ترامب يعلن إلغاء مفاوضات السلام مع طالبان
إلغاء المفاوضات والاجتماع "السري" مع قيادات الحركة بكامب ديفيد يأتي على خلفية تبنيها هجوما أودى بحياة 12 شخصا بينهم جندي أمريكي.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، إلغاء مفاوضات السلام مع طالبان، بعد تبنيها هجوماً أودى بحياة 12 شخصاً بينهم جندي أمريكي.
وقال ترامب في تغريدات عبر حسابه على "تويتر": "ألغيت اجتماعاً سرياً كان مقرراً عقده مع قيادات من طالبان في كامب ديفيد بالولايات المتحدة".
وأضاف: "إذا لم يكن باستطاعتهم الاتفاق على وقف لإطلاق النار خلال محادثات السلام تلك المهمة جداً بل يقتلون 12 شخصاً بريئاً فحينئذ ربما ليس لديهم القوة للتفاوض على اتفاق مجد بأي حال".
وكان المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد، أطلع الرئيس الأفغاني أشرف غني، على مسودة اتفاق سلام مع حركة طالبان في 2 سبتمبر/أيلول الجاري.
وأكمل زاد 9 جولات من المحادثات مع مندوبين عن طالبان، بهدف إنهاء الحرب في أفغانستان، وكان من المقرر أن يلتقي مع زعماء البلاد في كابول، الأسبوع الجاري، لحشد توافق في الآراء قبل توقيع الاتفاق.
وقتل جندي أمريكي وآخر روماني، الخميس، في التفجير الذي وقع بوسط كابول، وأسفر عن 10 قتلى، كما أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقالت قوة الدعم الحازم التابعة لحلف الأطلسي في كابول في بيان إن "جنديين أجنبيين قتلا اليوم في كابول"، مضيفة "أحدهما من رومانيا والآخر من الولايات المتحدة".
ويأتي تصاعد وتيرة العنف في البلد الذي عانى ويلات الإرهاب لسنوات طويلة، في الوقت الذي تستمر فيه حملة الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، بمشاركة 18 مرشحاً بينهم الرئيس الحالي محمد أشرف غني.
كما تكثف حركة "طالبان" من عملياتها وهجماتها المسلحة ضد الحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية الموجودة في البلاد، بهدف تحسين وضعها التفاوضي، للتوصل إلى اتفاق سلام يمهد الطريق لمشاركة طالبان في الحكومة المقبلة.
وتسفر موجات العنف في جميع أنحاء أفغانستان عن خسائر بشرية يومياً تقريباً، على الرغم من المحادثات الجارية لإيجاد حل سياسي.
ولقي نحو 20 جندياً أمريكياً حتفهم في أفغانستان منذ بداية العام، على الرغم من المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وممثلين من حركة طالبان؛ بشأن إحلال السلام في أفغانستان؛ حيث يشن المسلحون هجمات بشكل يومي على قوات دولية ومحلية في مختلف أنحاء البلاد.
وكان الرئيس الأمريكي أعلن في 29 أغسطس/آب الماضي، أن الولايات المتحدة ستبقي 8600 جندي في أفغانستان، بعد توقيع الاتفاق مع طالبان، لإنهاء نزاع مستمر منذ 18 عاماً.
وهناك أكثر من 20 ألف جندي أجنبي في أفغانستان، يخدم معظمهم في إطار مهمة يقودها حلف شمال الأطلسي، لتدريب القوات الأفغانية وتقديم العون لها.
ويشارك آلاف من القوات الأمريكية أيضاً في مهمة منفصلة لمكافحة الإرهاب بهدف قتال جماعات متشددة مثل تنظيمي داعش والقاعدة.
وكان 2018 العام الذي شهد مقتل أكبر عدد من المدنيين الأفغان بسقوط 3804 قتلى، بينهم 900 طفل و7189 جريحاً.
وتفيد الأرقام التي أوردتها بعثة حلف شمال الأطلسي "الدعم الحازم" التي تقودها أمريكا في أفغانستان بأن الحكومة كانت تسيطر في الأشهر الأخيرة من عام 2018 على 226 منطقة من أصل 407 مناطق أو تؤثر فيها، أي ما يعادل 55,5% من البلاد.