ترامب و"الفرصة الأخيرة".. "إنقاذ أمريكا" شعار تنشيط حملته المتعثرة
مُكررًا ادعاءات "سرقة" انتخابات 2020، وموجهًا سهام انتقاداته لمنافسيه السياسيين، بدأ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، السباق إلى البيت الأبيض مبكرًا.
ذلك السباق الذي يطمح أن يتجاوز في الطريق إليه العقبة الأكبر الممثلة في ببطاقة الترشح الجمهورية، اعتبره "الفرصة الأخيرة لإنقاذ الولايات المتحدة".
وسعى الرئيس الأمريكي من خلال خطاب ألقاه أمام مئات من مؤيديه في تجمّع بكولومبيا عاصمة ولاية كارولاينا الجنوبية، لإنعاش آماله في محاولته الثالثة المتعثّرة حتى الآن للوصول إلى البيت الأبيض، وخاصة في ظل ظروف سياسية وقانونية غير مواتية.
الفرصة الأخيرة
ومحاطا بالأعلام الأمريكية وبعض حلفائه السياسيين الأكثر ولاء، قال ترامب إن "انتخابات 2024 هي فرصتنا الأخيرة لإنقاذ بلدنا ونحن بحاجة إلى قائد مستعد للقيام بذلك منذ اليوم الأول" لتوليه الرئاسة.
وأضاف في كارولاينا الجنوبية: "هناك رئيس واحد فقط تحدى المؤسسة بكاملها في واشنطن، وبتصويتكم العام المقبل، سنفعل ذلك مرة أخرى".
تصريحات بادين تأتي بعد ساعات من تصريحه أمام حشد من مئات الأشخاص في سالم، قائلا: "نحتاج إلى قائد مستعد لمواجهة القوى التي تلحق الدمار ببلدنا".
ويُنظر إلى التجمّعَين على أنهما فرصة لترامب لتنشيط حملته المتعثّرة وسط انتقادات لعدم تنظيمه فعاليات منذ أن أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني، عزمه على خوض انتخابات العام 2024.
بناء الجيش
وأشاد في نيوهامبشر بسجله في مجال تطبيق القانون وفرض النظام ومكافحة الهجرة و"إعادة بناء" الجيش الأمريكي، متعهدا إنقاذ البلاد من "الدمار على يد مؤسسة سياسية أنانية وراديكالية وفاسدة"، مضيفًا: "أنا غاضب أكثر الآن وأصبحت أكثر التزامًا من أي وقت مضى".
وقطب العقارات السابق هو الشخصية البارزة الوحيدة التي أعلنت ترشحها للانتخابات الرئاسية حتى الآن، لكن العديد من الجمهوريين البارزين أثاروا احتمال وجود منافسين جمهوريين وسط تقارير عن تراجع التأييد الشعبي للرئيس السابق.
وتحظى الولايتان بأهمية كبيرة باعتبارهما من أولى الولايات التي تجري فيهما "الانتخابات التمهيدية" للرئاسيات، فيما عززت الولايتان مكانة ترامب في طليعة المرشحين عام 2016 بعد بداية فاترة في ولاية أيوا.
حملة متعثرة
لكنّ تقارير تُفيد بأنّه يواجه صعوبات في الحفاظ على قاعدة دعم في كارولاينا الجنوبية، في ظل استياء من تأييده مرشّحين هُزموا في الانتخابات النصفية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقد ينتهي الأمر بسباق بين ترامب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس حول بطاقة الترشح باسم الحزب الجمهوري. وقد جاء ديسانتيس في صدارة استطلاع رأي خلال فعالية "ناشنال برو لايف ساميت" في واشنطن خلال نهاية الأسبوع الماضي.
إلا أن الاستطلاعات في هذه المرحلة المبكرة من السباق لا تعطي دائما صورة واضحة للمشهد، فقد أظهرت نتائج بعضها تفوّق ترامب على ديسانتيس، وأظهرت أخرى نتيجة معاكسة.
ويجري حاليا تسليط الضوء على تعامله مع الوثائق السرية التي تم العثور عليها أثناء تفتيش مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) مقر إقامته في فلوريدا، ودوره في اقتحام مبنى الكونغرس عام 2021، وفي محاولاته لقلب النتائج بعد هزيمته في ولاية جورجيا في انتخابات العام 2020.