أمريكا والكاريبي.. وثائق تكشف خطة الانتشار العسكري
مع تنامي الشائعات حول استعداد أمريكا لشنّ حرب على فنزويلا، تكشف وثائق عسكرية عن خطط للإبقاء على وجود ضخم حتى 2028.
وبحسب موقع "ذا إنترسبت"، يعني ذلك أن تدفّق قوات واشنطن إلى المنطقة لن يتراجع قريباً.
وتشير وثائق تعاقدات وزارة الدفاع الأمريكية، والتي اطّلع عليها الموقع الأمريكي إلى واحدة من أوضح الدلائل على خطط وزارة الحرب (البنتاغون سابقا) للتواجد العسكري في البحر الكاريبي خلال السنوات الثلاث المقبلة، في ظل تسريبات وتكهنات في واشنطن عن حرب محتملة ضد فنزويلا.
وتُظهر الوثائق طلب واشنطن توريد كميات ضخمة من المواد الغذائية لجميع فروع القوات المسلحة - من خفر السواحل إلى الجيش والبحرية والقوات الجوية ومشاة البحرية - ضمن جهود وكالة الدعم اللوجستي الدفاعي لتأمين "الخبز الطازج ومنتجات المخابز" للجنود في "منطقة بورتوريكو".
وتوضح إحدى الجداول أن عشرات الآلاف من الأرطال من المخبوزات ستُسلَّم للقوات بين 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري و11 من الشهر نفسه في عام 2028.
وجود بحري غير مسبوق
وعزز البنتاغون وجوده بنحو 15 ألف جندي في منطقة الكاريبي، في أضخم انتشار بحري منذ حقبة الحرب الباردة.
وتشمل القوة حالياً نحو 5 آلاف بحار على متن حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد"، الأحدث والأقوى في الأسطول الأمريكي، والتي تحمل أكثر من 75 طائرة قتالية واستطلاعية وداعمة.
ويأتي هذا التمركز العسكري في وقت شنّت فيه القوات الأمريكية أكثر من 20 ضربة على قوارب يُشتبه في قيامها بتهريب المخدرات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، مما أدى إلى مقتل أكثر من 80 مدنياً.
وفي إطار هذه العمليات، أعلنت إدارة دونالد ترامب أنها في حالة "نزاع مسلح غير دولي" مع 24 كارتلاً وعصابة وجماعة مسلحة، من بينها "كارتل دي لوس سوليس" الذي تزعم واشنطن قيادة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ومسؤولين فنزويليين كبار له، رغم قلّة الأدلة على وجود هذا التنظيم.
ويُنظر إلى هذا الإعلان باعتباره جزءا من خطة لتغيير النظام في فنزويلا تعود جذورها إلى الولاية الأولى لترامب، فيما ينفي مادورو قيادته لأي كارتل.
مارك كانسيان، المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قال لـ"إنترسبت"، إن الوثائق تشير إلى أن الوجود العسكري الأمريكي الضخم في الكاريبي قد يستمر سنوات.
وأضاف: "مدة هذا التعاقد وحجم الجهد المبذول يوحيان بأن العمليات ستستمر على هذا المستوى لعدة سنوات مقبلة. هذا يعني أن البحرية ستبقي على حضور كبير في الكاريبي، أكبر بكثير مما كان عليه في السنوات الأخيرة".
ومنذ أغسطس/آب الماضي، أرسلت إدارة ترامب ما لا يقل عن 13 سفينة حربية وخمس سفن دعم وغواصة نووية إلى المنطقة، بما في ذلك المدمّرات "جيسون دونهام" و"غرايفلي" و"ستوكدايل".
زيادة هائلة
وتظهر الوثائق أن كميات الغذاء المقدرة ازدادت بنسبة 450 في المئة، كما ارتفع تقدير التكلفة بنسبة 40 في المئة.
فيما زاد عدد المواقع المشمولة في بورتوريكو من ثلاثة مواقع إلى 16 موقعاً.
وتشير التحديثات أيضاً إلى وصول 4500 من مشاة البحرية إلى قاعدة "روزفلت رودز" البحرية - التي كانت مغلقة منذ 2004 - والواقعة على بعد نحو 500 ميل فقط من فنزويلا.