ترامب وبايدن في معركة الحجر والطائرة الرئاسية..فمن ينتصر؟
ترامب يضاعف من تنقلاته وإطلالاته،ساعيا لخطف الأضواء عن الديمقراطيين، فهل سيجد نقطة الضعف التي يمكنه اللعب عليها ضد بايدن؟.
قبل شهرين ونصف من انطلاق السباق الانتخابي نحو البيت الأبيض، تشهد الولايات المتحدة معركة خطف الأضواء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتنقل بطائرته الرئاسية، وخصمه المرشح الديمقراطي جو بايدن القابع في الحجر المنزلي.
فترامب الذي يضاعف من تنقلاته وإطلالاته الإعلامية، ساعيا لخطف الأضواء عن الديمقراطيين، لم يجد بعد نافذة يركز منها هجومه على بايدن ومرشحة الأخير لنيابة الرئاسة كامالا هاريس.
فإلى ميلووكي بولاية ويسكونسن التي تحتضن بعد أيام، مؤتمرا افتراضيا للحزب الديمقراطي غير المسبوق لإعلان قبوله رسميا ترشح بايدن، اختار ترامب الذي يعاني من تدني موقعه في استطلاعات الرأي، التوجه إلى الولاية ذاتها وتحديدا في أوشكوش.
وينطلق مؤتمر الديمقراطيين بينما يتفوق بايدن على الرئيس الحالي، بحسب استطلاعات الرأي، رغم التقارب في الفارق بينهما.
لكن حين يُسأل ترامب عن تراجعه في استطلاعات الرأي، يذكّر بانتصاره المفاجئ في انتخابات 2016، محاولا معاودة استخدام الوسائل ذاتها التي طبقها في ذلك الوقت.
وقبل الخطاب الذي سيلقيه بايدن، الخميس المقبل، أمام حزبه في ويسكونسن، يلقي الرئيس الأمريكي خطابا في ولاية بنسيلفانيا، مسقط رأس نائب الرئيس السابق.
وبسبب القيود التي فرضها فيروس كورونا هذا العام، انتقل مؤتمر الحزب الديمقراطي في مدينة ميلووكي، إلى العالم الافتراضي، على وقع الغضب حيال محاولات ترامب الحد من إمكانية التصويت بالمراسلة.
وفيما يتناوب كبار الديمقراطيين وفي طليعتهم الرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل أوباما، على منبر مؤتمر الحزب، عبر الفيديو، يزور ترامب هذا الأسبوع أيضا ولايتي أريزونا ومينيسوتا.
زخم كامالا
في المقابل، أعطى إعلان بايدن اختيار السيناتورة كامالا هاريس مرشحة لمنصب نائب الرئيس، زخما كبيرا لحملة السبعيني الديمقراطي الذي يتنافس على كرسي الرئاسة بعد نصف قرن من العمل السياسي.
وتحدثت افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال عن "ارتياح" الأسواق المالية بعد إعلان ترشيح هاريس.
وهو ما أظهره استطلاع للرأي أجرته شبكة إيه بي سي نيوز وصحيفة واشنطن بوست، في أن 54% من الناخبين يؤيدون هذا الخيار، مقابل معارضة 29% .
معطيات تطرح سؤال، هل ستكون تنقلات ترامب في الطائرة الرئاسية كافية لتحفيز حملته الانتخابية التي تجري وسط قيود كورونا أيضا؟.
وقبل الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو انطلاق الانتخابات الرئاسية، يلزم بايدن الحجر في منزله في ويلمينغتون، بسبب تفشي فيروس كورونا.
ستيف بانون الذي لعب دورا محوريا في فوز ملياردير نيويورك في انتخابات 2016، يرى أن هذا الأسبوع سيكون "ممتازا لحملة ترامب"، لأنه "سيرغم جو بايدن على الخروج من مخبئه" وفق تعبيره.
غير أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة برينستون جوليان زيليز، يرى أن المعادلة السياسية التي يواجهها ترامب تبقى في غاية التعقيد، ولا سيما في ظل الانتقادات الشديدة التي تتناول إدارته للأزمة الصحية والاقتصادية في البلاد.
وقال لشبكة سي إن إن "المشكلة الرئيسية أمام ترامب في الوقت الحاضر، هي أنه كلما تكلم وضع نفسه في موقع أكثر صعوبة".
وأضاف "لست واثقا بأن تصريحاته في الأيام المقبلة ستضر بالديمقراطيين، بل قد تسهم على العكس في لم شملهم".
"جو النعس أم البليد؟"
وأمام هذه المعطيات على الأرض، ما زال ترامب يبحث عن نقطة الضعف التي يمكنه اللعب عليها ضد بايدن.
نقاط تنطلق من عدة تساؤلات، هل يكون بايدن شديد التساهل؟ أو مفرطا في الإنفاق؟ أو مترددا؟ أو أنه يرضخ للتأثير، وهل هو يساري أكثر مما ينبغي؟
وفي عام 2016، أطلق ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون لقب "المحتالة"، وهي عبارة كان لها وقع شديد على قاعدته الانتخابية المعجبة بأسلوبه الصريح والاستفزازي.
لكنه هذه المرة لا يزال عاجزا عن الخروج بلقب لبايدن يطبع الأذهان.
والجمعة الماضية، خاطب حشدا من المؤيدين المتجمعين أمام نادي الجولف الذي يملكه في ولاية نيوجرزي سائلا "ما هو أفضل؟ جو النعس؟ أو جو البليد؟ إنني متردد...".
غير أن تصفيق الحشد أظهر أن أفضليته هي لـ"جو النعس"، ليرد ترامب "هذا كان رأيي!".