ترامب يرضى عن «المشروب التافه».. كوكاكولا ترضخ لمقترح السكر الرئاسي
قرار يُغضب الملايين من مزارعي الذرة

وجَّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشكر لشركة المشروبات العالمية "كوكاكولا"، بعد أن وافقت على مقترح له بخصوص "السكر"، وذلك بعد قرابة 13 عامًا من وصف المشروب بأنه "تافه".
وصرّح ترامب يوم الأربعاء بأن شركة كوكاكولا وافقت على استخدام سكر قصب حقيقي في مشروبها الغازي الرئيسي في الولايات المتحدة بناءً على اقتراحه - على الرغم من أن الشركة لم تؤكد هذه الخطوة.
وتستخدم شركة كوكاكولا سكر الذرة عالي الفركتوز لتحلية مشروباتها في الولايات المتحدة، بما في ذلك كوكاكولا الكلاسيكية.
وكتب ترامب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": "لقد تحدثت مع كوكاكولا بشأن استخدام سكر قصب حقيقي في كوكاكولا في الولايات المتحدة، وقد وافقوا على ذلك".
وتابع: "أود أن أشكر جميع المسؤولين في كوكاكولا. ستكون هذه خطوة جيدة جدًا منهم.. سترون. إنها ببساطة أفضل!".
رد كوكاكولا
بدورها، قالت متحدثة باسم كوكاكولا، التي تتخذ من مدينة أتلانتا مقرًا لها، إن الشركة تُقدِّر حماسة الرئيس ترامب، ووعدت بالكشف قريبًا عن المزيد من التفاصيل المتعلقة بالتحديثات التي ستطرأ على منتجاتها.
ولم توضح كوكاكولا مزيدًا من التفاصيل، لكن الشركة كانت على مدار سنوات تلبي رغبات محبّي السكر الطبيعي في الولايات المتحدة من خلال استيراد زجاجات "كوكاكولا المكسيكية" المصنوعة بالسكر منذ عام 2005.
واستبدال سكر الذرة عالي الفركتوز في كوكاكولا المباعة في الولايات المتحدة، سيجعل الشركة أكثر انسجامًا مع ممارساتها في دول أخرى، بما في ذلك المكسيك وأستراليا.
لماذا تستخدم كوكاكولا سكر الذرة؟
تستخدم كوكاكولا سكر الذرة عالي الفركتوز في الولايات المتحدة لكونه أرخص كثيرًا مقارنة بسكر القصب.
فالذرة تُزرع بكثافة في الولايات المتحدة وتحصل أيضًا على دعم حكومي، في حين يُستورد قصب السكر وتفرض الحكومة الفيدرالية رسومًا على وارداته.
كذلك، فإن سكر الذرة عالي الفركتوز يُنتَج في صورة سائلة، وبالتالي يذوب بشكل أسهل في المشروبات، ما يجعله مفضلًا في هذه الصناعة بشكل عام.
ما الفرق بين سكر الذرة وسكر القصب؟
يقول كثير من المستهلكين إن كوكاكولا المكسيكية (التي تحتوي على سكر القصب) أطيب وأكثر "انتعاشًا" من النسخة الأمريكية التي تحتوي على سكر الذرة.
ويُعطي سكر القصب طعمًا أنقى حسب وصف المستهلكين الذين يعتبرونه "أنظف" أو أقل حلاوة اصطناعية.
في المقابل، يُعطي سكر الذرة حلاوة أقوى قليلًا، لكنه يُوصَف بأنه يُخلّف "طعمًا لزجًا" أو "مطاطيًا" في الفم.
المزارعون غاضبون
تُؤثّر العودة إلى استخدام السكر في الإنتاج الأمريكي على مزارعي الذرة في البلاد، الذين تُستخدم محاصيلهم في المُحليات الصناعية.
وقال جون بود، رئيس جمعية مُصفّي الذرة ومديرها التنفيذي، في بيان: "استبدال شراب الذرة عالي الفركتوز بسكر القصب أمرٌ غير منطقي. الرئيس ترامب يُدافع عن وظائف التصنيع الأمريكية، والمزارعين الأمريكيين، وخفض العجز التجاري. استبدال شراب الذرة عالي الفركتوز بسكر القصب سيُؤدي إلى فقدان آلاف الوظائف في قطاع تصنيع الأغذية الأمريكي، ويُقلّص دخل المزارع، ويُعزز واردات السكر الأجنبي، وكل ذلك دون أي فائدة غذائية".
أشد المعجبين بـ"المشروب التافه"
على أي حال، فإن هذا التغيّر في تركيبة السكر، لن يؤثّر على مشروب دونالد ترامب المفضل "دايت كوك" الذي يستخدم الأسبارتام كمشروب خالٍ من السعرات الحرارية.
وترامب من أشد المعجبين بدايت كوكاكولا لدرجة أنه وضع زرًا أحمر على مكتبه في البيت الأبيض، ليتمكن من الضغط عليه ليُحضِر له كبير خدم البيت الأبيض زجاجة.
وعلى الرغم من عشقه لدايت كولا، إلا أن علاقته بالشركة لم تكن دائمًا على ما يرام.
ففي سلسلة من المنشورات عام 2012، أشار ترامب إلى أن مشروبات الصودا الدايت قد تكون مرتبطة بزيادة الوزن قبل أن يكتب في النهاية: "شركة كوكاكولا غير راضية عني.. لا بأس، سأستمر في شرب هذا المشروب التافه".
وبعد سنوات، في قمة مجموعة العشرين عام 2017، شوهدت زجاجة دايت كوك بجوار كرسيه. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز عام 2018 أنه كان يشرب 12 زجاجة دايت كوك يوميًا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODkg جزيرة ام اند امز