ترامب والولاية الـ51.. كندا ترفض الخضوع لـ«القوة الاقتصادية»
يبقي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قفزاته السياسية الجامحة في مساحة رمادية بين الجد والهزل، لكن يبدو أنها تؤخذ على محمل الجد.
وكان ترامب قد ألمح مؤخرا إلى سعيه لضم كندا لبلاده لتصبح الولاية الـ51، وهو ما اعتبر قفزة في المساحة الرمادية، إلا أن بالون الاختبار أثار مخاوف جدية في البلد الجار.
ورفض رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الثلاثاء تلميحا من الرئيس الأمريكي المنتخب بأنه قد يستخدم "القوة الاقتصادية" لجعل كندا الولاية الأمريكية الحادية والخمسين.
وقال ترودو في تغريدة على منصة "إكس" إنه "لا يوجد أي احتمال على الإطلاق في أن تصبح كندا جزءا من الولايات المتحدة".
وأضاف: "يستفيد العمال والمجتمعات في بلدينا من كونهما أكبر شريك تجاري وأمني لبعضهما".
من جانبها، قالت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي الثلاثاء أن أوتاوا "لن تنحني" أمام تهديدات ترامب.
وقالت جولي إن "تصريحات الرئيس المنتخب ترامب تظهر عدم فهم كامل لكون كندا بلدا قويا. لن ننحني أبدا في مواجهة التهديدات".
وسُئل ترامب في أثناء حديثه في مارالاغو عما إذا كان يفكر في استخدام القوة العسكرية في السيطرة على كندا.
وأجاب "لا، بل القوة الاقتصادية.. كندا والولايات المتحدة، سيكون ذلك أمرا رائعا".
لم تردّ السلطات الكندية سابقا على سخرية وتصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب الذي يهدّد أيضا بزيادة الرسوم الجمركية مع جارته الشمالية إلى 25%.
وساهمت هجمات ترامب، خلال الأسابيع الأخيرة في تفاقم الأزمة السياسية الكندية التي أدّت إلى استقالة جاستن ترودو الذي يتولّى السلطة منذ عام 2015.
وفكرة ضم كندا إلى الولايات المتحدة ظهرت في بعض النقاشات التاريخية الأمريكية، إلا أنها لم تكن مطلبًا رسميًا لأي رئيس أمريكي أثناء فترة ولايته، ولم تكن جزءًا من السياسة الأمريكية الحديثة.
وخلال حرب عام 1812 بين الولايات المتحدة وبريطانيا، كانت هناك محاولات أمريكية للاستيلاء على الأراضي الكندية، حيث اعتقد بعض السياسيين الأمريكيين أنها فرصة لتوسيع حدود البلاد شمالاً، إلا أن تلك المحاولات لم تنجح.
ويُعتقد أن الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية توماس جيفرسون أعرب بشكل غير رسمي عن توقعاته بأن كندا قد تصبح جزءًا من بلاده يومًا ما.