحلّفين بعد صدور الحكم: "من الواضح بالنسبة إلي.. أنكم كنتم متنبهين".
تعويضات عقابية
وشمل الأمر القضائي تعويضات عقابية بقيمة 65 مليون دولار بعد أن وجدت هيئة المحلفين أن ترامب تصرف بشكل ضار في تعليقاته العامة حول كارول، و7,3 مليون دولار كتعويضات، و11 مليون دولار لبرنامج إصلاح الضرر اللاحق بالسمعة.
وترامب لم يكن ملزما بالحضور أو تقديم شهادته، لكنّه حوّل جلسات محاكماته إلى منصّات للترويج لحملته الرئاسيّة، زاعما أنّ كلّ جلسة هي جزء من محاولة للديمقراطيّين لمنع عودته إلى البيت الأبيض.
ودين ترامب في مايو/أيار الماضي بتهمة الاعتداء جنسيا على إي جين كارول عام 1996 والتشهير بها عام 2022 وأُلزم بدفع تعويض سابق لها بقيمة خمسة ملايين دولار.
ورغم إدانة محكمة في نيويورك بالإجماع في مايو/أيار 2023 ترامب، واصل الرئيس السابق تشويه سمعة الكاتبة ووصفها بالكاذبة و«المجنونة»، وبأنها «امرأة زائفة» تشيع «رواية زائفة».
شكوى مدنية
وكانت كارول تقدّمت بشكوى مدنيّة منفصلة بتهمة التشهير ضدّ ترامب بسبب تصريحات أدلى بها عام 2019 ردا على اتهامها له باغتصابها في كتاب أصدرته.
وقال ترامب (77 عاما) حينها إن كارول (80 عاما) اختلقت القصة و«تحاول فقط بيع كتاب جديد»، مضيفا أن الكاتبة «ليست من النوع الذي يستهويني».
والأسبوع الماضي، ردا على سؤال حول الضرر الذي ألحقه هذا التعليق بسمعتها، أجابت كارول: «في السابق، كنت معروفة ببساطة بصفتي صحافيّة، والآن يُعرف عني أنّني كاذبة ومحتالة ومجنونة»، مقتبسة إهانات وجّهها إليها ترامب.
وسعت محامية ترامب ألينا هابا إلى إلغاء القضية الخميس استنادا إلى أن رسائل التهديد التي استهدفت كارول بدأت على وسائل التواصل الاجتماعي قبل تعليقات ترامب عام 2019. ورفض طلبها.
وعُرضت على المحلفين إفادة أدلى بها ترامب في أكتوبر/تشرين الأول 2022 خلط خلالها بين صورة كارول وزوجته السابقة مارلا مابلز، ما شكك في ادعائه أن كارول ليست "نوعه المفضل".
توتر في المحكمة
وساد توتّر المحكمة الأسبوع الماضي عندما أدلت كارول بشهادتها بينما جلس ترامب في القاعة. واشتكى فريقها القانوني من أنّ ترامب يُدلي بتعليقاتٍ بصوت عالٍ حول شهادتها، ما قد يؤثّر في هيئة المحلّفين.
وطلب القاضي من ترامب في حينه خفض صوته عندما يتشاور مع فريقه القانوني وهدّده بالطرد من القاعة.
وفاز ترامب بسهولة في الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشير على منافسته الوحيدة المتبقية نيكي هيلي، وهو يقترب من أن يصبح المرشّح الجمهوري لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الرئاسيّة ضدّ بايدن.