إغلاق حكومي في عهد بايدن.. هذا ما أراده ترامب «بشدة»
حتى قبل أن ينقذ الكونغرس الموقف، بدا دونالد ترامب حريصًا على التهرب من تحمل مسؤولية تبعات الإغلاق الحكومي.
وتجنّبت الولايات المتحدة إغلاقا حكوميا بمصادقة مجلس الشيوخ، في وقت مبكر السبت، على مشروع قانون لتمويل الوكالات الفيدرالية حتى منتصف شهر مارس/آذار المقبل، وذلك بعد أشهر من المفاوضات الشاقة.
لكن قبل ذلك، وحين كان الأمر ضبابيا إلى حد كبير، سعى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي عرقل اتفاقا بين الحزبين حول الإنفاق الحكومي في الكونغرس، للتنصل من المسؤولية عن العواقب.
«مشكلة بايدن»
وقال ترامب إنه من الأفضل أن تُغلق الحكومة في عهد الرئيس بايدن بدلاً من حدوث مأزق سياسي بمجرد توليه منصبه الشهر المقبل.
وأضاف، في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "هذه مشكلة بايدن ليحلها، ولكن إذا استطاع الجمهوريون المساعدة في حلها، فسيفعلون!" وكتب ترامب في وقت سابق للجمهوريين قائلاً: "تذكروا، الضغط الذي يقع على عاتق من يكون رئيساً".
وانضم الديمقراطيون في مجلس النواب إلى غالبية الجمهوريين لتمرير إجراء مؤقت للإنفاق، مما يمدد التمويل حتى منتصف مارس/ آذار القادم، ويتيح فرصة لاستمرار عمل الحكومة في الوقت الراهن.
وحتى بنجاح الإجراء في مجلس الشيوخ وتجنب الإغلاق، أظهر ترامب مرة أخرى نمطاً معروفاً، إذ غالباً ما كان يتسبب عن عمد في انهيار المفاوضات في الكونغرس خلال فترة ولايته الأولى.
ويحدث ذلك غالباً عبر تغريدة، ليُجبر لاحقاً على التراجع أو التخلي عن موقفه بسبب رد فعل غاضب من الحلفاء والخصوم على حد سواء.
سابقة
يشار إلى أنه في عام 2018، قال ترامب للمشرعين في المكتب البيضاوي إنه سيكون "فخورًا" بإغلاق الحكومة إذا لم يحصل على تمويل لبناء جدار على طول الحدود الجنوبية.
وبعد إغلاق استمر 35 يومًا امتد خلال عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، استسلم ترامب ووافق على مطالب الديمقراطيين دون الحصول على تمويل للجدار.
وقال بريندان باك، الذي عمل كمساعد بارز لرئيس مجلس النواب بول رايان خلال فترة ترامب الأولى: "كانت هناك بالتأكيد أوقات عديدة خرج فيها عن النص، ولكن كان هناك دائمًا أشخاص من حوله يمكنهم التدخل لحل الموقف بسرعة".
ومع ذلك، استفاد ترامب سياسياً على المدى الطويل من محاولته ليّ ذراع المشرعين لإرادته. فقد أعاده أنصاره إلى البيت الأبيض في الانتخابات هذا العام لاستئناف هذا الجهد.
ولكن هذه المرة مع سيطرة الجمهوريين على كلا المجلسين ورئيس لديه فهم أفضل لكيفية عمل واشنطن.
وداخل أروقة الكونغرس يوم الجمعة، سارع المشرعون الجمهوريون طيلة اليوم لإيجاد وسيلة لتجنب الإغلاق الحكومي.
وكانت إدارة بايدن قد بدأت بالفعل الاستعداد لإمكانية الإغلاق الحكومي، وأصدرت إدارة الميزانية والتخطيط توجيهات إلى الوكالات الوزارية لاتخاذ احتياطات في حال عدم توصل الكونغرس إلى اتفاق بشأن إجراء مؤقت قبل الموعد النهائي في منتصف الليل، وفقاً لمسؤول مطلع على الأمر.
واجتمع مسؤولون كبار في بعض الوكالات لمناقشة استعدادات الإغلاق صباح الجمعة.