فوز ولكن.. «نيو هامبشير» تكشف نقاط ضعف ترامب
فاز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بـ"نيو هامبشير"، ليمهد طريقه نحو الانتخابات الرئاسية، لكن مؤشرات مقلقة عكرت أجواء الاحتفال.
وتحرك الرئيس الأمريكي السابق خطوة كبيرة نحو الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة للمرة الثالثة على التوالي، يوم الثلاثاء، إذ فاز بالانتخابات التمهيدية في نيوهامبشير ضد آخر منافسيه، حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هيلي.
وما يقوي موقف ترامب، أن تاريخ الحملات الرئاسية الحديثة، يمنح من يفوز في المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا والانتخابات التمهيدية في نيوهامبشير، تذكرة الترشح للانتخابات الرئاسية، دون استثناء، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
في المقابل، تصر هيلي على مقارعة التاريخ، وتعهدت بالبقاء في السباق الجمهوري، معلنة أنها ستركز الآن على الانتخابات التمهيدية المقررة في 24 فبراير/شباط في ولايتها ساوث كارولينا.
ووفقا للشبكة الأمريكية، فإن تصريحات ترامب عقب الفوز، أظهرت غضبه الواضح من قرار هيلي مواصلة حملتها، لأنها تعطله عن توجيه جهود حملته للمنافسة الرئيسية مع الرئيس جو بايدن، لذلك بدا طريقه نحو الانتخابات العامة مددجا بعراقيل.
علامات تحذيرية
على الرغم من أن فوز ترامب كان خطوة كبيرة نحو تعزيز ترشيح الحزب الجمهوري، إلا أن هناك علامات تحذيرية لآماله في الانتخابات العامة.
إذ أظهرت استطلاعات الرأي، التي أجرتها "سي إن إن" للناخبين الجمهوريين الأساسيين في نيو هامبشير، فوز هيلي بين الناخبين الذين وصفوا أنفسهم بأنهم معتدلون، بنسبة 3 إلى واحد.
وحول قضية الإجهاض، كان ترامب هو المفضل لدى أولئك الذين يدعمون حظر معظم أو كل عمليات الإجهاض على صعيد البلاد.
لكن هيلي تفوقت عليه بين 67% من الناخبين الأساسيين الذين قالوا إنهم سيعارضون الحظر.
هذه النتائج تضر ترامب على المستوى الاتحادي في الانتخابات المقبلة، إذ تعتزم حملة بايدن، جعل حقوق الإجهاض محورًا رئيسيًا للانتخابات العامة، وقال بايدن لأنصاره في تجمع حاشد في ماناساس بولاية فيرجينيا: "يجب ألا يكون هناك خطأ: الشخص الأكثر مسؤولية عن سلب هذه الحرية في أمريكا هو دونالد ترامب".
واستمرارا للمؤشرات المقلقة، قال 44% من الناخبين المعتدلين الأساسيين في نيو هامبشير إن ترامب سيكون غير مؤهل للرئاسة إذا أدين بجريمة، لذلك لجأ 84% من هؤلاء الناخبين للتصويت لهيلي.
وفازت هيلي بنسبة 79% من أصوات أولئك الذين قالوا إن بايدن فاز بشكل شرعي في انتخابات 2020، مما يظهر شهية محدودة محتملة بين الناخبين لمزاعم ترامب حول تزوير الانتخابات على نطاق واسع.
بايدن المنافس
فاز بايدن بالانتخابات التمهيدية في نيو هامبشير، ويبدو أن طريقه إلى ترشيح الحزب الديمقراطي لولاية ثانية واضح، على الرغم من منافس من ولاية مينيسوتا دين فيليبس والمؤلفة ماريان ويليامسون.
وتستعد حملة بايدن لبداية مبكرة للانتخابات العامة، حيث قامت بنقل اثنين من كبار مساعديه من البيت الأبيض إلى حملة إعادة انتخابه في ويلمنغتون.
ومن المقرر أن تصبح جين أومالي ديلون، التي كانت مديرة حملة بايدن لعام 2020، رئيس حملة بايدن للانتخابات العامة 2024، بينما سيكون مايك دونيلون، خبير رسائل بايدن منذ فترة طويلة، كبير الاستراتيجيين.
ترامب منزعج
على الرغم من فوزه، لم تكن تصريحات ترامب في نيو هامبشير احتفالية كما كان متوقعا، بل بدا منزعجًا من أن هيلي لم تنسحب بعد من السباق التمهيدي للحزب الجمهوري.
وسخر من هيلي، ووصفها بـ"الدجالة" التي "ادعت النصر" على الرغم من أدائها "السيئ للغاية"، وهو ما يوضح أن هجمات هيلي حول عمر الملياردير وأخطائه اللفظية وخسائر الجمهوريين خلال فترة رئاسته، أحبطته.
كما دعا ترامب اثنين من المتنافسين السابقين للحزب الجمهوري لعام 2024، رجل الأعمال فيفيك راماسوامي وسناتور كارولينا الجنوبية تيم سكوت، لمهاجمة هيلي على المسرح.
"لم ينته بعد"
وفي تحد لترامب وإصرار على مواصلة السباق الانتخابي، قالت هيلي: "نيو هامبشير هي الأولى في البلاد، وليست الأخيرة. هذا السباق لم ينته بعد".
وأكدت لمؤيديها في خطابها في نيو هامبشير: "لا تزال هناك عشرات الولايات".
وأعلنت حملة هيلي، يوم الثلاثاء، أنها ستخصص 4 ملايين دولار للإعلانات التلفزيونية في ولاية كارولينا الجنوبية، كما حددت موعدًا لتجمع حاشد، ليلة الأربعاء، في شمال تشارلستون.
وبحسب "سي إن إن"، من غير الواضح أين يمكن أن تحقق هيلي بالفعل انتصارًا على ترامب. فاستطلاعات الرأي في ولايتها كارولينا الجنوبية، تشير إلى تحقيق ترامب تقدمًا كبيرًا.
حجة هيلي
لكن هيلي واصلت استخدام "بطاقتها الرابحة" في خطابها لتعزيز أسباب انتخابها، إذ ألقت باللوم على ترامب في الأداء المخيب للآمال للجمهوريين في الانتخابات النصفية لعامي 2018 و2022 والانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وقالت: "مع دونالد ترامب، خسر الجمهوريون كل انتخابات تنافسية تقريبا"، وهي إشارة إلى إخفاقات الحزب الجمهوري خلال فترة ترامب في صدارة الحزب.
وأضافت: "السر الأسوأ في السياسة هو مدى رغبة الديمقراطيين في خوض الانتخابات ضد دونالد ترامب".
وسلطت هيلي الضوء على أعمار ترامب والرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، حيث سيبلغ ترامب من العمر 78 عامًا في يوم الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل؛ وسيبلغ بايدن 81 عاما، كما شككت في كفاءة ترامب العقلية، وتحدته لمناظرتها.
وقالت: "الحزب الأول الذي سيتقاعد مرشحه البالغ من العمر 80 عامًا، سيكون الحزب الذي يفوز في هذه الانتخابات".
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز