ترامب في جامع الشيخ زايد.. رسائل تسامح من وطن السلام (صور)

رسائل تسامح من وطن السلام، آثرت دولة الإمارات أن ترسلها للعالم أجمع، من خلال حرصها على أن يكون جامع الشيخ زايد في أبوظبي المحطة الأولى في زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفور وصوله إلى دولة الإمارات، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفقة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، زيارة إلى جامع الشيخ زايد الكبير في العاصمة أبوظبي.
وتجول ترامب في أروقة الجامع، مستمعا إلى معلومات عنه من ولي عهد أبوظبي، مبديا إعجابه بما رآه وما كان يستمع إليه.
ويعد جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي أحد أكثر المساجد شهرة في العالم، بعمارته الرائعة، ورسالته الحضارية الراقية، الداعية لنشر قيم التسامح وغرس مفاهيم الإسلام الصحيح.
منارة تسامح
ومنذ بنائه بتوجيهات المؤسس -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أضحى المسجد مركزا بارزا لعلوم الدين الإسلامي وقبلة لزائري الإمارات.
تبلغ مساحته الإجمالية 22412 متراً مربعاً ليكون أحد أكبر مساجد العالم، ويعد من أروع التحف المعمارية على مستوى العالم، حيث تتجسد به أروع ما جادت به الحضارة الإسلامية على مر العصور من فنون وتصاميم هندسية، وقباب تميزه تصل لـ82 قبة.
أيضا يعد جامع الشيخ زايد الكبير منارة حضارية لنشر قيم التسامح والتعايش الإنساني يقصده الزعماء والزوار من مختلف دول العالم بمختلف ثقافاتهم ودياناتهم.
وعاما تلو الآخر، يكرس الجامع حضوره العالمي كقيمة ثقافية وحضارية ودينية تعبر عن المفاهيم والقيم الإنسانية التي رسخها -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات في الوجدان الإماراتي وباتت تشكل امتدادا للهوية الوطنية.
زيارات متتالية لمعلم ديني وثقافي وحضاري يتعرف فيها العالم على الصورة المشرفة لدولة الإمارات وقيمها الإسلامية السمحة التي تعبر عن اعتدال الدين الإسلامي الحنيف، بالإضافة إلى إبراز الجماليات المعمارية لهذا الصرح الحضاري الكبير الذي يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وتحتضن دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية تمثل طيفاً كبيراً من الأديان والمذاهب والمعتقدات والثقافات، ويعيش أفرادها معاً بسلام، في انسجام وتناغم مجتمعين، وفي إطار من العدل والمساواة واحترام القانون، وهي قيم أصيلة راسخة في عمق تاريخ الإمارات، مستمدة من روح الدين الإسلامي وعقيدته السمحة.
وتسعى دولة الإمارات جاهدة لبناء مجتمع متلاحم والعمل على تعزيز مكانتها نموذجا يحتذى في نبذ كل أشكال التطرف ومظاهر التمييز بين الناس، من خلال إسهامها بدور فاعل في إرساء الوسطية وتشجيع الحوار بين الأديان على الصعيدين المحلي والعالمي، عبر منابر وقنوات يعد مركز جامع الشيخ زايد الكبير من أهمها، الأمر الذي يعد دافعا رئيسا لسعي المركز الحثيث، في ترسيخ دوره الحضاري الفاعل من خلال ما يقدم من برامج وأنشطة ومبادرات.
مكافحة الإرهاب
ووصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدولة الإمارات، الخميس، في ختام جولة خليجية شملت السعودية وقطر بدأت في 13 مايو/أيار الجاري، في أول زيارة خارجية رئيسية له في ولايته الثانية، والأولى له لدولة الإمارات.
وتقدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، مستقبلي الرئيس ترامب لدى وصوله والوفد المرافق إلى مطار الرئاسة في أبوظبي في "زيارة دولة".
زيارة تأتي في وقت حرج تمر به المنطقة والعالم، حيث تتزايد مساعي البلدين لوضع حد للعديد من الأزمات المتفاقمة وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية والقضية الفلسطينية والأزمة السودانية وتعزيز أمن الملاحة الدولية، والتعاون لنشر السلام في المنطقة والعالم.
ويرتقب أن تتصدر القضايا الدولية الراهنة، إضافة إلى الحرب على الإرهاب أجندة المحادثات خلال الزيارة.
ويتعاون البلدان لمكافحة الإرهاب، حيث ينسق البلدان بشكل بارز في هذا الصدد، وانضمت دولة الإمارات إلى الجهود الإقليمية والدولية الرامية للتصدي للتطرف والإرهاب، منذ أن شاركت في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في عام 2014.
كما تأسس مركز "صواب" عام 2015؛ وهو مبادرة تفاعلية بالشراكة مع الولايات المتحدة للتصدي للدعوات التي تطلقها الجماعات المتطرفة عبر شبكة الإنترنت، وتعزيز البدائل الإيجابية عن التطرف، في إطار تعزيز الجهود العالمية لمحاربة داعش.
أيضا على صعيد التعاون المشترك لمكافحة تمويل الإرهاب، تربط مؤسسات الخدمات المصرفية والمالية في الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية علاقة وثيقة وتعاون متواصل لتعزيز الجهود المشتركة في هذا الصدد.
وتتعاون دولة الإمارات بشكل مباشر مع الولايات المتحدة لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل وغيرها من الأنشطة غير المشروعة.
ويرتقب أن يشهد التعاون في هذا الصدد نقلة نوعية بعد زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للإمارات، في ظل التقدير الأمريكي المتنامي لدور الإمارات في مكافحة الإرهاب، وحرصها على تعزيز التعاون معها في هذا الصدد.
وظهر ذلك جليا في أكثر من مناسبة، كان من أبرزها البيان المشترك الصادر في ختام زيارة الرئيس الإماراتي لواشنطن سبتمبر/أيلول الماضي، وأشاد بالشراكة القوية في مجال الأمن والدفاع مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
واستعرض البيان الإرث الحافل بالتعاون المشترك الذي يجمع البلدين في أوقات السلم والحرب، بما في ذلك دعم دولة الإمارات للبعثات الأمريكية لمكافحة الإرهاب منذ الهجمات في نيويورك وبنسلفانيا وواشنطن في 11 سبتمبر/أيلول 2001، لردع التهديدات، وتخفيف النزاعات، وتقليل التوترات على الصعيد العالمي.
تعاون مشترك
وأشار البيان بشكل خاص إلى التعاون المشترك بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات في التحالف العالمي ضد داعش، وفي النزاعات السابقة في الصومال، البلقان، العراق، أفغانستان، وليبيا.
وأكد البلدان أهمية تعزيز الجهود لمكافحة التهديدات الإقليمية، وتطوير مبادرات مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن البحري وجهود مكافحة القرصنة، وزيادة التعاون الأمني، واعتراض شحنات الأسلحة والتكنولوجيا غير القانونية.
ونوه البيان بأهمية اتفاقية التعاون العسكري لعام 2017، كونها خطوة مهمة لكلا البلدين والتي أبرزت تعاونهما الحيوي وطويل الأمد في هزيمة الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، وضمان الاستقرار الإقليمي، ومكافحة التهديدات ضد مصالحهما المشتركة، بما في ذلك تمويل الإرهاب.
وأكد أهمية الحوار العسكري المشترك السنوي باعتباره المنتدى الثنائي الأهم لتعزيز الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة والإمارات، بما في ذلك مراجعة المصالح الأمنية المشتركة، ومناقشة الأهداف الاستراتيجية للعلاقات والتحديات في المنطقة، مثل الأمن البحري، مكافحة القرصنة، التعاون في مكافحة الإرهاب، وزيادة الوعي بالمجالات في الشرق الأوسط والمحيط الهندي وشرق أفريقيا.
وإيماناً من البلدين بأهمية تعميق الشراكة الأمنية والتعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات، والاهتمام المشترك في منع النزاعات وخفض التصعيد، أعلنت واشنطن خلال الزيارة نفسها أن دولة الإمارات شريك دفاعي رئيسي للولايات المتحدة، لتنضم بذلك إلى الهند فقط، لتعزيز التعاون الدفاعي والأمني في مناطق الشرق الأوسط وشرق أفريقيا والمحيط الهندي.
وسيؤدي هذا التصنيف الفريد كشريك دفاعي رئيسي إلى تعاون ثنائي غير مسبوق من خلال التدريب المشترك والمناورات والتعاون العسكري بين القوات المسلحة للولايات المتحدة ودولة الإمارات والهند، إضافة إلى الشركاء العسكريين المشتركين الآخرين، لتعزيز الاستقرار الإقليمي.
أمر يؤكد التقدير الأمريكي الكبير للدور المسؤول الذي تمارسه دولة الإمارات في محيطها العربي والإقليمي وانخراطها الفاعل في حل أزمات المنطقة، فضلا عن مواقفها المتوازنة إزاء القضايا ذات الصلة بالأمن والسلم الدوليين.
ولعبت الدبلوماسية الإماراتية خلال الفترة الماضية دورا محوريا في العمل على احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات على صعيد المنطقة أو خارجها وسعت بشكل دؤوب ومستمر لتعزيز برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية.
ويرتقب أن تسهم المباحثات التي يجريها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والرئيس الأمريكي ترامب في زيادة التعاون في هذا الصدد بما يسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في البلدين والعالم.