«نيو هامبشير» تكرس واقعا دوليا جديدا.. ترامب في الطريق
أثار إعلان فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانتخابات التمهيدية في ولاية نيو هامبشير، قلق قادة أوروبيين.
حتى وقت قريب لم يكن قادة العالم يلقون بالا لخطابات ترامب التي تحمل قدرا من التهديد ووجهات النظر المتطرفة، لكن الفوز الأخير دفع هؤلاء القادة إلى تحليل كل خطاباته ووضع خطط لاحتمال عودته إلى البيت الأبيض.
خلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بعمليات ترحيل جماعية، وحل سريع للحرب في أوكرانيا، وشن حملة على الواردات، واصفا نفسه بأنه "رجل التعريفات الجمركية". واتهم تايوان بانتزاع صناعة الرقائق الدقيقة من الولايات المتحدة، كما تعهد باتخاذ إجراءات صارمة تجاه الصين وإيران والدول الأوروبية التي لا تنفق ما يكفي على ميزانيات الدفاع.
ويخشى القادة في العديد من الدول الحليفة الأقرب لأمريكا من إدارة مستعدة لتجاهل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية. ويشعر البعض أيضًا بالقلق من أن تؤدي إدارة ترامب الثانية إلى تقليص المظلة الأمنية الأمريكية في قلب نظام ما بعد الحرب الذي جلب السلام والديمقراطية والرخاء المتزايد إلى معظم أنحاء العالم.
وللاستعداد لإدارة ترامب المقبلة، تجري الحكومات الأجنبية اتصالاتها في واشنطن أملا في أعضاء الدائرة الداخلية لترامب وكيف تبدو أفكارهم السياسية. ويروج القادة للخطوات التي اتخذوها خلال السنوات الأخيرة، مثل زيادة الإنفاق العسكري، والتي يعرفون أنها مهمة لترامب. وهم يستعدون لدولة أمريكية أكثر انغلاقاً على ذاتها.
وقال ترامب، في خطاب خلال حملته الانتخابية يوم الجمعة في نيو هامبشير: "نريد مساعدة العالم إن أمكن". وأضاف محذرا: "لكن علينا أن نساعد أنفسنا أولاً. بلادنا تواجه محنة رهيبة”.
كما وصف نيكي هيلي، منافسته الوحيدة على ترشيح الحزب الجمهوري، بأنها "حمقاء مناصرة للعولمة، ويمكن التلاعب بها بسهولة للحصول على مئات المليارات من الدولارات وإرسالها إلى أوكرانيا".
وقال ترامب: "أريد أن أساعد أوكرانيا أيضًا. المشكلة التي أواجهها هي أن هذا لم يكن ينبغي أن يحدث مطلقا".
واستبق بعض القادة الانتخابات للإشادة بترامب، حيث قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مؤتمر صحفي في باريس الأسبوع الماضي: "إنني آخذ القادة الذين يمنحني إياهم الناس، وأدخل في حوار مع أي شخص لخدمة فرنسا ومصالحها"، مضيفا "حققت إنجازات كبيرة مع ترامب كرئيس، على الرغم من الإخفاقات في قضايا مثل تغير المناخ والضرائب.
في المقابل، يرى آخرون أن هناك جانبا إيجابيا محتملا في الرئيس الذي أكد على البراغماتية في عالم الأعمال. ووفق التقرير، فإنه ليس كل زعماء العالم منزعجين من فكرة ولاية ترامب الثانية. ولا يقتصر الأمر على قادة مثل فيكتور أوربان في المجر وفلاديمير بوتين في روسيا سوف يرحبان به فحسب، لكن عديداً مما يُسمى القوى المتوسطة التي تقود الطريق بين الصين وأمريكا، خاصة الاقتصادات النامية، متفائلة على الأقل، وهي وجهة نظر يشاركها البعض في بكين أيضا.
على سبيل المثال، يشير بعض المسؤولين في جنوب شرق آسيا إلى أنه قد يكون من الأسهل التعامل مع ترامب "المعقد" والحازم مقارنة مع جو بايدن الأكثر استراتيجية.
وترى العديد من الدول أن الولايات المتحدة الأقل عولمة هي أمر إيجابي.
وقال المتحدث باسم الحكومة الأوغندية أوفونو أوبوندو يوم الأربعاء: "إننا نرحب حقًا برئاسته. خلال ولاية ترامب الأولى، كان التدخل الأمريكي في العالم في حده الأدنى حقًا".