"جدار ترامب".. وفيات وإصابات قياسية بين المهاجرين
تسبب الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك في ارتفاع أعداد الوفيات والإصابات بين المهاجرين جراء سقوطهم من أعلى السور.
واستبدلت الولايات المتحدة، خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أكثر من 400 ميل من الحواجز التي يتراوح ارتفاعها بين ستة و17 قدمًا بجدار فولاذي طوله 30 قدمًا، وأضافت ما يقرب من 50 ميلاً من الحاجز الجديد في عهد الرئيس السابق، الذي وعد "بتأمين" حدود أمريكا والمهاجرين، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجدار الذي وصفه ترامب بأنه "غير قابل للاختراق تقريبًا" لم يصمد أمام المهربين الذي تمكنوا من اختراقه أكثر من 3000 مرة منذ إنشائه.
ورغم تصريح الرئيس السابق بأن جداره "لا يمكن تسلقه"، واصل المهاجرون تسلق الحاجز، ليواجهوا مخاطر كبيرة.
ففي الشهر الماضي، لقيت سيدة مصرعها أثناء محاولتها تسلق الجدار في شرق أريزونا بعد أن علقت ساقها في حزام تسلق وتركت معلقة رأسًا على عقب.
وكشف دراسة نُشرت في مجلة "جاما" الأمريكية للجراحة، عن زيادة غير مسبوقة في عدد حالات السقوط من الجدار الحدودي في مقاطعتي سان ديييو وإمبريال. يعد التقرير أحد الجهود الأولى لبيان مدى تأثير جدار ترامب على المهاجرين، حيث لا يتتبع المسؤولون الفيدراليون الوفيات والإصابات المتعلقة بالسقوط من الجدار.
وأعلن المركز الطبي في جامعة كاليفورنيا سان دييجو، الذي يقدم العلاج للمهاجرين الذين أصيبوا جراء تسلق الجدار، عن زيادة تتجاوز خمس أضعاف الحالات المصابة جراء السقوط من 67 حالة بين عامي 2016 و2018 إلى 375 حالة بين عامي 2019 و2021، فضلا عن ارتفاع عدد الوفيات من صفر إلى 16، وفقًا للتقرير، الذي استند إلى بيانات من مكتب المركز الطبي في مقاطعة سان دييجو.
وأشار التقرير إلى أن غالبية المرضى الذين دخلوا المستشفى كانوا يعانون من "إصابات خطيرة في الدماغ والوجه أو كسور معقدة في الأطراف أو العمود الفقري"، وكثير منهم استلزم دخول "العناية المركزة وإعادة البناء الجراحي المرحلي".
ونظرًا لأن المرضى لم يكن لديهم تأمين صحي، وغير مؤهلين لدخول مراكز إعادة التأهيل أو العلاج الطبيعي، قضوا فترات أطول في المستشفى.
وبلغت تكاليف الزيادة في علاج المصابين أكثر من 13 مليون دولار.
وتشير الصحيفة إلى أن الجدار الحدودي جعل رحلة المهاجرين أكثر خطورة، ويُعتقد أن ما لا يقل عن 7000 شخص لقوا حتفهم على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك منذ عام 1998.